الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غذاء عضوي من نفايات الشجر

غذاء عضوي من نفايات الشجر
31 أغسطس 2014 20:05
كان الآباء والأمهات لا يعرفون ما يعرف اليوم بالأسمدة المصنعة والكيماوية، إنما كانوا ينتجون أسمدة طبيعية ومنها ما هو مصنوع من مخلفات المواشي والأغنام والماعز، ومنها ما كانوا يجمعونه من عملية تنظيف الخضار أو بقايا تنظيف الأسماك، حيث كان من الطبيعي أن نشاهد سيدة قامت بتقشير الخضار أو بتنظيف الأسماك، فتجمع تلك المخلفات، وتضعها مع التربة تحت الأشجار خاصة المثمرة، وعرفنا عندما كبرنا أنهم يسمدون التربة، كما كان المزارع يجمع النفايات المتخلفة عن الأشجار، ثم يعمل على حرقها ليحولها إلى رماد كان يوضع أيضاً مع التربة ليغذي الأشجار والنباتات المثمرة. بالفطرة لقد كانوا بيئيين بالفطرة وأيضاً كانت لديهم طرقهم الخاصة لتدوير المخلفات، واليوم نظراً للاستخدام المفرط في الأسمدة الكيميائية وتأثيرها السلبي على البيئة وصحة الإنسان، علاوة على تأثيرها المباشر للكائنات الحية الدقيقة النافعة والموجودة في التربة الزراعية، بدأ الاهتمام بتكنولوجيا الزراعة العضوية الحيوية. وشرح المهندس منصور المنصوري المختص في المجال الزراعي، الطرق التي تمكننا من الاستفادة من المخلفات الطبيعية، لأجل تسميد الأشجار وخاصة المثمرة بقوله هذه زراعة طبيعية، قامت على استخدام الأسمدة العضوية والكائنات الحية الدقيقة المفيدة، وذلك من أجل توفير غذاء صحي، مع إنتاجية أكثر وجوده عالية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على بيئة نقية ونظيفة، وتعتمد هذه العملية على تعظيم الفائدة من استخدام الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة، وتوظيفها في تحسين الصفات الطبيعية والكيميائية والبيولوجية للتربة، لأن هذه الكائنات تحفظ توازن العناصر في الأراضي الزراعية، وتحويل العناصر إلى الصورة الذائبة والميسرة والصالحة لتغذية النبات، وكذلك تقوم هذه الكائنات بالمقاومة البيولوجية لبعض الآفات والإمراض النباتية. وأوضح أنه يمكن تصنيع السماد العضوي من المخلفات النباتية داخل المزرعة، كما يمكننا أن نصنع ذلك من مخلفات المنازل، ويمكن أن نبدأ الطريقة بعمل حفرة أسمنتية ثم نقوم بوضع المخلفات بداخلها، بعد إن يتم تقطيعها أو فرمها إلى قطع صغيرة، والخطوة الثانية تكون بإضافة الماء بنسبة متوازنة، من أجل تشجيع الكائنات الحية الدقيقة وهي البكتيريا، لإجراء عمليات تخمر للمواد العضوية، ويراعي في ذلك التهوية الجيدة للمادة العضوية، وفي حال الخلل في التهوية أو الرطوبة الزائدة، فإن ذلك يؤدي إلى عدم إتمام عملية التحلل أو التخمر بشكل جيد، ومن ثم عدم الحصول على سماد عضوي صالح للأشجار. السماد العضوي وفي حال إتمام عملية التخمر والتحلل، فإن السماد العضوي كما ذكر المنصوري يصبح لونه بنياً داكناً يميل إلى السواد، ويمكن إضافته إلى الأشجار والشجيرات ونباتات الزينة الخارجية وأيضاً إلى محاصيل الخضار، ويمكن استخدام الأسمدة العضوية عده مرات للأشجار، حيث يعمل السماد العضوي على تحسين صفات التربة الفيزيائية، ومن ثم يعمل على توفير الرطوبة المناسبة للجذور، وتسهيل امتصاص العناصر الغذائية للنبات، مما ينعكس على نمو وإنتاج الأشجار والمحاصيل الزراعية المختلفة، ولابد من الإشارة إلى وجود دودة الأرض في التربة، وهي تعمل كذلك على تحسين الخواص الطبيعية للتربة، مما يستدعي إلى المحافظة عليها وعدم قتلها، حيث إنها من الكائنات النافعة للتربة، ونحن نطلق عليها محلياً داحوس. ولفت إلى أنه لهذا النوع من الزراعة التي تغذى بسماد عضوي، عدة أوجه إيجابية ومنها أنها نظام زراعي يعتمد على استخدام المواد الطبيعية البيولوجية في الزراعة، حيث تغني من الأسمدة والمبيدات الصناعية ومواد المكافحة الضارة بالصحة العامة، كما أنها نظام زراعي يعتمد على استخدام المواد الطبيعية البيولوجية في الزراعة، كما لا يسمح فيه باستخدام السلالات والكائنات المحورة وراثيا، وكذلك الإشعاع المؤين والمواد الحافظة في عمليات التصنيع والإعداد أو التعليب، وبالتالي تصل المواد الغذائية إلى المستهلك بحالتها الطبيعية. إدامة خصوبة التربة تتميز الزراعة العضوية وفقاً لما أورده الخبير الزراعي منصور المنصوري أنها أطيب في الطعم بسبب عناصرها الغذائية المتزنة، وأقرب إلى الطبيعة لأنها خالية من المواد السامة والضارة، الناجمة عن تراكم المبيدات والأيونات الحرة، وتتم زراعتها عن طريق عمليات إنتاج وتصنيع بطرق لا تضر بالبيئة، وتستخدم مصادر طبيعية كالأسمدة العضوية في تغذية النبات، وهي تعمل على إدامة خصوبة التربة، بإضافة مواد ذات مصدر عضوي، مع المحافظة على الدورات الطبيعية على الدورات الطبيعية للعناصر المغذية، وكذلك تعمل على حماية المحاصيل الزراعية من الحشرات والأمراض، باتباع إدارة زراعية متكاملة، وصيانة النظام البيئي دون الحاجة لاستخدام مواد كيميائية ضارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©