الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المغيرة بن شعبة أول من وضع ديوان البصرة

المغيرة بن شعبة أول من وضع ديوان البصرة
14 أغسطس 2011 22:44
الصحابي المغيرة بن شعبة أحد كبار الصحابة أولي الشجاعة والمكيدة والدهاء، وكان كاتب الرسول - صلى الله عيه وسلم - وإدارياً بارعاً، فهو أول من وضع ديوان البصرة، وقاد الجيوش وفتح البلاد. ويقول الدكتور عبد الله سمك - الأستاذ بجامعة الأزهر - ولد المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي، وكنيته أبو عبدالله، وقيل أبو عيسى، في ثقيف بالطائف، ونشأ وترعرع بها، وكان كثير الأسفار، أسلم عام الخندق بعدما قتل ثلاثة عشر رجلاً من بني مالك وفدوا معه على المقوقس في مصر، وأخذ أموالهم، فغرم دياتهم عمه عروة بن مسعود، وعن المغيرة بن شعبة قال: إن أول يوم عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أمشي أنا وأبو جهل، إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأبي جهل: يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله، أدعوك إلى الله، فقال أبو جهل: يا محمد هل أنت منته عن سب آلهتنا، هل تريد إلا أن نشهد أن قد بلغت، فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق ما اتبعتك، فانصرف رسول الله صلى عليه وسلم، وأقبل عليَّ فقال: والله إني لأعلم أن ما يقول حق، ولكن بني قصي قالوا: فينا الحجابة، فقلنا: نعم، فقالوا: فينا الندوة، قلنا، نعم، ثم قالوا: فينا اللواء، فقلنا: نعم، وقالوا: فينا السقاية، فقلنا: نعم، ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا: منا نبي، والله لا أفعل. رواية وروى الواقدي عن محمد بن يعقوب بن عتبة، عن أبيه، وعن جماعة قالوا: قال المغيرة بن شعبة: قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأجده جالساً في المسجد مع أصحابه، وعلي ثياب سفري، فسلمت، فعرفني أبو بكر فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: “الحمد لله الذي هداك للإسلام”، قال أبو بكر: أمن مصر أقبلتم؟ قلت: نعم، قال: ما فعل المالكيون؟ قلت: قتلتهم، وأخذت أسلابهم، وجئت بها إلى رسول الله ليخمسها. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: “أما إسلامك فنقبله، ولا آخذ من أموالهم شيئاً، لأن هذا غدر، ولا خير في الغدر”، فأخذني ما قرب وما بعد - أصابني خوف أو حزن - وقلت: إنما قتلتهم وأنا على دين قومي، ثم أسلمت الساعة، قال: “فإن الإسلام يجب ما كان قبله”. وأقام المغيرة مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولازمه حتى اعتمر عمرة الحديبية، في ذي القعدة سنة 6 من الهجرة، فكانت أول سفرة خرج معه فيها، وكان أحد عقلاء الرجال وذوي آرائها، وموضع ثقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - واستعمله في كتابة الكتب والعهود والمعاملات ما بين الناس، وعده الحافظ أبو القاسم وابن القيم وغيرهما من كتبة الوحي القرآني، وكان ينوب عن خالد بن الوليد ومعاوية بن أبي سفيان إذا لم يحضرا. وظهر حبه وإخلاصه للرسول - عليه الصلاة والسلام - حين بعثت قريش عروة بن مسعود يوم الحديبية للرسول - صلى الله عليه وسلم - ليفاوضه في الصلح، فجعل يمس لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان المغيرة بن شعبة قائماً على رأس الرسول - صلى الله عليه وسلم - مقنعاً في الحديد، فقال لعروة كف يدك قبل أن لا تصل إليك، فقال عروة يا محمد من هذا؟ ما أفظه وأغلظه، فقال: “هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة”، فقال عروة يا غدر - يذكر بما فعل بأصحابه قبل إسلامه - والله ما غسلت عني سوأتك إلا بالأمس، وكان قد أدى دية أولئك عن ابن أخيه، وانصرف عروة إلى قريش وهو غاضب. بيعة الرضوان وشهد المغيرة بيعة الرضوان والمشاهد بعدها، ولما قدم وفد ثقيف أنزلهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنده، فأحسن ضيافتهم، وبعثه - عليه الصلاة والسلام - مع أبي سفيان بن حرب بعد إسلام أهل الطائف لهدم صنم اللات. ويحكى أنه لما دفن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخرج علي من القبر الشريف ألقى المغيرة خاتمه وقال: يا أبا الحسن خاتمي، قال: انزل فخذه قال المغيرة: فمسحت يدي على الكفن فكنت آخر الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم. وحين تولى الصديق الخلافة أرسله إلى أهل النجير - حصن منيع باليمن لجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس. المكر والحيلة واشتهر بالمكر وسعة الحيلة، وعده عامر من دهاة العرب، وكان يقال له مغيرة الرأي، وقال عنه الطبري: “كان لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجاً ولا يلتبس عليه أمران إلا أظهر الرأي في أحدهما”. ويروى أن عمر بن الخطاب سأله: “ما تقول في تولية ضعيف مسلم، أو قوي فاجر”، فقال له المغيرة:”المسلم الضعيف إسلامه لك، وضعفه عليك وعلى رعيته، وأما القوي الفاجر ففجوره عليه، وقوته لك ولرعيتك”، فقال له عمر: “فأنت هو، وأنا باعثك يا مغيرة إلى الكوفة”، وظل والياً عليها حتى قتل عمر - رضي الله عنه - فاستمر في عهد عثمان حيناً ثم عزله، واعتزل الفتنة أيام الإمام علي - رضي الله عنه - وحج بالناس لما كان معتزلاً بالطائف. ولما آل الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان قدم عليه، فاستشاره معاوية في أن يولي عمرو بن العاص على الكوفة، وابنه عبد الله على مصر، فقال المغيرة: “يا أمير المؤمنين تؤمر عمرواً على الكوفة وابنه على مصر وتكون كالقاعد بين فكي الأسد”، قال: ما ترى؟ قال: “أنا أكفيك الكوفة”، فولي الكوفة واستمر على إمرتها حتى مات، وقيل إن عمرو بن العاص هو الذي أشار على معاوية بتوليته الكوفة. وتوفي - رحمه الله - بالكوفة سنة 50 هـ. اليرموك والقادسية وشهد اليمامة وفتوح الشام والعراق وفقئت عينه باليرموك، وكان رسول سعد بن أبي وقاص إلى رستم في القادسية، واستعمله أمير المؤمنين عمر على البحرين فنفر منه أهلها فعزله عمر، ثم ولي البصرة ثلاث سنوات، وكان أول من وضع ديوان البصرة وجمع الناس ليعطوا عليه، وقاد الجيش وهو وال عليها، وفتح بيسان ودست بيسان، وأبز قباذ ولقي العجم بالمرغاب فهزمهم، وفتح سوق الأهواز، وغزا نهر تيرى ومغاذر الكبرى، وفتح همذان ثم شهد نهاوند، وكان على ميسرة النعمان بن مقرن، ورسوله إلى أمير الفرس، وكتب عمر وقتها: “إن هلك النعمان فالأمير حذيفة فإن هلك فالأمير المغيرة”، وعزل عن البصرة لتهمة لم تثبت عليه.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©