الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البورصة المصرية تفقد 9,2 مليار جنيه في 15 يوماً

البورصة المصرية تفقد 9,2 مليار جنيه في 15 يوماً
17 أكتوبر 2006 00:48
القاهرة - محمود عبدالعظيم: كشفت عمليات المضاربة الواسعة في البورصة المصرية خلال الأسابيع الماضية عن بعض القصور على صعيد تعامل المستثمرين والإجراءات الإدارية والقانونية الحاكمة لنشاط السوق· وقال محللون ماليون إن موجة المضاربات الأخيرة التي طالت الأسهم القيادية والأسهم الخفيفة التداول لم تكن لتؤثر على النطاق الواسع لولا عمليات تحريك الحدود السعرية لعدد كبير من الأسهم النشطة ودخول وخروج بعض الأسهم من قائمة الشركات غير المقيدة بنسبة الـ 5 بالمئة صعودا وهبوطا في اليوم الواحد· وأكدوا أن الذي قاد المضاربات خلال الفترة الأخيرة في البورصة المصرية هم المستثمرون الأفراد وبعض الصناديق التي تعتمد استراتيجية المضاربة بديلا عن تنويع المحافظ بهدف توزيع المخاطر ودفعت السوق ''فاتورة المضاربة'' على شكل خسائر وتراجع المؤشر العام بينما حققت بعض أسهم المضاربة مكاسب غير واقعية تهدد بموجه انخفاض أخرى خلال الأسابيع القليلة المقبلة ربما تطيح بمزيد من الأسهم القيادية· وعزز من الآثار السلبية لموجة المضاربة الأخيرة تزامنها مع حركة بيع واسعة قام بها المستثمرون العرب والأجانب في البورصة المصرية في النصف الأول من أكتوبر الجاري حيث غلبت مبيعات هؤلاء المستثمرين حجم مشترياتهم وكانت المحصلة النهائية لعملياتهم بالسلب الأمر الذي ترجمته أرقام التداول خلال هذه الفترة· وكانت موجة المضاربة سببا رئيسيا في تكبد العديد من الأسهم النشطة خسائر موجعة رغم الأداء الجيد للشركات المصدرة لهذه الأسهم خاصة الأسهم المنتمية لقطاعات الخدمات المالية والأدوية والصناعات التحويلية بينما أفلتت أسهم قطاع الاتصالات من موجة المضاربة بفعل صفقة استحواذ المصرية للاتصالات على 23,5 بالمئة من أسهم ''فودافون مصر'' الأمر الذي افاد مساهمي فودافون والمصرية للاتصالات على السواء وبفعل إعلان مسؤولي شركة ''اتصالات مصر'' الحائزة على رخصة المحمول الثالثة اعتزام طرح 30 بالمئة من أسهمها للاكتتاب العام في البورصة فور إطلاق الشبكة مطلع العام القادم· وخسرت السوق نحو 9,2 مليار جنيه من إجمالي القيمة السوقية للأسهم المتداولة ليهبط رأسمال البورصة السوقي من 486,6 مليار جنيه إلى 477,1 مليار جنيه وزادت الفجوة بين مبيعات المستثمرين العرب والأجانب ومشترياتهم خلال الأسبوع الثاني من أكتوبر لتصل إلى 182 مليون جنيه وعصفت موجة المضاربات باسهم عديدة كان أكثرها تضررا سهم الحديد والصلب الذي فقد 18,5 بالمئة من قيمته وسهم الشركة العامة لصناعة الورق ''راكتا'' الذي فقد 14,3 بالمئة وسهم بنك ''كريدي ام يكول'' الذي تراجع بمعدل 4,6 بالمئة· وتشير تقارير هيئة سوق المال وإدارة البورصة المصرية إلى أن المؤشر كسر حاجز 6200 نقطة هبوطا بفعل مبيعات قوية للأجانب بلغت 3,3 مليار جنيه مقابل مشتريات لم تتجاوز 920 مليون جنيه· عوامل نفسية ويؤكد سماسرة في السوق أن حالة الاندفاع البيعي التي تشهدها البورصة المصرية في الأيام الأخيرة تخطت حالة جني الأرباح إلى تأثير العامل النفسي خصوصا للمتعاملين الأفراد