يستقبل المسلمون عيد الفطر في جمهورية طاجيكستان، بلد الـ 300 ألف مسجد، بفرحة كبيرة بعد صوم الشهر الفضيل، حيث يعرف الطاجيكيون بارتباطهم الشديد بالدين الإسلامي، ومن عاداتهم بعد صلاة العيد تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء، وتناول الفطور الذي يشمل العديد من حلويات التي تجهز في البيت، والتي تختلف من منطقة لأخرى على امتداد ربوع الجمهورية، ومن أشهرها حلوى «نيشا الله».
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - من عادات الشعب الطاجيكي أيضاً وتقاليدهم الإفطار على شوربة «أوشي بوريدا»، وهي شوربة تقليدية يتم تجهيزها في البيت، ولا تقتصر زيارات الطاجيكيين على الأحياء في رمضان، بل يزورون الأموات للتذكر وقراءة الفاتحة وتنظيف القبور من الحشائش والاعتناء بها بزرع نباتات عطرة، كما أن من عاداتهم إقامة الأعراس قبل رمضان، لأنهم لا يقيمون أعراساً بين العيدين، أي بين عيد الفطر وعيد الأضحى، ما يدفعهم إلى إقامة أعراسهم وحفلات الزواج قبل عيد الفطر، وتقيم الجمهورية والناس أعراساً جماعية، وتساعدهم الدولة في ذلك. ومن طقوسهم أيضا وضع الأكل على الأرض، بحيث لا يكون الشخص مرتفعا عن الطعام، بينما لهم طقوس خاصة في تناول الشاي، فعندما يتم تقديم الشاي ينحني الشخص الذي تناوله واضعا راحة يده على صدره.
مظاهر وطقوس
لرمضان مظاهر وطقوس في طاجيكستان معقل الإمام البخاري والترمذي تختلف عن بقية الدول الإسلامية والعربية، إلى ذلك، تقول ساورا بابايوفا، حرم القائم بالأعمال الطاجيكي في الإمارات، إنهم يستبشرون بالعيد الذي يستقبلونه بالصلاة (صلاة العيد) وبالملابس الجديدة التقليدية، والتصدق والتوسيع على الناس ودفع زكاة الفطر للمحتاجين، وبعد صلاة العيد يقوم الناس بزيارة العائلات والأصدقاء وعادة يكون هذا في الصباح وإعطاء الأولاد النقود والهدايا والحلويات( العيدية)، وكذلك زيارة المقابر والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.
وتؤكد حرم القائم بالأعمال الطاجيكي أن الإسلام هو الديانة الأكثر انتشاراً في طاجيكستان، إذ يشكل السنة 98% من المسلمين، كما يوجد هناك من يدينون بالمسيحية الأرثوذكسية الروسية، إضافة إلى مجموعات مسيحية أخرى وأقلية يهودية، بينما يصل عدد السكان في طاجيكستان 8 ملايين نسمة.
وتوضح بابايوفا أن عيد الفطر في جميع محافظات ومدن وأحياء بلدها يحتفى به بشكل جميل، حيث تتبادل الزيارات، ويعرف اللباس التقليدي رواجا كبيرا في هذا اليوم، ما يحول البلد إلى مهرجان كبير، بعد شهر من الصيام الذي يحظى بمكانة روحية كبيرة في هذا البلد الذي يعرف بارتباطه الكبير بالدين الإسلامي، إذ تعتبر طاجيكستان من أكثر بلدان آسيا الوسطى تشييدا للمساجد، إذ يتجاوز فيها عدد المساجد 300 ألف مسجد، وفي رمضان تقول بابايوفا «يتجمع الأهل والأقارب على مائدة واحدة ويقيمون الصلاة في أوقاتها، خاصة صلاة التراويح». وتضيف أن لهذا الشعب عاداته وتقاليده التي تراكمت لديه عبر السنين، لكن طاجيكستان تعد حالة خاصة جداً، لأنها تتمتع بجو اجتماعي وديني بالغ الثراء في ظل تعداد سكانها المسلمين الذين اكتسبوا عادات جديدة، ظلوا يتوارثونها منذ آلاف السنين.
نفحات إيمانية
ينتظر الجميع في طاجيكستان قدوم الشهر الكريم بفارغ الصبر، ويقومون بتحضير كل المطلوب لإكمال هذا الشهر على أفضل وجه، لما له من مكانة خاصة لدى المسلمين. في هذا الإطار، تقول بابايوفا إن «طاجيكستان تملك كل المقومات الطبيعية والمناخية، حيث تمتلك شبكة تصل إلى 200 نهر، بالإضافة إلى المياه المعدنية، والاستشفائية، ونحن نملك الفصول الأربعة، وذلك نعمة من الله لتوفير جميع الخضراوات والفواكه واللحوم الطازجة، ويعتبر أشهر طبق في طاجيكستان (أوشي بالو - أوشي بوريدا - ماستووا)، وكذلك جميع أنواع الكباب والسمبوسة والشوربات أوشي بوريدا وخوم شوربه، أما أشهر الحلويات هي التي يطلق عليها «نيشا الله».
