الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترامب.. قوة يعتد بها!

11 أغسطس 2015 22:18
أول مناظرة لمرشحي الحزب الجمهوري ضمن حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016 لم تغير شيئاً في ساحة سباق الترشح فيما يبدو. فقد جاء دونالد ترامب إلى المناظرة التي عقدت يوم الخميس الماضي بنفس حدة اللسان وأسلوبه المثير للجدل الذي دفعه إلى قمة استطلاعات الرأي في سباق الترشيح الجمهوري. وكان ترامب صريحاً وطناناً ولا يعتذر عن شيء. وتصرف بالطريقة نفسها التي اتبعها من قبل ولم يتضرر من هذا بعد. ومن الآن فصاعداً قد يضطر المشاركون الآخرون في السباق إلى إعادة تعديل تقييمهم الخاص بما إذا كان ترامب مجرد شهاب سيضيء السماء السياسية ويذهب أم أنه شخص يتعين التصدي له مباشرة في نهاية المطاف لوقف تقدمه. وأصابت الدهشة الأشخاص الذين توقعوا أن يكون ترامب أهدأ وألطف وسيظهر «سمتاً رئاسياً» في المناظرة التي عقدت في كليفلاند، كما ألمح لهذا في الأيام السابقة على المناظرة. وهي الدهشة نفسها على الأرجح التي أصابت بعض الأشخاص في وقت سابق هذا الصيف عندما تفوق ترامب على منافسيه في استطلاع للرأي بعد آخر. وبدلا من هذا، جاء ترامب يحمل نفسه رغم أنه بفعله هذا يبدو مستعداً لاختبار الحدود المحتملة لجاذبيته. وأمام جمهور حزبي هدفه الجوهري العام المقبل هو استعادة البيت الأبيض، رفض ترامب أن يتعهد بدعم المرشح المحتمل للحزب الجمهوري إن لم يكن هو المرشح. ولم يتعهد بأنه لن يرشح نفسه مستقلا، إذا لم يصبح هو مرشح الحزب الجمهوري، وهو شيء قد يكفل فوزاً ديمقراطيا بمنصب الرئاسة، بحسب ما يرى كثير من الجمهوريين. وخرق ترامب مبدأ الرازنة السياسية خلال فترة ترشيحه القصيرة ومازال يواصل تقدمه. ومثال هذا إعلانه أن جون مكين الذي أُسر في حرب فيتنام يجب ألا يُنظر إليه باعتباره بطلا وأنه يفضل الأشخاص الذين لم يعتقلوا في الحروب. ولم يكن رجل الأعمال الثري ونجم تليفزيون الواقع إلا واحداً من عشرة مرشحين في المناظرة. وأحياناً يقف متفرجاً على جدال شديد ولحظات تألق للآخرين بما في ذلك الجدل المحتدم بين كريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرسي والسيناتور راند بول عن التوازن بين الأمن القومي والحريات المدنية. وتشابهت الأيام السابقة على مناظرة يوم الخميس مع الأحداث التي تأتي في وقت لاحق من دورة الحملة الانتخابية مع تصاعد كبير في تركيز وسائل الإعلام في الأسبوعين الماضيين وتأليف مجموعة صحفية في كليفلاند لمتابعتها. وجاءت المناظرة في لحظة يكتنفها الكثير من عدم اليقين حول الحملة الجمهورية. فصعود ترامب قلب توقعات الجميع ومنافسيه رفضوا تغيير استراتيجياتهم رداً على هذا، لكنه أجبرهم على الأقل أن يسألوا ما إذا كانت حساباتهم بشأن ما قد يحققه قد تحتاج إلى تغيير. ومن الواضح أن وجود ترامب مسؤول عن هذه الجلبة والضجيج، بيد أن وجود أكثر من مجرد ظاهرة ترامب هو ما خلق حالة الحيوية. فبالنسبة لكثير من الجمهوريين كانت لحظة ينتظرونها منذ فترة، وهي فرصة لتقييم مرشحيهم البارزين في إطار يسمح بالمقارنة وظهور الفروق. والتاريخ يثبت أن المناظرات المبكرة تساعد المرشحين في تقديم أنفسهم أكثر مما تساعد الناخبين في التوصل إلى استنتاجات. لكن كل مناظرة مهمة بطريقة ما حتى ولو كانت لا تغير شيئاً جوهرياً. وهذا ما أظهرته مناظرة يوم الخميس الماضي. ولم يرتكب ترامب أخطاء كبيرة. وإذ ظهر متغطرساً أحياناً فهذا جزء من جاذبيته. والذين يأملون أن يختفي ترامب سريعاً أصيبوا بالإحباط. والذين يعتقدون أنه سيتلاشى أو سيقضي على نفسه، مازال يتعين عليهم إثبات هذا. وهناك عدد من المرشحين الذين ينتظرون ويأملون أن يصعدوا إذا سقط ترامب، لكن حتى الآن مازال ترامب قوة يعتد بها. دان بالز* * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©