10 نوفمبر 2010 22:00
طالب المؤتمر السنوي السادس عشر للطاقة الذي اختتم أعماله أمس بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، بضرورة تركيز المنتجين على الحد من تقلبات الأسعار، وتطوير الاستثمار في قطاع النفط بما يكفي لضمان وجود احتياطيات كافية، مشددا على ضرورة سعي المنتجين إلى تحقيق المشاركة الفعّالة في صنع السياسة الدولية.
وأكد الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز في الكلمة الختامية للمؤتمر الذي عقد تحت عنوان “عصر النفط، التحديات الناشئة” أهمية التعاون الدولي لمنع التنافس على الموارد من إعاقة التنمية العالمية.
وأشار السويدي في كلمته التي ألقاها نيابة عنه عبدالله السهلاوي المدير التنفيذي بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، إلى أهمية تنويع الاقتصادات في الدول النفطية من خلال الاستثمار في رأس المال البشري، مؤكدا أن العمالة الوافدة ستصبح أغلى بالنسبة إلى دول الخليج العربية مع انخفاض معدلات النمو السكاني في الدول النامية.
ولفت السويدي إلى أهمية زيادة طاقة التكرير المحلية، واستغلال الغاز، موضحا أن زيادة الاستهلاك المحلي قد تؤدي إلى خفض الصادرات على مدى العقدين المقبلين، وهو ما سيحدّ من عائدات التصدير.
وأكد السويدي ضرورة العمل على معالجة ندرة الطاقة، مضيفا أن الحقائق تشير إلى أن ربع سكان العالم محرومون من الكهرباء، وهو ما سيؤدي إلى مشاكل جيوسياسية.
وقال السويدي إن جلسات المؤتمر خلصت إلى عدة نتائج منها أن الطاقة المتجددة سوف تساعد على الاحتفاظ باحتياطي من الطاقة الأحفورية، والمحافظة على البيئة، وأن نصيب النفط الخام والغاز في منظومة استهلاك الطاقة ارتفع في عام 2009، وهو ما يؤكد الحاجة إلى الاستثمار بكثافة في مجالات البحث والاستكشاف والإنتاج لمقابلة الطلب المرتفع.
وأوضح السويدي أن المؤتمر خلص أيضا إلى عدم وجود تماثل في أسعار النفط، وهو ما يعني أن الزيادة في أسعار النفط ستؤدي في المحصلة إلى تخفيض الطلب، إلا أنه استدرك أن العكس ليس وارد التحقيق بالضرورة، فيؤدي انخفاض سعر النفط إلى زيادة الطلب.
وأكدت نتائج المؤتمر أنه بحلول عام 2035 ستحتاج الولايات المتحدة الأميركية واليابان ودول أوروبا الأعضاء في “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية”، والصين والهند، إلى واردات تفوق 40 مليون برميل يومياً، وهي زيادة بنسبة 25% على عام 2005.
وأوضح السويدي أنه من المتوقع أن يكون الغاز الطبيعي مع الفحم الحجري مصدرين للطاقة المستخدمة في المستقبل لتوليد الكهرباء، والهيدروجين للنقل.
وذكر السويدي أنه لم يعد في الإمكان تحقيق زيادات كبيرة في إمدادات النفط، فالقاعدة النفطية المؤكدة تتراجع بشكل متسارع، بينما تتزايد تكلفة الطاقة الإنتاجية الجديدة بشكل مطّرد، مؤكدا أنه ليس في الإمكان المحافظة على إنتاج 27 مليون برميل يومياً في الشرق الأوسط، بسبب نضوب الاحتياطي، وقال إنه يجب على الدول المنتجة في المنطقة النظر في إذا ما كان من المجدي إبطاء عملية الإنتاج من أجل المحافظة على احتياطياتها.
وأضاف السويدي أن الدول العربية ستواجه تحديات عدّة في اعتماد الطاقة المتجددة في سياستها للطاقة. وأكد السويدي أهمية النفط كسلعة استراتيجية، قائلاً “إنه على الرغم من أن العقود الثلاثة السابقة شهدت محاولات عالمية حثيثة لإيجاد بدائل للطاقة الأحفورية بشكل عام، وللنفط بشكل خاص، فإن النفط ظل السلعة الأكثر حساسية وأهمية في العالم خلال القسم الأكبر من القرن العشرين، والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ويبدو أن الأفق المنظور لا يحمل في طياته ما يمكن أن يغيّر عناصر هذه المعادلة المستقرة منذ وقت طويل”. وقدم السويدي وافر الشكر إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المركز، لرعايته الكريمة للمؤتمر.
وفي ختام كلمته أعرب السويدي عن تقديره العميق لرعاة المؤتمر، الشركاء الاستراتيجيين، وهم وزارة الداخلية، وهيئة البيئة في أبوظبي، ومكتب برنامج التوازن الاقتصادي (توازن)، وبنك الاتحاد الوطني، والشريك الإعلامي المجلس الوطني للإعلام، والراعي الذهبي وزارة الطاقة. وكان مؤتمر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية الذي عقد تحت عنوان “عصر النفط، التحديات الناشئة”، ناقش خلال ست جلسات عمل، تسع عشرة ورقة بحثية بلورت كثيراً من الأفكار، وسلّطت الضوء على تفاصيل متعددة وأبعاد مختلفة ربما كانت غائبة، إضافة إلى التعرف على خبرات شتى في موضوع حيوي، ألا وهو النفط والتحديات التي يمكن أن يواجهها في المستقبل.
المصدر: أبوظبي