الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«آسيا للاستثمار»: الصين تشتري أكبر حصة من صادرات النفط الخليجية

«آسيا للاستثمار»: الصين تشتري أكبر حصة من صادرات النفط الخليجية
31 أغسطس 2014 21:10
تعتمد العلاقة بين الصين ودول الخليج على قدرة دول مجلس التعاون الخليجي على تزويد الصين بالنفط بثبات خلال العقد القادم، وبالمقابل، لن تجد دول الخليج مستهلكا مماثلا للصين مع توقعات ارتفاع حجم الطلب منها في السنوات القادمة. ودلل فرانسيسكو كينتانا، رئيس قطاع البحوث في شركة آسيا للاستثمار، على ذلك بالعقد المبرم في منتصف شهر أغسطس بين مؤسسة البترول الكويتية وشركة «سينوبك» الصينية الذي يهدف إلى مضاعفة حجم الصادرات اليومية، حيث يؤكد العقد الجديد تصدير 300 ألف برميل من النفط يومياً من الكويت إلى الصين خلال العقد القادم، وهو ضعف حجم الصادرات ضمن الاتفاقية الراهنة التي ستنتهي قريباً. وأضاف: «بالعقد الجديد، سيتم تصدير 10% من إنتاج الكويت إلى الصين، ومن المتوقع أن يزيد هذا الحجم، كما نقلت وسائل الإعلام عن مسؤولي مؤسسة البترول الكويتية بأن الصادرات قد تزيد إلى ما بين 500 و800 ألف برميل في اليوم بعد ثلاث سنوات». وتأتي السعودية في صدارة الدول المصدرة للنفط إلى الصين، حيث تصدر 1. 2 مليون برميل من النفط في اليوم، أي 20% من إجمالي واردات الصين من النفط ، وشهدت الإمارات زيادة في الصادرات إلى الصين. وقال كينتانا: «مع ذلك، لا تعتبر المنطقتان كل منهما شريك الآخر المفضل، إذ أن الصين تفرض شروطاً صارمة على العقود مع الخليج بما أنها تشتري بكميات كبيرة. وعلى سبيل المثال، حاولت الكويت دخول قطاع التوزيع في سوق الوقود المحلي الصيني، ووقعت مؤسسة البترول الكويتية مع «سينوبك» عقد بناء مصفاة في جنوب الصين في عام 2004. ولكن العملية واجهت عقبات كثيرة، وأصبح في الوقت الراهن من غير المؤكد أن يكون للكويت دور في اتمام المشروع. فالهيئات الصينية تتردد في فتح أسواق محلية استراتيجية لمستثمرين من الخارج، وإن كانوا شركاء استراتيجيين». في الوقت ذاته، لا توفر دول الخليج أفضل وضع للمستوردين الصينيين. وعادةً، تفضّل الصين إبرام اتفاقيات مع منتجي النفط الذين يسمحون لها دخول هيكلة الأسهم في شركات النفط، أو حتى أن يكون لها مساهمة في عملية الإنتاج. وهذه الحالة غير واردة في دول الخليج التي لا تحتاج إلى توفير مثل هذه الاتفاقيات، لأن قطاعها حكومي، وإدارتها مهنية ذات كفاءة عالية، وتمتلك موارد كثيرة. وتابع قائلاً: إضافة إلى ذلك، تعتمد استراتيجية الصين على تنويع قاعدة مزودي النفط لها، ودول الخليج تزودها اليوم بثلث حاجتها منه. كما تهتم الصين بالاستقرار، ومنطقة الشرق الأوسط تمر اليوم بفترة غير مستقرة. وشدد كينتانا على العلاقة التجارية بين الصين ودول الخليج ستتطور وتزيد. فالصين تحتاج كميات كبيرة من الطاقة في انتقالها الحالي إلى اقتصاد موجه على المستهلك، ومخططها لاستكشاف النفط الصخري أثبتت أنها غير واقعية. كما خفّضت الحكومة الصينية أهدافها لعام 2020 بإنتاج الغاز الصخري وغاز عروق الفحم من 160 مليار متر مكعب إلى 60 ملياراً فقط. لذا يبقى النفط المستورد هو الحل الأمثـل لتلبيـة احتياجـات الصيـن من الطـاقــة. والمنافسة لتزويد الصين بالطاقة حادة، إذ من المتوقع أن تنخفض حصة السعودية من واردات الصين النفطية خلال عام 2014 مقابل دول منتجة مثل العراق وكازخستان وروسيا التي قد تقدم شروطاً أفضل. وبحسب توقعات الوكالة الدولية للطاقة في أحدث تقرير لها، سيكون العرض العالمي على النفط منخفضاً في العقد القادم، لأن العديد من الحقول بدأت تصل حد استهلاكها، وحقولاً أخرى أصبحت أكثر تكلفةً لتشغيلها، إضافة إلى التحديات الجيو-سياسية المتزايدة في عدد من الدول المنتجة للنفط. لذا فإن دول الخليج هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تمتلك موارد وفيرة واستقراراً سياسياً لتزويد الصين. (دبي ـ الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©