يشهد سوق خدمات الفيديو عبر الإنترنت حراكاً متواصلاً في الدول الأكثر نمواً، ويبدو أن تمدد الشركات الكبرى الناشطة في هذا المجال، والعابرة للحدود، مثل منصة شركة نيتفليكس الأميركية، أخذ يدفع ببعض الشركات التلفزيونية المحلية في أميركا الشمالية نفسها إلى إطلاق خدمات مشابهة، سعياً وراء حصة من هذا السوق المتنامي، أو من أجل الحماية الذاتية عبر إتاحة خدمات مماثلة لزبائنها التقليديين.
وفي هذا السياق، اتفقت اثنتان من كبريات شركات تلفزيون الكيبل في كندا، هما شركتا «روجرز» و«شاو» على وضع خلافاتهما جانباً، وتوحيد قواهما وإمكانياتهما من أجل إطلاق خدمة بث تلفزيوني مباشر وخدمات مشاهدة حسب الطلب على شبكة الويب.
اشتراك شهري
ومن المقرر أن تبدأ الخدمة الجديدة، التي اطلق عليها اسم «شومي» (shomi)، في نوفمبر المقبل مع باقات تبلغ قيمة الاشتراك الشهري فيها نحو 9 دولارات كندية، على أن تكون متوافرة على لوحات الكمبيوتر الكفية والأجهزة المحمولة والأونلاين و«اكس بوكس 360» لمواقع الإنترنت التي تعود للشركتين.
وذكر بيان للشركتين المتحالفتين أن «شومي» ستقدّم في مواسم الذروة عروضاً تلفزيونية شعبية ومسلسلات مشهورة من الماضي وأفلاماً مفضلة وكلاسيكية «خالدة».
وقالت تقارير متخصّصة إن باقات «شومي» ستضم لدى انطلاقتها نحو 11 ألف ساعة عرض تلفزيوني وألف ومائتي فيلم علماً أن نسبة 30% من المحتوى ستكون كندية.
ومن المُنتظر أن يكون لدى «شومي» أيضاً حقوق حصرية ببث انتاج الموسم التلفزيوني الماضي في عدد من الأعمال التي اشتهرت شعبياً، من ضمنها مسلسلات «العائلة العصرية» و«أبناء الفوضى»، و«فايكينغ» و«نيو جيرل» (الفتاة الجديدة) و«الحياة في يوم آخر»، و«شيكاغو فاير» و «الأذى وقصة الرعب الأميركية».
بساطة المحتوى
وقال رئيس شركة «روجرز ميديا»، كيث بيللي: «إننا أمضينا ما يلزم من وقت للتحدث مع الكنديين بحثاً عما يريدونه ومن أجل ابتكار وإنشاء تجربة استخدام مدهشة.
لقد أخبرونا بشكل واضح وبالفم الملآن، إنهم يريدون أن يكون المحتوى بسيطاً.
إن «شومي» تتخطى مرحلة مجرد التكّهن بشأن ما يمكن مشاهدته، وستتصرف مثل خدمة فيديو عصرية تقدم أفضل محتوى على قاعدة عادات المشاهدة الفردية».
وتم الاتفاق بين الشركتين على أن تعمل الخدمة الجديدة كهيئة مستقلة بهيكلة إدارية خاصة.
ويُذكر أن شركة «شاو» شركة اتصالات وإعلام كبرى توفر خدمات الهاتف والإنترنت السريع والتلفزيون جنباً إلى جنب نشاطها في مجال وسائل إعلام، وهي تتخذ من مدينة كالجايري في ولاية البيرتا مقراً لها، وتتركز خدماتها بشكل رئيسي في الولايات الإنجليزية من كندا، كولوبيا والبيرتا، إضافة إلى فروع صغيرة في شمال اونتارو ومونيتوبا وساسكتشاوين.
وتشير تقارير إلى أن عوائد الشركة تزيد عن خمسة مليارات دولار كندي (أرقام 2013) فيما تبلغ قيمة وارداتها التشغيلية أكثر من ملياري دولار ويزيد عدد موظفيها عن 12 ألف شخص.
تأمين الحقوق
من جهتها تنشط شركة روجرز العملاقة، ومقرها في تورنتو بولاية انتاريو، في مجال الاتصالات والإعلام على حد سواء، ولاسيما في مجال الاتصالات اللاسلكية واتصالات الإنترنت والكيبل التلفزيوني ووسائل الإعلام التقليدية، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1925.
وتبلغ عائداتها أكثر من 12 مليار دولار كندي منها أكثر من 1.
5 مليار ربح صافي وهي تشغل أكثر من 25 ألف موظف.
وكان تقرير لشركة «كارت » للأبحاث صدر مطلع هذا العام قد أشار إلى أن «روجرز» أنفقت أكثر من 100 مليون دولار لتأمين حقوق الفيديو الرقمية مع موزعين واستديوهات أفلام أميركية رائدة، من ضمنها عملاق الإنتاج السينمائي والمرئي والمسموع وورنر بروس و«ان بي سي يونيفرسال»، و«فوكس للقرن العشرين».
وينتظر أن تتركز منافسة الخدمة الجديدة مع شركة «نيتفليكس» الأميركية على وجه الخصوص، ومع أن الأخيرة لا تكشف عما لديها من مشتركين وزبائن كنديين فإن التقديرات تشير إلى ما يقارب الستة ملايين مشترك (5.
8 مليون).
مع ذلك، فإن هناك نقطة مهمة لمصلحة «شومي» في هذه المنافسة وهي أن محتوى نيتفليكس في كندا يعتبر أقل من المحتوى المتوافّر في الولايات المتحدة، وهو ما يشكّل نقطة ضعف يمكن لشومي استغلالها.
يذكر أن شركة نيتفليكس هى مزود أميركى لخدمة البث الحي للفيديو عبر الإنترنت وحسب الطلب، وهي تتيح منتجاتها وخدماتها الرقمية للمشاهدين في أميركا الشمالية، بما فيها كندا، وأميركا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي، وأجزاء من أوروبا.
بالإضافة إلى خدمة تأجير الأقراص تقدم نتفليكس بشكل منفصل خدمة الفيديو على الإنترنت، والذي يعطي الأجهزة المتصلة بالإنترنت إمكانية الوصول إلى محتوى مكتبتها.
ووفقاً لتقرير صدر العام الماضي تعتبر نيتفليكس أكبر مصدر لتنزيل الفيديو مع حركة مرور نسبتها 32.
3? في أميركا الشمالية.
(أبوظبي - الاتحاد)
عدد اليوم
