الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاعجاز العلمي في القرآن عالم الطيــور

15 أكتوبر 2006 23:53
الاتحاد - خاص: قال تعالي في كتابه الكريم: ''أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ الا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ'' (النحل:79)· لقد استغرق العلماء عشرات عقود ومئات الدراسات لكي يتمكنوا من تحقيق معجزة الطيران الذي كان دائما حلما عند الإنسان منذ قديم الزمان، لكنه حلم لم يتحقق إلا مع بداية القرن العشرين مع اختراع الطائرات· وعلى الرغم مما تتطلبه صناعة الطائرة وقيادتها من تقنية عالية وتكنولوجيا متقدمة وبراعة هائلة، إلا أنه لا مجال على الإطلاق لمقارنتها مع ذلك مع دقة وسلاسة طيران أي طائر يرفرف بجناحيه في السماء، وإذا كان العلماء قد طوروا طائرات تطير أسرع من الصوت وبالطبع أسرع من الطيور، إلا أن آلية التحكم في طيران الطيور تتفوق كثيراً، ومهما بلغت روعة وبراعة الطيارين في الاستعراضات الجوية، فإن حركة بهلوانية واحدة يقوم بها طائر العقاب وهو ينقض على فريسته تفوقهم بمراحل· والحقيقة أن مراقبة الطيور تدعو الإنسان للإيمان التام والتسليم بأنه صنع الله، فالطيور لا تختلف فقط في أشكالها وألوانها، بل وتختلف أيضا في أسلوب طيرانها بل وحتى أسلوب ''الإقلاع'' (أي اللحظة التي يشرع فيها الطائر في الطيران) يختلف من طائر إلى آخر، فالحمامة مثلا تقفز باتجاه الأعلى ولحظة انفصالها عن الأرض ترفع جناحيها، ثم تميل إلى الأمام قليلاً، وتعلو بحيث تستطيع التقدم في الجو· أما الطيور التي هي أكبر من الحمام فلها تقنيات إقلاع مختلفة، فهناك على سبيل المثال التي تقلع تدريجيا في ميدان طويل مثل ما يستخدم حاليا في المطارات الدولية، وهناك أخرى تقلع رأسيا مثل الطائرة الهليكوبتر، وهكذا· ويقول الله تعالى في كتابه العزيز: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) (الملك:19)، وبالفعل، أظهر التشريح المجهري للطيور أن السر في بقائها في الجو لفترات طويلة يعود إلي التصميم الهندسي الموجود تحت جناحي الطائر والذي أمده به الله سبحانه وتعالى، فالقسم الخلفي لجناحي الطائر ينثني للأسفل قليلاً، ويصطدم الهواءَ المار من أسفل الجناح بهذا الانثناء ويتكاثف، وبهذا يرتفع الطائر باتجاه الأعلى· أما الهواء المار من القسم الأعلى للجناح، فيدفع القسم الأمامي في الجناح للأعلى، ويقل ضغط الهواء الذي فوق الجناح مما يَجْذِب الطائر إلى الأعلى·· وإذا كان هناك مجرى هواء كافيا فقوة الجاذبية المتكونة فوق الجناح وقوة الرفع تحت الجناح كليهما تكفي لتعلّق الطائر في الجو، ومن ثم يستطيع طائر مثل ''الباتروس'' البقاءَ في الجو لساعات باستخدام الرياح الصاعدة فقط دون حتى أن يضطر إلى أن يرفرف جناحيه· وتكون بعض الطيور بنفسها تيار الهواء الذي يلزم أن يكون تحت جناحها، لهذا ترفرف بالجناح، وأثناء رفع جناحها إلى الأعلى تضم نصفه باتجاه الداخل، وهكذا تقلل احتكاك الهواء· ويتفتح جناحا الطائر كاملين عندما تنزلان باتجاه الأسفل، ويتداخل ريش الطائر بعضه في بعض في كل حركة، ولكن يبقى القسمُ الأسفلُ أملسَ رغم تغيرِ حركةِ الجناح في كل لحظة·· فطائر البط بفضل بنيته الديناميكية الهوائية الرائعة يُرى كأنها يحلق في الجو ببطء رغم أنه يطير بسرعة 70 كيلو مترا في الساعة تقريباً· وأكد العلماء أن أجنحة الطيور كانت النبراس في صنع الطائرات فبعض الأجنحة قصيرة ومتينة للمناورات المتتابعة، وبعضها ضيقة وحادة للطيران السريع، ومنها الطويلة الواسعة للطيران في ارتفاع عال، ومنها الطويلة الضيقة للتحليق في الجو بسهولة·· فقد خلق المولى عز وجل في جسم كل طائر أكمل أنظمة الطيران ولكل حسب حاجتها، بعض الطيور تطير أشهراً تأكل وتشرب وتنام في الجو·· ومن ثم استفاد العلماء بهذه التقنيات الإلهية في صنع الطائرات وتطويرها·· وللهبوط الآمن أهمية لا تقلع عن مهمة الإقلاع، إذ تستخدم الطيور جناحيها للفرملة أيضاً بالإضافة إلى الطيران، فالنسر يقوم بالهبوط إلى عشه الذي يقع على حافة الهاوية بمناورة طيران حاد وبحساب هندسي دقيق، أولاً يبدأ بالغوص بسرعة إلى هدف معين أسفل العش، ثم فجأة ينعطف باتجاه الأعلى متخذاً الهواء فرملة، وعندما يصل إلى العش تكون سرعته قد انخفضت إلى الصفر· وأثبت العلماء حديثا معجزة أخرى في أسراب الطيور المهاجرة، حيث أتضح أنها تطير بالترتيب على شكل ثمانية (8) ولهذا سبب مهم جداً، إذ يشكل كل طائر في هذا السرب منفذ هواء في تقاطع الجناح للطائر الذي خلفه، وهذا يحقق مقاومة الطائر الذي يأتي من خلفه لمواجهة هواء أقل، واستهلاك طاقة أقل· وكالة الأهرام للصحافة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©