الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دخان قنابل غزة لوحات فنية

دخان قنابل غزة لوحات فنية
31 أغسطس 2014 20:10
استلهمت الفنانة الغزية منال أبوصفر من دخان القنابل المتصاعد في سماء غزة بالعدوان فكرة رسم لوحات فنية، ربما هي الأولى في العالم، فهي تدمج الواقع الممزوج بألم الواقع بسريالية الخيال لتبدع بريشتها فنا لن تجده إلا في غزة المثقلة بدخان القنابل وأحلام الفنانين الطامحة نحو فجر الحرية وفرحة التحرير ونشوة النصر وأمل المستقبل من بين كآبة الركام ووجع الدماء وآلام الآهات ولوعة الأحزان. منبع الفكرة «الاتحاد» التقت الفنانة القاطنة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، والتي صارت مثار تعليقات الفيسبوكيين خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، نظرا للوحاتها النوعية واللافتة والتي تلامس آلامهم وآمالهم. تقول أبوصفر «جاءت الفكرة عندما رأيت الدخان المتصاعد من المنازل، جراء القصف الإسرائيلي الجنوني على غزة، فوجدت أن كل صورة لهذا الدخان تحكي قصة ورسالة، تغزو خيالي، فراودتني فكرة تحويل تلك الصور إلى لوحات من نوع جديد». وأضافت: «اليوم ومع هذه الحرب القوية والظالمة لشعبي وجدت نفسي أنظر إلى الدخان المتصاعد من منظار الناس الأقوياء الهمة والعزيمة، ومع كل قصف وضرب وتدمير أجد قلبي لا يحتمل أن يحدث هذا لغزة هاشم، وكلما نظرت إلى الدخان أجد علامات النصر وتعبيرات النصر في بلدي، وأجد الصلابة والقوة في مقاومينا في غزة». ورأت تعبيرات النصر والكرامة والعزة في دخان غزة فهي تسعى كفنانة تشكيلية من خلال لوحاتها إلى بثّ رسالة «حب وسلام» إلى العالم، ونقل معاناة الشعب الفلسطيني وتجسد صورته الحقيقية المحبة للحياة، وأكثر من ذلك تريد للعالم أن يعرف أن «غزة التي تتعرض لعدوان متواصل هي مساحة للأمل، تقاوم جرائم المحتل بالفن والإبداع». مشاهد الموت ورسمت رسوماً عدة ولاتزال تبحث بين صور الدخان لتعبر عن المزيد من المشاعر التي تسببها القصف الإسرائيلي المتواصل؛ فهي تطمح إلى إقامة معرض يحمل بين جانبيه جميع الصور التي رسمتها، وأن يستقطب الغزيين وزوار القطاع العرب والأجانب، بهدف فضح جرائم الاحتلال وكشف حقيقة ادعاءاته الباطلة بحق المدنيين. وحول ما تعنيه مشاهد الموت في غزة لها كفنانة تشكيلية، تقول «الفنان أولا وأخيرا إنسان بكل ما تحمله الكلمة حيث تختلط داخله مشاعر كثيرة، وتتداخل دفعة واحدة وتتقاطع معا في آن واحد ليلتقي الحزن والأسى والخوف والغضب والحقد والإيمان والتضرع والدموع، خليط لا يوصف، أما كفنانة فاني آمن أن الفن رسالة إنسانية ولغة عالمية تفهمها كل شعوب العالم، ولا تحتاج إلى ترجمان، لذلك يكون لزاما على الفنان أن يؤدي رسالته تجاه معاناة أمته وشعبه للعالم من حوله وللأجيال القادمة من بعده، فالموت ومشاهد الدمار تضع الفنان في تحد». وتقول: «هذا يقودني للسؤال كيف يستطيع الفنان أن يسهم بفنه في الحرب؟ حيث خضت تجربتي الجديدة مع مشاهد الدمار والموت من جراء القصف، فبدأت أحلل مشاهد الدخان الناتج عن الانفجارات إلى خطوط تبعث الأمل والتحدي والصمود في وجه العدوان الغاشم من جهة وللتخفيف عن شعبي ببث الأمل في النفوس والتسرية عن شعبي وأهلي، وأتأمل أن تجد لوحاتي الأثر المرجو في ذلك، ولنا أسوة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في التخفيف عن النفوس في أحلك المواقف لما كانوا محاصرين في معركة الخندق وفي أثناء حفر الخندق انطلقت شرارة من الفأس فكبر وقال إني أرى عرش كسرى، هذه رسالة وأسلوب رائع في بث الأمل في أشد المحن». بدايات الهواية بدأت هواية الرسم مع منال أبوصفر منذ ميولها إلى التلوين في سني الطفولة الأولى، حيث تقول «في البداية لم أكن أهوى الرسم، ولكني كنت أحب التلوين ووالدتي لاحظت أني إذا انشغلت بالتلوين أنسى الدنيا، فكانت تقوم بشراء دفاتر التلوين. ومن الأشياء التي أتذكرها أني كنت أحب جمع الألوان الخشبية والتلوين بها وكأنها جزء من شخصيتي». وتواصل «في المرحلة الإعدادية كنت أجلس في غرفتي وأعبر عن الانتفاضة برسوماتي، وكانت بداية الاهتمام بموهبتي في المدرسة فكانت معلمة الرسم تمنحني أوقاتها لمشاهدة رسوماتي، والأشراق عليها وفي ذلك الوقت دفعتني مدرستي للمشاركة في مسابقات فنية مع المدارس الأخرى. وتقول: «عندما كبرت صدمت بالواقع المؤلم ورغم ذلك لم أيأس وزاد اهتمامي وشغفي بدراسة الفن التشكيلي لكن الإمكانات كانت ضعيفة جدا برغم ذلك جاهدت لكي أكمل حلمي فبدأت ألح على الوالد لكي أكمل مشوار الفن التشكيلي الذي أهواه منذ صغري». وفيما يتعلق بأنواع الرسومات التأثيرية والانطباعية والكلاسيكية التي ترسمها، تؤكد أن معظمها يتجسد في الطبيعة الصامتة والمناظر الطبيعية ورسومات التراث والحصاد والمرأة الفلسطينية والقضايا التي تهم المرأة والجداريات والفن المقاوم. وشاركت منال في العديد من المعارض حتى ظهر لديها طابع «الرمزية»، وهي حركة أدبية، ثم انتقلت إلى الفن التشكيلي، وهي تعني إظهار الشكل والتعبير عن مضمون يختلف عنه، واعتمدت هذه المدرسة في الفنون في بلدان فيها حروب واحتلالات فيختبئ الفنان وراء المدرسة الرمزية من عقاب السلطة القائمة كالاحتلال الإسرائيلي لذا ظهر الأسلوب الرمزي في الحركة التشكيلية الفلسطينية. طموح مستقبلي حول طموحاتها المستقبلية، تقول “طموحاتي هي بسيطة مثل أي بنت ولكنني كفنانة أتمنى الحصول على شهادة عليا في الفنون التشكيلية، وأن أحمل رسالة فنية هي الحق والعدل والجمال، وأن أعبر عن الإنسانية بشكل عام والظلم الواقع على شعبي بشكل خاص، وأن أحمل هذه الرسالة السامية وأجوب بها العالم للتعريف بقضية شعبنا الفلسطيني”. أثر المرأة حول تأثير المرأة الفلسطينية في فنها تقول، منال أبوصفر “الرسم رسالة يعتمد فحوها على المراد إرساله، واللوحة هي إشارات للمتفرج يفهم منها المعنى المراد إرساله، وتلعب المرأة الفلسطينية دورا مهما في حياة الشعب الفلسطيني فهي أم وأخت وبنت وزوجة لمناضلين وأسرى وجرحى ومصابين وبناء عليه أعبر عن المرأة الفلسطينية في لوحاتي”. وحول دور الفنانات في طرح القضايا المجتمعية، تقول الفنانة “هي امرأة وفرد من المجتمع لا تنفصل ولا تنفصم عنه، وهي أساس الأسرة التي هي لبنة في تكوين المجتمع الفلسطيني، والمرأة تحمل هموم وآلام ومعاناة قضايا المجتمع، فنرى أن الفنانة تعيش هذه الهموم وتعايشها، والمرأة الفنانة قادرة على تفريغ مشاعرها وأحاسيسها نحو هذه القضايا في أعمالها الفنية فهي تعبر عن هذه القضايا بكل صدق”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©