وتقول بابايوفا «يجمع الشهر الفضيل كل أفراد الأسرة والأهل على مائدة واحدة، ويتبادلون مشاركة الرأي وشهر السماح والمغفرة، وينسون الماضي والمشاحنات، حيث يعتبر هذا الشهر شهر السلام والصيام والعفو والصلاة». وتعتبر بابايوفا أن ليلة القدر التي تحظى باهتمام كبير في طاجيكستان منبع العقيدة. وتضيف «بالنسبة لنا هي منبع العقيدة الإسلامية، ويترقبها جميع المسلمين في شتى بقاع الأرض لكي يتضرعوا إلى الله بالدعاء والسماح والعفو، خاصة ليلة 27 التي هي خير من ألف شهر، وخلال هذه الليلة لا ينام الطاجيكيون، بحيث تملأ المساجد عن آخرها، بل هناك من يحجز مكانه مبكرا ولا يبرحه إلا بعد إعلان صلاة الفجر وإتمامها».
وتتابع «أما المائدة الرمضانية فإنها تتنوّع حسب المذاق والطلب من عائلة لأخرى، وذلك حسب الذوق والمذاق، وبعض العائلات تقوم بتحضير الطعام القديم الأصلي» التقليدي»، ويقومون أيضاً بتنويع المأكولات، ويحتل الخبز الطاجيكي مكانة أساسية على المائدة الرمضانية، أما السحور فهو عبارة عن أطعمة خفيفة». وتشير إلى أن الطاجكيين يقضون رمضان في تبادل الزيارة والصلاة بصحبة الأولاد لتعليمهم وحثهم وتشجيعهم على الصوم والصلاة لإتباع السنة الشريفة، وتعليمهم كيفية الطبخ والمساعدة على تجهيز المائدة، فهم يعتبرون هذا الشهر شهرا تعليميا، دينيا، روحانيا، تكافليا إلى أبعد حد».
طاجيكستان.. جغرافيا وطبوجرافيا
يحد جمهورية طاجيكستان من الشرق إقليم التركستان الشرقية، ومن الشمال جمهورية قرجيزيا، ومن الغرب والشمال جمهورية أوزبكستان، ومن الجنوب أفغانستان، ويشكل المجرى الأعلى لنهر جيجون الحدود بينهما، أطول سد في العالم هو سد نورك بارتفاع 300 متر في طاجيكستان.
ويشكل المسلمون أغلبية سكان طاجيكستان، وكانت نسبة المسلمين بها 96%، وانخفضت هذه النسبة إلى 83% بسبب هجرة الروس إليها، والشعب الطاجيكي من أكثر الشعوب تناسلاً بالاتحاد السوفييتي. ويشكل الطاجيك نحو 58%، والأوزبك 23% من جملة السكان، والتتار 2,5%، وإلى جانبه أقلية من القرغيز.
أصل التسمية
طاجكستان أي «أرض الطاجيك» - و«طاجيك» تعريب حديث لـ «تاجيك»، واستخدم الأتراك في العصور الوسطى كلمة «تاجيك» ليشيروا إلى الشعوب الناطقة باللغات الإيرانية، وابتداءً من القرن الحادي عشر الميلادي، أشارت الكلمة إلى الشعوب الإيرانية الشرقية، وأصبحت بحلول القرن الخامس عشر الميلادي تشير إلى الناطقين بالفارسية في العصور الوسطى، ظهرت كلمة «تاجيك» في الكتابات الفارسية كمرادف لـ «فارسي».
وكتحديد للهوية الذاتية، لم تكن كلمة «تاجيك» مقبولة حتّى أواخر القرن العشرين، ولا تشير الكلمة إلى هوية عرقية بمفهومها الضيق، بل تظل تصنيفاً لعامّة القوميات الناطقة بالفارسية في وسط آسيا. كما قيل إن طاجيكستان تعني «دولة صاحب التاج»، وهو إسماعيل الساماني الذي له تمثال على رأسه تاج من الذهب في قلب العاصمة دوشنبه (والتي تعني باللغة الفارسية مدينة «يوم الاثنين» نسبة لسوق كان يقام في ذاك اليوم).
وجمهورية طاجيكستان ، والمعروفة سابقا باسم ، الجمهورية الطاجيكية الاشتراكية السوفييتية، هي واحدة من أكثر البلدان الجبلية في العالم. حيث فيها ثاني أعلى قمة في العالم بعد الهملايا بالنيبال على ارتفاع يقدر بـ 7495 م، وهي في (جبال بامير ) شرق البلاد، واسم القمة هو (كوللي اسماعيلي Qullai Ismoili).
عدد اليوم
