الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنسف والقطايف يتصدّران الموائد الرمضانية بالأردن

المنسف والقطايف يتصدّران الموائد الرمضانية بالأردن
15 أكتوبر 2006 23:49
الاتحاد- عمان- ارشيد العايد: مع تطورات الحياة وازدياد درجات التعقيد في العلاقات الاجتماعية تتغير الكثير من العادات التي كان يألفها المجتمع؟، وفي الأردن هناك نكهة لشهر رمضان المبارك تضفي له خصوصية معينة تميزه عن باقي الأشهر كيف لا وهو الشهر الذي انزل فيه القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومع تطورات الحياة بدأت عادة تختفي وتندثر وأخرى لا زالت موجودة وتتحدى التطور المدني للمجتمع الأردني وجديد منها يظهر· ما اندثر من عادات واجمع عليه الكثير ممن التقتهم الاتحاد في عمّان أن الروابط الأسرية تقلصت العلاقات وأصابها بعض الفتور وأصبح التجمع ليس بالضرورة داخل البيت حيث هناك العديد من الخيارات لأفراد الأسرة وخاصة الشبان لقضاء الأوقات بعد الإفطار إلى ما قبل السحور، أما ما بقي صامدا في وجه المد الحضاري والتغير في طبيعة المجتمع الأردني المنسف والمسحراتي والقطايف والعصائر (التمر والسوس والخروب والليمون) فهي حاضرة على المائدة الرمضانية باستمرار وربما عدم إحضارها يوما ما يشكل منغصا كبيرا لأفراد الأسرة· ويرى محمد عبد الرزاق 33 عاما: أن طبيعة العمل في أيامنا هذه تأخذ غالبية وقت الإنسان وبالتالي يبدأ مع هذا الضغط التغير في طبيعة العلاقات ورغم أن لشهر رمضان المبارك خصوصية كبرى إلا أن أعمالنا كما هي، الأمر الذي يتطلب منا وقتا طويلا لساعات العمل إضافة إلى متطلبات الأسرة الأمر الذي أصاب العلاقات الاجتماعية في الأردن بالفتور· المنسف أما ما يتعلق بالطقوس الرمضانية التي كانت في السابق ولم تندثر حتى الآن يؤكد محمد أن المسحراتي لا زال يفرض نفسه فله حضور كبير بين الأردنيين وغيابه ليلة واحدة يجعل الجميع يتساءل عن سبب الغياب، ورغم أن محمد يسكن احد أحياء العاصمة الأردنية عمان إلا انه يؤكد: في الليالي التي تليها إجازة في عملنا نقضي وقتا طويلا أمام المنزل لحين قدوم المسحراتي ونتناول معه الشاي قبل أن يواصل مهمته لإيقاظ الناس من النوم للسحور، الأمر الآخر العصائر والقطايف وسيد الموقف بين الأردنيين هو المنسف خاصة أثناء الدعوات (العزائم) كل هذه لا زالت باقية ومتوارثة داخل المجتمع الأردني· ويصف رامي عبد الرزاق 35 عاما: الشباب وبعض العائلات يقضون أحسن أوقاتهم في الجلوس في المقاهي والمطاعم أو التنقل ما بين محال ومراكز تجارية مرموقة لشراء مستلزمات أو منتجات سواء أكانوا بحاجة إليها أم لا، ناهيك عن العائلات التي تنتظر المسلسلات الرديئة التي تبثها بعض القنوات الفضائية وكأن هذا الشهر مختص بأن تقام فيه المنافسة والمزايدة بين الفضائيات العربية لمشاهدة أحدث ما أنتجته استوديوهاتهم· صلة الرحم أما نواف الدعجة 44 سنة فيقول: معظم الناس كانوا يتجهون إلى المساجد في أوقات الإفطار حيث كان كل شخص يأتي بما لديه من خير في تجمعهم، وبعد صلاة المغرب كان يتجه الشخص إلى بيته حتى موعد صلاة العشاء والتراويح، وبعد الانتهاء من الصلاة كانوا يجتمعون في المجالس ويتناولون التمر والقهوة