السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التحرش» الإلكتروني

23 يناير 2012
نسمع كثيراً عن «التحرش»، ويعلم قراؤنا ما معنى هذه الكلمة وذلك على مستوى الواقع، والحياة اليومية. أما على مستوى الأفلام والمسلسلات والتمثيليات والمسرحيات والقصص والروايات.. التي تحدثت عن هذا الموضوع، فحدث ولا حرج، فهي من الكم والعدد، بحيث أصبحت معها، كلمة «تحرش» مفهومة وبكافة تفاصيلها الدقيقة والجارحة، للقاصي والداني.. وأصبح معنى هذه الكلمة، يثير الرعب والخوف لدى الآباء والأمهات، قبل أن يثيره في نفوس الأطفال أو حتى غير الأطفال، من الأبناء والبنات، فكلمة «التحرش» اليوم، أصبحت «نارا على علم»، تحرق من أنكوا بها، وتألم من رأى ما بداخلها، من معانٍ وصور، بعيدة كل البعد عن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا. فالغالبية اليوم صغاراً وكباراً يعلمون ما معنى هذه الكلمة، وما المقصود بها. أما عن الضيف الجديد «الثقيل»، الذي فرض نفسه علينا «عنوةً» وبدون أي استئذان، فهو «التحرش الإلكتروني»، والذي يأتي بنفس ما تأتي به كلمة «التحرش»، إنما بخطورة وألم، أكبر وأكثر بكثير، لأنه وببساطة ليس ملموساً، إنما «إلكتروني»، يختفي بمجرد انقطاع التيار الكهربائي عن الكمبيوتر، أو عندما تنفذ بطارية الكمبيوتر اللوحي، أو حتى الهاتف المحمول، والغالب ما يكون «ذكياً»... وغيرها من الأجهزة والموصلات الإلكترونية المرئية والمسموعة وغير المحسوسة أو الملموسة. هذا النوع من التحرش، ليس بالتحرش الذي يمكنك أن تراه، أو تشعر به، إنه نوع جديد من التحرش، ينتهك حرمات البيوت، من غير أن يعرف أصحابها، ومن دون أن يدري الشخص الذي يتعرض لهذا التحرش، بالشيء الذي يصيبه، لأنه وببساطة يتعامل مع أسلاك إلكترونية، تنقل الصوت والصورة، وتؤذيه بدون أن يشعر، وتؤثر به بدون أن يحس. «التحرش الإلكتروني»، ذلك الحاضر الغائب، ذلك الوحش الإلكتروني الفتاك، الذي يبتز «إلكترونياً» فريسته، ويقودها إلى المجهول التكنولوجي.. هذا التحرش الإلكتروني، أصبح أحد أخطر أعداء التكنولوجيا الحديثة والتطور التقني للأجهزة الإلكترونية، مختلفة الأنواع والأشكال والأحجام..، لقد أصبح اليوم، هذا النوع من التحرش، أشد إيلاماً و أخطر وقعاً، من غيره. ولا يغرك كلمة «إلكتروني» السابقة لكلمة «التحرش»، فهذه الأسلاك وهذه الأجهزة، أصبحت الغطاء الجديد التي تتستر بها هذه الكلمة التي لا تحمل بين طياتها، سوى الآهات والآلام والحسرات لم تصبهم أو تأتي عليهم. فإذا كنت تتوخى الحذر في الأمس، وتحسب مائة حساب وحساب، لخطوات أطفالك أو من يخصك، وتفيض عليهم بالنصائح والتنبيهات.. لتقيهم شر هذا الفعل اللاأخلاقي، فلن يكفيك اليوم توخي الحذر، ولن تغيثك حساباتك الكثيرة، ولن يقيك الانتباه، ولن تؤثر نصائحك وتنبيهاتك، أمام هذا «الوحش» الجديد، المتستر تحت غطاء التكنولوجيا، بصورة مرض، لا يؤثر فقط على من يصيبه، إنما يؤثر أيضاً عن كل من له علاقة بهذا الشخص المبتلي، بمعاني «التحرش الإلكتروني»، الذي نعرف بدايتها، ولا ندري ما تؤول إليه نهايتها. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©