الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحكومة المكسيكية تفشل في إنقاذ البيسو من الغرق

الحكومة المكسيكية تفشل في إنقاذ البيسو من الغرق
3 يناير 2012
بدأت العملات المحلية في مختلف أنحاء أميركا اللاتينية “طريق التراجع” منذ يوليو 2011، عندما أخذت الأزمة الأوروبية تبث القلق في نفوس المستثمرين لترغمهم على الابتعاد عن الأسواق الناشئة والبحث عن ملاذات آمنة. وفي غضون ذلك، فقد الريال البرازيلي 14% من قيمته، وكذلك البيسو الكولومبية 9%، كما فقدت البيسو المكسيكية أكثر عملات أميركا اللاتينية تداولاً أكثر من 17%. وذكرت فلافيا كاتان ناسلاووسكي، استراتيجية الصرف الأجنبي لأميركا اللاتينية في بنك “أر بي أس”، أن البيسو هي ضحية تداولها السهل، وإن دورها المتعارف عليه في المنطقة كملاذ مفضل عرَّض قيمتها للمزيد من الانخفاض، مقارنة بعملات أخرى أكثر حماية لا تجذب إلا عدداً قليلاً من المستثمرين. وتقول: “يتم تداول البيسو مثلها مثل اليورو، حيث يمكن الحصول عليها من الداخل والخارج دون أي قيود تذكر، مما يجعلها العملة الوحيدة الأكثر توفراً في أميركا اللاتينية”. وفي المقابل، نجد أن عملات أخرى مثل الريال البرازيلي، أقل سيولة نظراً للقيود والضوابط التي تجعل إدخالها وإخراجها بالسرعة المطلوبة أمراً بالغ الصعوبة بالنسبة للمستثمرين. لكن السؤال الذي ظل يردده الاستراتيجيون ورجال الأعمال ما إذا كانت عملة البيسو حققت الاستقرار المرجو عند هذا المستوى من الضعف أم لا. ولا توجد أي إشارة تدل على تدخل السلطة المكسيكية في الآونة الأخيرة، حيث كان تدخل المركزي المكسيكي الأخير خلال 2008. ومع ذلك، يتفق معظم العاملين في تداول العملة، على أن قيام البنك بتحديد مزادات لبيع 400 مليون دولار في كل يوم تنخفض فيه قيمة البيسو أكثر من 2% مقارنة باليوم السابق، خلق أرضية قوية قوامها 14 بيسو مقابل الدولار. ومع ذلك، ظلّ المحللون منقسمون حول إمكانية كسب البيسو للمزيد من القوة في الشهور القليلة المقبلة. وفي مذكرة بحثية نشرت مؤخراً توقع بنك “آي أن جي” أن تنهي البيسو 2012 عند قيمة قدرها 13,70 مقابل الدولار. ويبرر البنك ذلك، بأن ينعكس المزيد من ضعف الاقتصاد الأميركي، الجار الشمالي للمكسيك والوجهة التي تستقبل 80% من صادراتها، سلباً على البيسو. وربما ولحد كبير، أن يقوم المستثمرون المحليون بتحويل أموالهم إلى أوراق نقدية أجنبية باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في يوليو المقبل. لكن لا يتفق الجميع مع ذلك، في وقت يفوق فيه تعرض المكسيك للاقتصاد الأميركي بكثير جداً دول أميركا الجنوبية المصدرة للسلع. ويعتقد العديد من المحللين زيادة قيمة البيسو إلى 13 بيسو مقابل الدولار بحلول نهاية 2012. ويرى المحللون أن حالة عدم اليقين التي تسود أوروبا ليس من المرجح أن تستمر في غموضها لوقت طويل، وذلك بإصدار أي قرار أو خطة متفق عليها يتم تنفيذها فوراً على أسعار الصرف في الأسواق الناشئة بما فيها المكسيك. كما أن أي تقدم يتم إحرازه على صعيد مشاكل أوروبا سوف يسمح لأساسيات الاقتصاد الكلي المكسيكي لعب دور أكبر في تحديد سعر الصرف. وتُعد هذه الأساسيات قوية بكل المعايير تقريباً في ظل نمو سنوي بلغ مداه نحو 4,4% خلال الـ 12 شهراً الماضية، ومجموع الدين العام نحو 36% من الناتج المحلي الإجمالي واحتياطي البنك المركزي الذي ارتفع من 90 مليار دولار إبان أزمة 2008، إلى 142 مليار دولار في الوقت الحالي. ويرى سيرجيو مارتن، كبير الاقتصاديين الممثلين للمكسيك في بنك “أتش أس بي سي”، أن ليس من المنتظر أن تمثل الانتخابات المقبلة مصدراً لعدم استقرار سعر الصرف، خاصة وأن معظم المرشحين يميلون لتوفير بيئة ملائمة لممارسة الأعمال التجارية. كما أشار إلى أن المزيج المكون من أسعار الفائدة الحالية المنخفضة نسبياً والتضخم المنخفض لأقل من هدف البنك الأقصى عند 4%، عوامل ساعدت المكسيك على أن تكون منافساً قوياً. ويقول “بالإشارة إلى الأساسيات ليس معقولاً أن يكون سعر صرف البيسو بهذا المستوى من الانخفاض الكبير الذي عليه الآن”. وبالأخذ في الاعتبار حقيقة أن الاقتصاد المكسيكي بدأ يعكس بوادر تعاف حقيقية على صعيدي نمو الوظائف وارتفاع معدل المبيعات، فمن المتوقع أن تتميز المكسيك بموقف دفاعي قوي في العام 2012. وهذا لا يعني بالضرورة سلامة البيسو من التعرض للضغوط التي تواجهها عملات الأسواق الناشئة الأخرى عند ذلك الوقت. لكنه يعني بالتأكيد أن الاثني عشر شهراً المقبلة ربما تصحب معها شيئاً من رفع القيمة الاسمية للعملة. نقلاً عن - فاينانشيال تايمز ترجمة - حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©