الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غارات على حلب والجيش يعتبرها «مقبلات» للطبق الرئيسي!

غارات على حلب والجيش يعتبرها «مقبلات» للطبق الرئيسي!
5 أغسطس 2012
تصاعدت حدة الاشتباكات بين الجيش السوري وقوات المعارضة أمس في أحياء حلب التي تعرضت لقصف مدفعي وغارات بالمروحيات هي الأعنف منذ بدء محاولة اقتحامها في 28 يوليو الماضي. كما شهدت دمشق تصعيداً في الاقتحامات، حيث تحدث مصدر عسكري عن إعادة السيطرة على كل أحياء العاصمة، وسط إحصاء الهيئة العامة للثورة سقوط 112 قتيلاً، بينهم 35 في دمشق وريفها، و28 في دير الزور، و13 في حماة، و20 في حلب، و7 في حمص، و4 في درعا، و3 في كل من إدلب واللاذقية، إضافة إلى مقتل 4 معارضين، و18 جندياً نظامياً. وقالت مصادر المعارضة “إن سلاحي الطيران والمدفعية قصفا بعنف قطاعات واسعة يسيطر عليها المقاتلون في حلب، خصوصاً حي الشعار وحي ساخور شرق المدينة وصلاح الدين في غربها، حيث يحتدم القتال”. وقال العقيد عبد الجبار العكيدي مسؤول القيادة العسكرية في “الجيش السوري الحر” “إنها عمليات القصف الأعنف لحي صلاح الدين منذ بداية المعركة، لكن الجيش لم يتمكن من التقدم.. إنهم فقط يقصفون بالطيران والمدفعية”. وذكر المعارضون أن القوات الحكومية حاولت اختراق حي صلاح الدين في أعقاب قصف بالمروحيات والمدفعية. وقال أبو عمر الحلبي أحد القادة بالجيش السوري الحر “وقعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلينا والقوات النظامية في صلاح الدين، وأحبطنا محاولاتهم للهجوم على المنطقة وتمكنا من الاستيلاء على ثلاث دبابات”، وأضاف أن عشرة معارضين على الأقل وعشرات الجنود الحكوميين قتلوا في الاشتباكات. واختبأ مقاتلون من الجيش السوري الحر في أزقة حي صلاح الدين لتفادي رصاصات الجيش السوري وقذائف الدبابات التي سقطت على مبنى في الحي. وفتحت طائرتان مقاتلتان النار وتصاعد الدخان من المنطقة. وقال شاهد “رأينا قاذفتين مقاتلتين كل منهما قادرة على حمل قنبلة واحدة فوق حي صلاح الدين، ثم سمعنا انفجارين”. وتساقطت الطلقات على المباني السكنية، بينما أخذ مقاتلو المعارضة ساتراً وراء كتل خرسانية وأكياس رمل مؤقتة، وأطلقوا النار في اتجاه قوات الأسد. وقال العكيدي إنه يتوقع أن يشن الجيش السوري هجوماً على المعارضة في غضون أيام، وأضاف “نعلم أن الجيش السوري يخطط لهجوم على المدينة باستخدام الدبابات والطائرات وأنه يطلق النار منذ ثلاثة أو أربعة أيام للسيطرة على المدينة”. وتابع قائلاً “إن المعارضة تعول على الانشقاقات الحاشدة من جانب جنود القوات الحكومية حالما يبدأ الهجوم، وفي الوقت الراهن لا يمكن للجنود أن يتركوا قواعدهم وهم خائفون للغاية من الانشقاق، لكن حينما يصبحون داخل المدينة سيخلعون الزي العسكري وينضمون إلى مقاتلي المعارضة”. وأمام مبنى أقام فيه المسلحون وحدة طبية في ساخور، شاهد مراسلو “فرانس برس” حافلة صغيرة تصل محدثة جلبة، كانت تنقل شاباً سورياً مضرجاً في دمه بسبب إصابته بشظايا قنبلة في الرجلين والظهر. وصرخت أمه وهي تهز بيديها في كل الاتجاهات “سقطت القنبلة على منزلنا”. وقال شهود عيان في حيي ساخور والشعار إنهم سمعوا دوي عشرة انفجارات على الأقل. بينما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استهداف