السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شوارع ميناء زايد تصوم ولا تنام

شوارع ميناء زايد تصوم ولا تنام
15 أكتوبر 2006 23:51
روعة يونس: إذا كانت الشوارع تخلو من المارة والسيارات حين حلول المغرب، وينطلق الناس مع صوت الأذان إلى صلاتهم ومن ثم إفطارهم، فلا يلحظ المرء وجود سيارات أو أناس في الشوارع إلاّ فيما ندر، فإن المشهد يختلف في شوارع منطقة ''ميناء زايد'' فهي تزدحم بعمال المنطقة الذين يغادرون محالهم أثناء الأذان للصلاة في مسجد الميناء، وما أن يفرغوا من صلاتهم يمضون باتجاه البحر حاملين طعام إفطارهم ويتحلقون قبالته في دائرة تضمهم إلى مائدة رمضان فوق حصير يمتد بطول أمتار، أو يتوجهون إلى خيمة الخير التي انتصبت على أوتاد الكرم والإحسان، لتناول إفطارهم· حركة دائبة كما تتفرع الأصابع عن معصم اليد، ينطلقون متفرعين من شوارع الميناء شرقاً وغرباً إلى الطرف الشمالي الشرقي منه حيث البحر، قادمين من شتى الأسواق المتوفرة في ''ميناء زايد'' التي يعملون فيها· فثمة عمال يجيئون من سوق الخضار والفواكه والتمور، وآخرون من سوق السمك ومطاعم الظفرة، بينما يلتقي بهم في منتصف الطريق عند أسواق النباتات والمفروشات عمال قادمون من جهة أسواق السجاد·· وجهتهم جميعاً البحر، يفترشون أرصفته ليأكلوا من طيبات ما رزقهم الله سبحانه تعالى، بعد صيام وقيام يومهم· بعد تناولهم إفطارهم المتنوع الأصناف-حيث يعدّ بعضهم وجباتهم بأنفسهم، حين يرغبون تناول وجبات تشتهر بها بلدانهم- يتناولون الحلوى والفاكهة، تستمر الحركة والنشاط في شوارع الميناء، سواء حين يتبادلون أحاديث مسلية وطريفة يروحون بها عن أنفسهم، أو بعد أن يتجهوا مجدداً إلى صلاة التراويح'' ومن ثم العودة إلى محال عملهم، لمواصلة عمليات البيع والشراء والتواصل مع المستهلكين، بحيث يبدو يومهم في شهر رمضان بزمن 24 ساعة متواصلة، يتناوبون فيما بينهم على تسيير العمل، لأن إقبال الناس على الشراء يكاد لايتوقف إلاّ في ساعتي الإفطار· بينما يتجه الناس مع أطفالهم بعد إفطارهم في بيوتهم أو المطاعم للسيرعلى أرصفة الميناء من قبيل التريض ومتابعة السفن الصغيرة ومنظر الإمارة التي تختال بعماراتها وتومض بأضوائها في المساءات الرمضانية البهية· فكيف تكون الأجواء في ساعات النهار قبل موعد الإفطار؟! عمل وعطـاء ينعكس الخير أحد سمات رمضان الفضيل، على شكل حركة وإقبال وشراء في الأسواق، فالناس لاتكتفي بأن تقتني لبيوتها ما يلزم من مواد غذائية ولحوم وتمور وفاكهة وخضار، بل تخصص حصصاً تتبرع وتزكّي بها، لذا فإن معظم العائلات يبتاعون مقادير مضاعفة، باستثناء الدعوات وعزائم ولائم الإفطار التي يتبادلونها، مما يجعل حركة شوارع وأسواق الميناء في ازدحام دائم، لايخف كما ذكر الباعة إلا ساعة الإفطار وساعتي الصباح التي تلي السحور· يؤكد ذلك ''الزبائن'' الذين يقرّون بأن سبب الازدحام المتواصل الذي تعيشه أسواق الميناء، استمرارعمليات البيع والشراء في معظم أسواق منطقة الميناء بخاصة أسواق ''اللحوم والتمور والفواكه والخضار''· فشهر رمضان يكاد يشكّل لسوق التمور موسماً رئيسياً للسوق، فالنخلة مباركة والتمر سنّة من سنن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يقتدي بها الصائم، عدا عن كون التمور الهدية الأبرز، لذلك يشهد السوق إقبال الناس عليه· الحال ذاتها تنطبق على أسواق اللحوم والفاكهة والخضار، حيث مشهد إفراغ الشاحنات لحمولاتها وسعي الناس لجلب أفضل البضائع، لا يُشعر المرء أنه في شهر صوم قد يتسم بسبب الجوع بالخمول وقلة الحركة· أما المشهد الأجمل، يتمثل بانطلاق آياتٍ من الذكر الحكيم عبر آلات التسجيل أو المذياع في المحال، وتماوج بحر الأضواء والفوانيس التي تزين شوارع الميناء وتضيء المحال مع تعدد أشكالها وأنواعها وألوانها، بينما الباعة من مختلف الأعمار والجنسيات يعكسون قيم رمضان المتمثلة بالعمل والعطاء·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©