الذين لم يفيقوا بعد من صدمة انهيار الأسعار في نهاية فبراير الماضي وبالتالي فان حركة المضاربات وجدت في سلوك هؤلاء المستثمرين الأفراد أرضا خصبة لتعزز من الاتجاه الهبوطي للسوق· ويرى رائد علاء -خبير التمويل وشؤون البورصة- أن لعبة الحدود السعرية التي تعني عدم الالتزام بنسبة 5 بالمئة المحددة صعودا وهبوطا في سعر السهم خلال الجلسة الواحدة ساهمت في تضخيم آثار المضاربات التي قادتها بعض صناديق الاستثمار في بادئ الأمر ثم سرعان ما تبعها صغار المستثمرين· وقال إن قضية الحدود السعرية معروفة في عدد كبير من بورصات العالم حيث تتمتع بها أسهم ذات مواصفات خاصة كأن تكون هذه الأسهم نشطة أو تحظى بإقبال كبير من المستثمرين او تجري عليها عمليات تداول بأحجام ضخمة أو تخضع في جلسات محددة لعمليات استحواذ قانونية وبالتالي يصبح من الضروري والمنطقي إزالة الحدود السعرية خلال جلسات تنفيذ صفقات الاستحواذ لإتاحة الفرصة أمام المستثمرين لتقديم عروض شراء بأسعار تتجاوز 5 بالمئة حتى تتحقق مصالح البائع والمشتري عند نقطة محددة تمثل ما يعرف بالسعر العادل للسهم· وأشار إلى أن التغيير في قائمة الأسهم النشطة المرتبطة بالحدود السعرية ودخول وخروج العديد من الأسهم في هذه القائمة خلال الفترة الأخيرة عزز اتجاه المضاربة وفتح المجال أمام المضاربين· وقال إن عمليات المضاربة لم تقتصر على الأسهم النشطة بل تجاوزتها إلى الأسهم التي تجري بشأنها مفاوضات بيع واستحواذ مثلما حدث على سهم البنك الوطني للتنمية الذي تعرض لمضاربات حادة بسبب ما تردد عن عرض إحدى المؤسسات المالية لشرائه ورغم قيام شركة ''اتش سي'' التي تتولى الترويج للصفقة بإصدار بيان رسمي اتاح المعلومات الحقيقية عما يجري فان المضاربين لم يتوقفوا عن ممارستهم وقفزوا بسعر السهم إلى حدود غير واقعية· وأوضح أن قصر مدة جلسة التداول خلال شهر رمضان والتي لا تزيد على ساعتين يوميا ساهم في إشاعة جو المضاربة في البورصة خلال الفترة الأخيرة حيث أن قصر فترة التداول لا يتيح الفرصة أمام المستثمرين للحصول على المعلومات الحقيقية أو التأكد مما يشاع أو يتردد بشأن الشركات المصدرة أو الأسهم المتداولة بالتالي كانت آثار المضاربة أكثر وضوحا خلال جلسات التداول في شهر رمضان المبارك· حدود سعرية يؤكد ماجد شوقي -رئيس بورصة القاهرة- براءة تحريك الحدود السعرية على الأسهم من عمليات المضاربة مشيرا إلى أن الحدود السعرية مطبقة على عدد كبير من الأسهم التي تتمتع بسيولة عالية وتحظى بإقبال من جانب المستثمرين وهذه الأسهم تعطي زخما لحركة السوق وتقفز بأحجام التداول فوق حاجز المليار جنيه في أيام كثيرة· وقال إن المضاربات وإن كانت سمة طبيعية في أي سوق مالية نشطة فإن زيادة حدتها في الفترة الأخيرة تعود لزيادة نصيب الأفراد مقابل نصيب الصناديق والمؤسسات ودخول عدد كبير من المستثمرين العرب والأجانب في الشهور الأخيرة كنتيجة لتراكم فوائض مالية هائلة خاصة لدى المستثمرين العرب· ويؤكد على أن المضاربات الراهنة مؤقتة وسوف تنتهي خلال أيام بفعل قيادة المؤسسات المحترفة وصناديق الاستثمار للسوق واستعادتها لزمام المبادرة مما يسهم في ترشيد القرار الاستثماري للأفراد·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©