الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«أكراد سوريا».. تعزيز التحالفات ضد التهديدات

«أكراد سوريا».. تعزيز التحالفات ضد التهديدات
14 ديسمبر 2017 22:35
القامشلي (أ ف ب) مع اقتراب انتهاء المعارك ضد تنظيم «داعش» في سوريا، يخشى الأكراد، حلفاء واشنطن الأبرز ضد الإرهابيين، أن تعرض الولايات المتحدة عنهم وتدير لهم ظهرها، وتتركهم وحيدين أمام تهديدات عدة على رأسها تركيا. وبعد سياسة تهميش اتبعتها الحكومات السورية ضدهم طوال عقود، تصاعد نفوذ الأكراد في سوريا، بدءاً من عام 2012، وعملوا على تمكين «إدارتهم الذاتية» في مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرق البلاد، فأعلنوا «النظام الفيدرالي» وبنوا المؤسسات على أنواعها، وأجروا انتخابات لمجالسهم المحلية. وشكلت وحدات «حماية الشعب الكردية» رأس حربة المعارك ضد تنظيم «داعش» لسنوات، ورأت فيها الولايات المتحدة القوى الأكثر فعالية لمواجهة الإرهابيين. وقد تمكنت من طردهم من مناطق واسعة، أبرزها مدينة الرقة، معقلهم في سوريا سابقاً. وفي مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية، يقول رافع إسماعيل، البالغ من العمر 37 عاماً: «نتخوف من أن تستخدمنا أميركا كورقة في يدها، وحين تنتهي من عملها تنسانا»، مشيراً إلى تجربة كردستان العراق الذي طالما دعمته واشنطن، لكنها عارضت استفتاء على الاستقلال أجراه الإقليم أخيراً، وكانت له تداعيات سلبية جداً على أكراد العراق. وتقول «نوال فرزند»، البالغة 45 عاماً، مدرسة اللغة الكردية، «على جميع الدول أن تدعمننا لأننا نحارب الإرهاب وحررنا الرقة، وعلى أميركا عدم التخلي عنا والتحالف مع تركيا». وإضافة إلى الدعم الجوي والسلاح، تنشر الولايات المتحدة حالياً قرابة ألفي جندي يدعمون الأكراد في سوريا. ولم يعد تنظيم «داعش» يسيطر راهناً سوى على خمسة في المئة كحد أقصى من مساحة البلاد. وأدى ذلك إلى إعلان واشنطن إجراء تعديلات فيما يتعلق بدعمها للأكراد، عدا عن عودة 500 من قوات مشاة البحرية إلى بلادهم، في موازاة تأكيدها أنها ستحتفظ بوجود عسكري «طالما كان ذلك ضرورياً». وشددت المتحدثة باسم وحدات «حماية المرأة الكردية» نسرين عبدالله، على أهمية بقاء قوات التحالف الدولي «لضمان الأمن والاستقرار»، مشيرة إلى تهديدات عدة يواجهها الأكراد، بينها من تبقى من الإرهابيين والموقف التركي. وقالت عبدالله: «تهديد داعش لا يزال موجوداً، قد يكون تلاشى كجسم، ولكن هناك خلايا نائمة وهجمات بين الحين والآخر». واعتبرت عبدالله أن «تركيا تهدد الشعب الكردي حتى بالفناء»، مضيفة «قوات التحالف أو القوات الروسية، كلهم مسؤولون تجاه أي عمل تقوم به تركيا». وشكل الدور المتصاعد للأكراد قلقاً لكل من أنقرة التي تخشى من حكم ذاتي على حدودها يثير مشاعر الأكراد لديها، وكذلك لدمشق التي طالما أكدت نيتها استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد. وتصنف أنقرة الوحدات الكردية مجموعة «إرهابية»، وشنّت في صيف 2016 هجوماً برياً في شمال سوريا ضد تنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد على حد سواء. وفي القامشلي التي تنتشر فيها من كل حدب وصوب رايات الوحدات الكردية، تخشى مدرسة اللغة الانكليزية ندى عباس، البالغة 30 عاماً: «تخلي أميركا عن الأكراد بعد انتهاء المعارك ضد داعش»، معتبرة أن ذلك «سيكون هدية لتركيا لأنها لا تقبل أن يحظى الأكراد بقوة وستهاجمنا، كما فعلت سابقاً، ولن ينتهي الخطر التركي». ويقول الباحث في المعهد الأميركي للأمن «نيك هاريس»: «إن التهديد الأكبر على أكراد سوريا هو تركيا، وليس هناك أي طرف آخر في الحرب الأهلية، لا الأسد أو تنظيم داعش، مُصر على ضرب أكراد سوريا أكثر من أنقرة». ويضيف هاريس: «إن الرئيس التركي رجب أردوغان كان واضحاً جداً بأنه فور مغادرة الأميركيين، ينوي أن يقضي على أكراد سوريا الذين ينظر إليهم كعناصر من حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً ضد أنقرة منذ عقود.ومع اقتراب انتهاء المعركة ضد «داعش»، برز تقارب بين الأكراد وروسيا، حليفة دمشق.وأعلنت الوحدات الكردية قبل أيام أنها إضافة إلى التحالف الدولي، تلقت دعماً عسكرياً من القوات الروسية في معاركها ضد الإرهابيين في محافظة دير الزور في شرق البلاد. ويتلقى الأكراد في عفرين في محافظة حلب، وحيث لا وجود لـ«داعش»، دعماً من روسيا التي دربت مقاتلين منهم. وأنشأت منطقة فض اشتباك بينهم وبين فصائل معارضة مدعومة من أنقرة في هذا الإقليم. ويقول هاريس، «العلاقة بين وحدات حماية الشعب الكردية والجيش الروسي تصبح أكثر خصوصية»، مشيراً إلى عفرين التي «تعتمد فقط على الجيش الروسي وليس الأميركيين للحماية ضد هجوم تركي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©