الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المالكي يطلق عملية أمنية كبيرة في الأنبار

المالكي يطلق عملية أمنية كبيرة في الأنبار
11 أغسطس 2013 23:35
بغداد (وكالات) - قتل 10 أشخاص وأصيب 18 آخرون بجروح في هجمات استهدفت أمس آخر أيام عيد الفطر، مناطق متفرقة في العراق. وأعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن تنفيذ عملية أمنية كبيرة في منطقة الجزيرة قرب الحدود مع سوريا للبحث عمن وصفهم بالإرهابيين. ودانت الولايات المتحدة تفجيرات السبت، واصفة مرتكبيها بـ”أعداء الاسلام”. وشجبت بريطانيا التفجيرات، ودعت قادة العراق إلى العمل معا من أجل استقرار البلاد. كما دانت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) التفجيرات ودعت إلى وقف هذا العنف “الدموي الإجرامي” الذي يجر البلاد لصراع طائفي. فيما اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الهجمات التي تبناها تنظيم “القاعدة” في العراق، “جرائم ضد الإنسانية”. وحمل العراقيون، السياسيين والحكومة وقوات الأمن مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية في البلاد. ففي محافظة بابل قتل ثلاثة من عناصر الجيش العراقي بينهم ضابط وأصيب تسعة آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف عملية نفذها الجيش العراقي لتعقب الجماعات المسلحة في منطقة جرف الصخر شمال مدينة الحلة. وفي محافظة ديالى قتل اثنان من عناصر الصحوة واصيب اثنان بجروح في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش في ناحية بهرز جنوب بعقوبة. فيما قتل شخصان وأصيب 3 آخرون من أسرة واحدة بانفجار عبوة ناسفة قرب منزلهم في قضاء المقدادية شرق بعقوبة. وفي محافظة نينوى قتل مدني تجاوز نقطة تفتيش في حي الرسالة جنوب الموصل بسرعة رغم تحذيرات قوات الأمن ما دفعها الى اطلاق النار عليه. وأصيبت امرأة من طائفة الشبك بجروح جراء انفجار عبوة لاصقة عند باب منزلها في حي الجزائر شرق الموصل”. وفي محافظة صلاح الدين هاجم مسلحون متنزها مزدحما في قضاء بلد، مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة ثلاثة آخرين. وجاءت الهجمات بعد ساعات من مقتل أكثر من 74 شخصا وإصابة ما لا يقل عن 324 آخرين بجروح في سلسلة هجمات دموية بينها انفجار 16 سيارة مفخخة، وقع أغلبها في بغداد أمس الأول. وشهدت بغداد أمس استنفارا أمنيا وغلق عدد من الطرقات، مما أعاق عودة العراقيين المحتفين بعيد الفطر إلى منازلهم، فيما شهد بعض المحافظات عزوف الناس عن الخروج من منازلهم خوفا من تعرضهم إلى تفجيرات. وأعلن المالكي أمس عن تنفيذ عملية أمنية كبيرة في منطقة الجزيرة قرب الحدود مع سوريا. وذكرت قناة “العراقية” أمس أن المالكي أوعز لقيادات عمليات الأنبار والجزيرة ونينوى بالشروع بتنفيذ هذه العملية. وكشف المتحدث باسم غرفة عمليات بغداد عن منظومة أمنية جديدة يجرى التدرب عليها وسيتم إطلاقها مطلع الشهر المقبل، موضحا أن الخطة تتضمن إنشاء أبراج مراقبة في بغداد، ورفع منطادين لرصد تحركات العناصر المشبوهة. من جهتها أعلنت قيادة فرقة المشاة الثانية في محافظة نينوى أمس اعتقال 46 مطلوبا بتهمة “الإرهاب”، خلال عملية أمنية شرق الموصل. فيما صرح رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي بأن الخطط الأمنية الخاصة بعيد الفطر كانت دعاية إعلامية ومحاولة غير موفقة للتغطية على الخروق والإخفاقات الأمنية المتكررة. وفي شأن متصل قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي في بيان إن الاعتداءات التي استهدفت بغداد ومناطق عدة أخرى يوم السبت، هي اعتداءات جبانة استهدفت عائلات كانت تحتفل بعيد الفطر”. وأضافت أن “الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الاعتداءات هم أعداء الإسلام، وهم أعداء مشتركون للولايات المتحدة