الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إصلاح مطبخ «إينسلي»!

8 فبراير 2010 21:59
لو قدر لأوباما أن يوقع على القانون النهائي لإصلاح نظام الرعاية الصحية، وهو ما سيقوم به بالفعل، فذلك سيرجع ربما إلى النائب "الديمقراطي" بالكونجرس، جاي إينسلي، وتحديداً إلى تجربته في تجديد مطبخ بيته الخاص! فقد روى في اجتماع لنواب الحزب "الديمقراطي" قصته مع مطبخ بيته مباشرة بعد انتصار المرشح "الجمهوري"، في انتخابات ولاية ماساشوسيتس وما أثاره ذلك في نفوس زملاء "إينسلي" من قلق وصل أحياناً حد الرعب والارتباك بعدما فقد "الديمقراطيون" أغلبيتهم المريحة في مجلس الشيوخ التي تمنحهم امتياز تمرير القوانين، وبدأ البعض منهم يلمح إلى احتمال التخلي تماماً عن مشروع الإصلاح الصحي، بل إن أوباما نفسه بدأ بالفعل في التململ بعد انتكاسة ماساشوسيتس. ولكن النائب "الديمقراطي" إينسلي الذي كان يرقب كل هذا اللغط بين "الديمقراطيين" وسط حالة التخبط التي وقعوا فيها قلب الأجواء المتشائمة وأشاع روحاً أكثر تفاؤلاً، فقد انتُخب "إينسلي" أول مرة كنائب عن واشنطن في عام 1992، إلا أنه اندحر مع غيره من "الديمقراطيين" عندما اجتاح الحزب "الجمهوري" الكونجرس بكلتا غرفتيه في عام 1994 بسبب فشل بيل كلينتون في الدفع ببرنامج الإصلاح الصحي الذي كان اقترحه دون جدوى، غير أنه عاد مجدداً بعد أربع سنوات إلى مجلس النواب. ويسرد النائب "إينسلي"، وهو يحكي قصته أمام زملائه "الديمقراطيين" في اجتماع خاص بالحزب قائلاً: "لقد قدمت نفسي في الحملة الانتخابية للناس على أني الرجل الذي هُزم في الانتخابات السابقة، وهي المرة الأخيرة التي لم نستطع فيها إقرار النظام الصحي، لقد وصفت لهم وقتها كيف تجرعت مذاق الهزيمة وكيف كان الطعم مريراً عندما فشلت في الانتخابات، ولم أرضَ لهم أن يجربوا ذلك الألم وتلك الحسرة"، مضيفاً أن "أسوأ شيء في السياسة هو تبني مواقف غير ناضجة وعدم إكمال المشاريع إلى نهايتها". ثم بدأ يقص تجربته الفريدة والغنية بالمعاني والمضامين مع مطبخه، فقد سرد تلك المعاناة التي مر بها هو وعائلته عندما تأخرت عملية ترميم المطبخ واستغرقت وقتاً طويلاً من الزمن أفقد العائلة صوابها، مستطرداً: "في تلك الفترة، كنت حاقداً على المتعاقد الذي أوكلت إليه مهمة تجديد المطبخ، فبعد مرور ستة أشهر كان ما زال مستغرقاً في الجدل مع السباك، وبعد ثمانية أشهر لم أكن قد انتهيت من المطبخ، حيث ظلت الأسلاك متدلية من كل مكان، ناهيك عن المشاكل التي نشأت مع مراقب المبنى"، ولكن في النهاية أُُنجز العمل: "واليوم أحب ذلك المطبخ، وتحول المتعاقد إلى أحد أصدقائي المقربين"! ثم نظر "إينسلي" إلى زملائه "الديمقراطيين" في الاجتماع، وقال: "علينا أن ننهي العمل في المطبخ"، وبالطبع كان المغزى أن الأميركيين لن تتسنى لهم الاستفادة من مكاسب التغطية الصحية ما لم يضع الكونجرس نظاماً بديلاً. وعندما اتصلت بـ"إينسلي" عقب خطابه عن المطبخ، أكد أنه كان أحد اللحظات الفاصلة التي هدأت قليلاً من روع "الديمقراطيين"، موضحاً ذلك بقوله: "إن الناس يلتقونني في الممر ويبتسمون ثم يعيدون عليَّ ما قلته: علينا الانتهاء من إصلاح المطبخ". والحقيقة أنه على رغم دعوات أوباما إجراء مشاورات مشتركة بين الحزبين للاتفاق على مشروع لإصلاح نظام الرعاية الصحية، فإن العبء الأكبر يقع على "الديمقراطيين" في الكونجرس، فمجلس النواب في حاجة إلى تمرير المشروع، كما أن الغرفتين تحتاجان إلى إقرار التعديلات على النسخة الرئيسة، لا سيما تلك المتعلقة بخفض الضرائب على خطط التغطية الصحية ذات التكلفة المرتفعة التي لا تحظى بشعبية بين أعضاء مجلس النواب في الكونجرس، أو بين الناخبين، ثم التخلي عن دعم برنامج الرعاية الطبية الذي يسمى "ميدكير" وترعاه الدولة في ولاية نبراسكا الذي لا يوافق عليه أحد. وعلى رغم الاختلافات في ترتيب الأولويات، إلا أنه يمكن لـ"الجمهورين" و"الديمقراطيين" معاً التوصل إلى توافق حول تحديد الأجندة حتى مع بعض الاختلاف لضمان تمرير القانون وطي صفحته كما طوى النائب "إينسلي" تجربة المطبخ بعدما أكمل إصلاحه بنجاح، يحسد عليه. محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©