الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمد الصايغ: أجواء رمضان تشجع على اعتناق الإسلام

حمد الصايغ: أجواء رمضان تشجع على اعتناق الإسلام
14 أغسطس 2011 22:42
يعتنق كل يوم أشخاص الإسلام بعد أن يشرح الله صدورهم، وتتضح لهم صورة الإسلام والمسلمين الصحيحة المشرقة، وعلى الرغم من أن قضية تغيير الدين واستبداله بدين آخر ليست بالقضية السهلة فهي مرحلة تتطلب الكثير من الاطلاع ثم الاقتناع ثم اتخاذ القرار الذي يعقبه التزام وانقياد لأوامر الله واجتناب نواهيه وفق أحكام الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه، فالإسلام ليس مجرد النطق بالشهادتين بل هو قول وعمل وأسلوب حياة بأكملها. أسلوب التعامل للتعرف على أسلوب التعامل مع المسلمين الجدد في الدولة وفن دعوتهم إلى الإسلام، يقول حمد الصايغ، مرشد أول في قسم المسلمين الجدد بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي «يقع على عاتقي إظهار الصورة الحضارية الحقيقية عن الدين الإسلامي، والرد على بعض الشبهات والمفاهيم الخاطئة العالقة في أذهان غير المسلمين عن الإسلام وتفنيدها، كالاعتقاد بأنه دين الكراهية والإرهاب والظلم والتطرف والعنف وغيرها من الصور التي للأسف ترسخت عن ديننا العظيم نتيجة الهجمة الإعلامية الشرسة عليه، وما يقوم به البعض باسم الإسلام من تصرفات تسيء إلى الدين الحنيف مثل الأعمال الإرهابية التي يبرأ منها الدين الإسلامي ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم». ويستهدف الصايغ من خلال عمله 3 فئات يوضحها بقوله «الفئة الأولى هم غير المسلمين الذين يأتون غالبا وهم مقتنعون بالإسلام فنشرح لهم أركانه ومحاسنه ونواهيه ومعظم الأمور المتعلقة بالعقيدة والعبادات، ونجيبهم عن جميع تساؤلاتهم، وبعد أن نلمس انشراح صدورهم للإسلام ننطقهم الشهادتين، ونصدر لهم شهادة اعتناق للإسلام، وبعضهم الآخر يأتي ليتعرف على الإسلام فقط من باب المعرفة بالشيء، ويكون أغلب هؤلاء من الغربيين، فنجيب على تساؤلاتهم ونترك لهم حرية الاختيار في اعتناق الإسلام أو عدمه، ولا نجبر أحداً على ذلك لأنها حرية شخصية، وديننا لا يجبر أحداً على اعتناقه، وإنما في هذه الحالة نكثف جهودنا في توضيح صورة الإسلام المشرقة، وتفنيد ما علق بأذهان هؤلاء من الشبهات والانطباع المشوه عن الإسلام». ويضيف «أما الفئة الثانية فهم المسلمون الجدد الذين أشهروا إسلامهم فلا يجوز أن نتركهم فهم في مرحلة خطيرة ومهمة حيث هم مقبلون على دين جديد، ويريدون أن يتعرفوا عليه عن قرب ويحتاجون لمن يثقفهم في أمور دينهم، وهنا يأتي دورنا في عمل الدورات والمحاضرات والدروس الدينية في تعليم القرآن وتفسيره وتحفيظه، وتعليم الوضوء والطهارة والصلاة والزكاة وما إلى ذلك». ويوضح الصايغ «لدينا مرشدون بلغات مختلفة كالإنجليزية والصينية والهندية والفلبينية والروسية، وقد وصفت هذه المرحلة بالخطيرة أيضا لأن المسلمين الجدد عادة ما تواجههم مشكلات وصعوبات بعد أن اعتنقوا الإسلام فمنهم من يضيق عليه في رزقه، ومنهم من تتركه زوجته وأولاده وأهله فلا بد أن نتنبه إلى ضرورة