ويتحدثون في قضايا وأمور تهم الدين والدنيا، وفي السير الحسنة والأحاديث الجميلة، ثم يرجعون إلى منازلهم حيث يهيئون أنفسهم لحضور صلاة الصبح· كما كانت الزيارات في مثل هذا الشهر للأرحام لا تنقطع وكانت تشمل أيضا الجيران والأقارب حتى ولو كانوا على بعد مسافات طويلة· وفي الصباح كانوا يتجهون إلى أشغالهم لكسب العيش سواء بالعمل في المزارع أو في التجارة أو غيرها من المهن الحرفية التي كانت تتميز بها عمان· وتقول أم يعقوب الكرمي 55 سنة: بعد أن يعود أبنائي من دوامهم سواء في الجامعة أو في العمل يضع الجميع رأسه وينام ويتركوني وحيدة اعمل منذ الظهيرة وحتى أذان الإفطار، بعد ذلك تراهم يستلقون كل في جهة وقد أثقلتهم الوجبة الدسمة التي التهموها دفعة واحدة على الإفطار· بعد عدة ساعات تبدأ المشادات على البرامج التلفزيونية، لدرجة أن البعض اشترى لنفسه تليفزيونا وريسيفرا خاصا به، والبعض استأجر أجهزة لاستقبال قنوات خاصة من تلك التي تقيم عروضها في رمضان· أما بعد الساعة التاسعة فتجد الشباب توجهوا للعب الورق مع زملائهم وغالبا يقضون أوقاتهم في الخيم الرمضانية التي تعقدها المقاهي كل سنة ولا نراهم قبل الساعة الثانية أو حتى الواحدة ليلا· زائر وتشير دعاء حماد 29 عاما إن رمضان كان في الماضي يملأه الدفء نظرا لتجمع العائلة في بيت واحد وخاصة أول يوم في الشهر الفضيل، حيث كانت كل ساعة من رمضان ذات قيمة خاصة أما الآن فهو يأتي سريعا ويرحل سريعا ولا نكاد نشعر به· وترى فريال حمدان 48 عاما ان رمضان زائر محمل بالبركات يزورنا في كل عام مرة ولهذا الزائر طقوسه وعاداته سواء في استقباله أو وداعه واختلفت هذه العادات وتغيرت بعض الشيء، حيث يذكر الناس رمضان في الماضي والذي يبدأ التحضير له قبل قدومه بشهر، أما الآن ونظرا لتراجع الحالة الاقتصادية للأسر فقد انقرضت هذه العادة وأصبح الناس يشترون حاجيات رمضان في رمضان نفسه الأمر الذي يسبب الازدحام في الأسواق والشوارع· وبينت فريال انه يبقى لرمضان نكهته الدينية بجمع العائلة على مائدة واحدة ويبقى عامل رئيسي واحد في تواصل الناس وصلة الرحم وعمل الخير تزينه العبادات من صلاة وتهجد وقيام ليل والزكاة· كعك العيد وأوضحت فريال: كانت الأسرة في الماضي تقوم بإعداد كعك العيد مجتمعة حتى أن الجيران يمكن أن يشاركوا في ذلك من قبيل المساعدة أما الآن فالجميع انصرف إلى شؤونه الخاصة وأصبح الكعك يشترى من المحال المخصصة لذلك دون أن تنتشر رائحة إعداده الطيبة في كافة أرجاء المنزل ومدخل البيت· وبين سيف الدين صوالحة 36 عاما: كان النسيج الاجتماعي والروابط الأسرية أقوى وأعمق من أيامنا هذه ونتيجة لتطور أدوات الحياة وانشغال الناس بهمومهم المعيشية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها· وأشار صوالحة أن رمضان الحالي يختلف عن أيام زمان في روحانياته خاصة إقبال الناس على ارتياد المساجد والحرص على أداء صلاة التراويح وتأدية العمرة خلال الشهر الفضيل، ولكن أحب أن أؤكد على قضية هامة أن المنسف والقطايف لا يزالان سيدي الموقف في الدعوات الرمضانية وما يتبعها من عصائر التمر والسوس والخروب والليمون·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©