السعادة كلمة سحرية حيرت المفكرين والفلاسفة في التوصل إلى مفهومها والطريق إليها وقيل الكثير في ذلك· غير أني أعتقد أن السعادة الحقيقية تكمن في القناعة التامة لنفس الإنسان بما لدى الإنسان من رزق وعطاء من رب العالمين·
فلو كانت السعادة في مال، لفقدها الفقراء، ولو كانت في أبناء وعيال لوجدناها في الأسر التي لديها أبناء·
إنما السعادة الحقيقية تكمن في النفس البشرية ذاتها فمن أصبح معافى في بدنه وملك قوت يومه فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها فإن المتأمل لأولئك الذين يلهثون خلف جمع الأموال والدولارات والعقارات سوف تكون لهم هما وغما فكم من غني لم يرزق الولد وأصبح يتمنى رؤية هذا الولد وكم من غني لم يذق طعم النوم من أجل دراهمه وكم من غني لم يستطع أن يأكل كما يأكل الآخرون من جراء مرض قد ألم به فمنع عن تناول الذي ما أنزله الله ·
ومن يعتقد أن السعادة لدى الأغنياء فلينظر إلى حالهم بعمق وسيكتشف أن بعضهم ليس لديه أبناء وبعضهم الآخر أبناؤه مرضى· كما قد يجد بين الأغنياء من لا يستطيع أن يهنأ بلذة الطعام·
ولذا فإن السعادة الحقيقية في الرضا بما قسم الله لك، ودوام الصلة بالخالق العلي القدير، والتقرب اليه في كل وقت، كأن تقوم لتصلي ركعتين في بجوف الليل والناس نيام أو تحافظ على ركعتي الضحى والناس يلعبون ويلهون·
وهناك الكثير من التعاليم الدينية التي ان طبقتها تشعر بالسعادة التي تمتد أيضا إلي قلوب الآخرين ·
مثل زيادة صديق أوعيادة مريض أوالابتسامة في وجه من تعرف ومن لاتعرف، نعم إنها دروس يجب أن نستفيد منها·
والسلف الصالح كانوا يقتسمون المال والطعام وكانوا سعداء بما قسم الله لهم ، بل وآثر بعضهم على أن يطلق إحدى زوجاتهم ليتزوجها آخر،أي سعادة تلك فلن نسمع يوما عن غني قد حمل ما يملك معه عند رحيله من الدنيا ولم نسمع أنه قد حمل قوت يومه أو سيارته وطائرته معه ، بل سوف يكون بالقرب من مكان الفقير الذي لا يملك إلا عزة نفسه وصلاحها وليعلم الجميع بأن غالبية أهل الجنة من فقراء المسلمين وليس من أغنيائهم فاعتبروا يا أولى العقول والأبصار·
راشد بن زايد
قدفع- الفجيرة
عدد اليوم