القصف أيضاً حي هانون (شرق) والحمدانية (غرب). وأضاف المرصد “إن المعارضين هاجموا فجراً مبنى الإذاعة والتلفزيون في حلب ووضعوا متفجرات من حوله قبل أن يقصفهم الطيران وينسحبوا”. وقال مقاتل يدعى معاوية الحلبي ويبلغ من العمر 19 عاماً إن القناصة السوريين أحاطوا مبنى التلفزيون واستهدفوا قوات المعارضة، وأضاف “كنا داخل المبنى لساعات عدة بعد الاشتباكات مع الجيش السوري، لكن الجيش السوري أرسل قناصة وأحاطوا مبنى التلفزيون، وبمجرد طلوع الصبح بدأ الجيش إطلاق النار، أحد مقاتلينا قتل وأصيب أربعة”. رسمياً، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) “إن مجموعات من المرتزقة الإرهابيين هاجمت المدنيين والمركز الإذاعي والتلفزيوني في منطقة الإذاعة بحلب وتصدت قواتنا المسلحة لهم”. بينما نقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول أمني سوري رفيع المستوي قوله “إن معركة حلب لم تبدأ بعد وإن القصف الجاري ليس إلا تمهيداً، وما يجري حالياً ليس إلا المقبلات، والطبق الرئيسي سيأتي لاحقاً”، وأضاف “إن التعزيزات العسكرية ما زالت تصل”، مؤكداً وجود 20 ألف جندي على الأقل على الأرض. وفي دمشق، قال المرصد “إن اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في حي التضامن الذي تعرض لقصف هو الأعنف من نوعه”، كما أشار إلى العثور على ست جثث مجهولة الهوية، بينها طفل، قتلوا بإطلاق رصاص على طريق المتحلق الجنوبي في منطقة جوبر. أما رواية “سانا”، فأفادت بملاحقة القوات السورية لما وصفته بـ”فلول الإرهابيين” في حي التضامن، واشتبكت معهم وأوقعت في صفوفهم خسائر فادحة، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد منهم وإلقاء القبض على عدد آخر، إضافة إلى مصادرة أسلحة وذخيرة متنوعة وأدوية وتجهيزات طبية مسروقة. وقال مصدر عسكري “إن القوات النظامية باتت تسيطر بشكل كامل على أحياء دمشق بعد تطهير حي التضامن”، وأضاف “لقد طهرنا جميع أحياء العاصمة من الميدان إلى بساتين الرازي في المزة والحجر الأسود والقدم والسبينة ودف الشوك ويلدا وببيلا والتضامن، والوضع ممتاز ومستقر”. لافتاً “إلى أن لا وجود للمسلحين في دمشق إلا في حالات فردية، يتنقلون إلى أماكن مختلفة لإثبات الوجود”. وأوضح المصدر العسكري أنه في حديقة التضامن التي تتوسط الحي السكني، قام المسلحون بدفن قتلاهم. كما تم تحويل مسجد الإمام علي بن أبي طالب إلى مشفى ميداني لمعالجة الجرحى، وبدت آثار الدماء على الأغطية والأسرة الخشبية والضمادات الملقاة على الأرض. وأورد المصدر أنه تم تحويل جزء آخر من الجامع إلى مجلس يتشاور فيه المسلحون حول خططهم القادمة والتي رسموها على ألواح بلاستيكية بيضاء نصبوها لهذه الغاية”. وزار عدد من الإعلاميين حي التضامن الذي بدت عليه آثار الدمار في عدد من المحال التجارية والمنازل، بالإضافة إلى أضرار كبيرة لحقت بالبنى التحتية، إذ بدت أسلاك الكهرباء متدلية ومقطعة. وقالت الناشطة المعارضة لينا الشامي “إن الجيش السوري الحر انسحب من التضامن، لكن عناصره موجودون في كل أنحاء العاصمة، حيث يشنون هجمات محددة الأهداف ثم يتوارون”. وأضافت “إن الجيش السوري الحر لا يستطيع ولا يريد السيطرة على أحياء في دمشق”. وكتبت شعارات مناهضة للنظام في هذا الحي، منها “إضراب” و”حرية للأبد”، بالاضافة