والعراق والمجتمع الدولي”. وذكرت بساكي بالمكافأة المالية التي تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار رصدتها واشنطن لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى “اعتقال أو قتل أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم القاعدة” في العراق. وقالت إنه “تبنى شخصيا هجمات إرهابية في العراق منذ 2011، وتبنى العمليات ضد سجن أبوغريب خارج بغداد، والهجوم الانتحاري على وزارة العدل وغيرها من الهجمات ضد قوات الأمن والشعب العراقي”. وأشارت إلى أن الهجمات جاءت بعد عدة أشهر من العنف في العراق. وقالت إن “هجمات السبت تحمل سمات هجمات مماثلة، من عمليات انتحارية وتفجيرات بسيارات مفخخة شهدها العراق في الأيام التسعين الأخيرة”، مشيرة إلى أن “معظم هذه الهجمات نفذها القاعدة في العراق”. بدوره أدان وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألستير بيرت، تفجيرات السبت. وقال في بيان أمس: “هالني سماع أن هذه الهجمات استهدفت الأطفال وأسرهم اثناء احتفالهم بعيد الفطر لدى المسلمين”. وأضاف أن “هذا النوع من العنف لا مكان له في مستقبل العراق، ونحن نؤيد بقوة الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لتقديم المسؤولين عن الهجمات للعدالة، والتي تلت عددا من الحوادث المروعة التي وقعت مؤخرا في العراق بهدف تأجيج الفتنة الطائفية وزعزعة الاستقرار في البلاد”. ودعا بيرت الزعماء السياسيين والدينيين في العراق، إلى العمل معا لمكافحة هذا النوع من العنف، وبناء عراق أكثر أمناً. من ناحيتها دانت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) أمس تفجيرات السبت. وقال نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جورجي بوستن في بيان “نعبر عن الصدمة والغضب إزاء سلسلة الهجمات المنسقة التي استهدفت الأسواق والشوارع التجارية والحدائق في بغداد، ومناطق أخرى في البلاد بينما كان الناس يحتفلون بعيد الفطر”. وأضاف بوستن أن “هذه الهجمات تعكس الجذور الطبيعية غير الإنسانية لمرتكبيها”، متابعا “لابد لكل العراقيين أن يتحدوا لوضع حد لهذا العنف الدموي الإجرامي، الذي يجر البلاد إلى دائرة الصراع الطائفي”. وعدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أمس هجمات السبت “جرائم ضد الإنسانية”. وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جو ستورك في بيان: “إن الهجمات دليل جلي على أن تنظيم القاعدة في العراق مذنب بارتكاب جرائم ضد الإنسانية”. وبين “لا يمكن لهدف أو مظلمة سياسية أن يكونا مبررا لحملة القتل هذه، التي تتم على نطاق واسع ومنظم، مما يجلب معاناة رهيبة على العراقيين”. وتبنى تنظيم “دولة العراق والشام” المرتبط بـ”القاعدة” أمس موجة تفجيرات السبت الدامية، في بيان للتنظيم نشرته مواقع إلكترونية. وحمل العراقيون في بغداد ومناطق أخرى السياسيين والحكومة وقوات الأمن مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية. وقال أبو سامر (64 عاما) وهو مهندس زراعي متقاعد يعمل في محل تجاري، إن “الصراعات السياسية والقيادات الأمنية الضعيفة والفساد وتعدد الأحزاب كل ذلك سبب لما يحدث في بلدنا”. وأضاف “إذا استمر وجود الأحزاب والصراعات فلن يتحسن وضع العراق إطلاقا”. وأكد “لم يعد لدينا أي ثقة بالسياسيين لأن وعودهم كثيرة ومحصلة أعمالهم هي ما يحدث للبلاد في كل يوم”. وقال علي الشمري وهو بائع سجائر (35 عاما) إن “ضعف الأجهزة الأمنية والاستخبارات ليست السبب الوحيد في وقوع الانفجارات وتكرار الهجمات”، معتبرا أن “كثرة الأحزاب والصراعات السياسية هي الأسباب كذلك وراء أعمال العنف”. وأضاف “وجود حزب واحد وآخر معارض له أفضل بكثير من عشرات الأحزاب، حتى وان قالوا إن العراق يحكم بنظام ديكتاتوري”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©