الوقوف إلى جانبهم وتطمينهم وتثبيت قلوبهم وتصبيرهم على الشدائد، فعلاقتنا كمرشدين بالمسلمين الجدد تتجاوز كونها مجرد عمل أو وظيفة بل إنهم إخوة وأصدقاء نحبهم في الله ونسعى جهدنا على أن نظل على تواصل دائم معهم نجالسهم ونكون معهم في سرائهم وضرائهم، ونحاول أن نسري عنهم همومهم ونعلمهم أمور دينهم ليس فقط في المسجد بل في الرحلات والمطاعم وغيرها ليعرفوا أن الدين ليس فقط في المسجد بل في كل مكان». فن الدعوة يلفت الصايغ إلى أن الفئة الثالثة هم المسلمون الناطقون بغير العربية وهؤلاء يحتاجون إلى دروس ومحاضرات أيضا في اللغة العربية فإذا ما تعلموها تمكنوا من قراءة القرآن بيسر وسهولة، ومن أجل ذلك يوجد مرشدون متخصصون كما أسلفنا. ويشير الصايغ إلى خطورة وأهمية عمل الداعية إذ لا يمكن لأي شخص أن يتولى ذلك إذ لا بد من صفات ومتطلبات لدى هذا الداعية ليقوم بهذا الدور الهام فعملية الدعوة سلاح ذو حدين إما أن يحبب غير المسلمين في الدين الإسلامي أو ينفرهم منه، لأن الدعوة في حد ذاتها فن له أصوله. ويكشف عن هذا الفن ويقول «لا بد أن يكون الداعي على وعي وإدراك وتمرس بطريقة دعوة غير المسلمين للدين الإسلامي وذلك بأن يعرف كيف يخاطبهم ويكسر الحاجز بينه وبينهم، وكيف يجعلهم يطمئنون له، ولا يستعجل عليهم بل يكن صبورا يجيب عن أبسط تساؤلاتهم، كما يجب أن يكون قرأ وتمعن في سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وأصحابه، وتعرف على أخلاقهم حتى يستشف من ذلك قصصا مؤثرة ودروسا يعرضها أمام المسلمين الجدد، بالإضافة إلى ضرورة وجود ثقافة إسلامية لديه وخلفية شرعية ومعرفة بحال الناس وتفكيرهم وثقافاتهم والمداخل التي يستطيع من خلالها الدخول إلى قلوبهم. ويتابع «ليس شرطا أن يكون قد أنهى دراسات عليا في الشريعة الإسلامية من الجامعة ليصبح داعية فها أنا ذا أنهيت دراسة إدارة الأعمال وأدرس حاليا الشريعة والقانون، وأمارس عملي بنجاح ولله الحمد والمنة». ويؤكد الصايغ أن هناك الكثير من المسلمين الجدد أسلموا بسبب شهر رمضان الفضيل، حيث أثارهم الفضول في هذا الشهر وهم يرون المسلمين يصومونه ويكثرون فيه من العبادات والصدقات فأحبوا أن يجربوا الصيام، ولما عاشوا تجربته رأوا ما فيه من دروس يعلمها للإنسان في الصبر والجلد والتراحم بإطعام المساكين والفقراء والشعور معهم فأسلموا. ويدعم الصايغ كلامه بقصة مسلمة رومانية قالت له إنها تصوم مع المسلمين منذ عامين، وقالت «قرأت القرآن مرتين، قبل أن أسلم ومن شدة إعجابي بالصوم وما جاء في المصحف الشريف أردت أن أسلم فأسلمت». ويفيد أن أعداد المسلمين الجدد في الدولة في تزايد مستمر إذ وصل عددهم خلال عام 2011 في دبي وحدها 1370 مسلما، وأن أكثرهم من الجنسية الفلبينية والهندية نظرًا لكثرتهم في الدولة واختلاطهم بأبناء البلد من المسلمين الذين يعاملونهم بالحسنى فيكونون سببا لاعتناقهم الإسلام، ولعل نسبة الخادمات بينهم كبيرة ليعطي ذلك إشارة بدوره إلى أن معاملة الخادمات معاملة حسنة في البيوت ستسهم في تحبيبهن في الإسلام واعتناقهن له.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©