إلى “أمة قائدها محمد لن تركع”. وفي ساحة بلدة يلدا المجاورة لحي التضامن، تمكنت مراسلة فرانس برس من مشاهدة نحو 15 جثة ملقاة في مكب للقمامة. وتعود هذه الجثث إلى بعض سكان البلدة الذين تعرضوا للخطف والتصفية على أيدي الجماعات المسلحة، وفق ما زعم المصدر العسكري الذي رافق الصحافيين في جولتهم. وفي ريف دمشق، اقتحمت القوات السورية مدينة عربين وسط إطلاق رصاص كثيف، بحسب المرصد، الذي نقل معلومات أولية تفيد بسقوط قتلى وجرحى في المدينة وحالة ذعر بين الأهالي ومخاوف من تنفيذ إعدامات ميدانية. وفي درعا، تحدثت اللجان عن سقوط عدد من الجرحى المدنيين إثر قصف عنيف بالدبابات تعرضت له بلدة شيخ مسكين. كما تعرضت أحياء حمص لقصف عنيف من مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة. وأشار المرصد إلى أن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام دارت كذلك في مدينة البوكمال بدير الزور، وترافقت مع إطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة ومتوسطة. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أمس أن شهر يوليو كان الأكثر دموية في سوريا منذ بداية حركة الاحتجاجات فيها منتصف مارس 2011. وقال “إن أكثر من 4239 شخصاً قتلوا خلال هذا الشهر. وتضم هذه الحصيلة 3001 مدني، بالإضافة إلى 1133 جنديا و105 منشقين. وأوضح أن شهر يونيو يأتي بالترتيب الثاني من حيث عدد القتلى الذين بلغت حصيلتهم 2917 قتيلا، مشيراً إلى أن الحصيلة تزداد دموية شهرا بعد آخر. وكانت حصيلة القتلى من 12 أبريل إلى 12 مايو، انخفضت إلى 989 شخصا لدى قدوم بعثة المراقبين الدوليين. ولا تتضمن هذه الحصيلة آلاف المعتقلين الذين لا يزال مصيرهم مجهولا، كما لا تشمل القتلى مجهولي الهوية، حسبما أشار عبدالرحمن. اختطاف 48 إيرانياً في دمشق طهران (وكالات) - أعلن قنصل السفارة الإيرانية في دمشق عبد المجيد كانجو امس عن اختطاف 48 من الزوار الإيرانيين كانوا في حافلة متجهين الى المطار. وقال للتلفزيون الايراني «ان جماعات مسلحة قامت بعملية الخطف، وليست هناك معلومات عن مصير الزوار، وتحاول السفارة وكذلك المسؤولون السوريون تتبع أثر الفاعلين، والسعي عبر القنوات ذات الصلة للافراج عنهم». وأكدت وكالة الانباء السورية (سانا) عملية الاختطاف، وقالت «ان مجموعة ارهابية مسلحة استولت على باص ينقل زوارا ايرانيين في دمشق»، واكدت ان السلطات المختصة تتحرك للسيطرة على الوضع. ويأتي مئات آلاف الايرانيين الى سوريا سنويا لزيارة ضريح السيدة زينب ابنة الامام علي بن أبي طالب. من جهة ثانية، حذر وزير الدفاع الايراني أحمد وحيدي امس من ان تسليح المعارضين السوريين ستكون له عواقب وخيمة في المنطقة. وقال «ستشهد المنطقة أزمة كبرى إذا دخلت قوات أجنبية موجودة حاليا سرا في سوريا على الساحة وتدخلت عسكريا». وتابع «ان الخاسرين في هذه الازمة سيكونون الغربيين والدول المؤيدة للصهيونية». وتابع «من البغيض ان بعض الدول اغرقت سوريا بالأسلحة لتجهيز مجموعات ارهابية.. ستكون لذلك عواقب وخيمة على المنطقة». واعتبر «ان العدو يريد اقامة توازن قوى جديد بين النظام الصهيوني ودول اسلامية في المنطقة عبر استبعاد سوريا من جبهة مقاومة اسرائيل، لكن هذا لن يحصل».
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©