الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رأس الحد.. أجواء استثنائية تحتضن السلاحف

رأس الحد.. أجواء استثنائية تحتضن السلاحف
12 أغسطس 2013 21:28
يوسف البلوشي (مسقط) - إلى شرق سلطنة عمان يقع رأس الحد بأجوائه الاستثنائية التي تحتضن أندر سلاحف العالم، وهي الأخرى تحتضن نقطة التقاء بحر عمان وبحر العرب، والتي قد يراه البعض أمراً عادياً من الوهلة الأولى، إلا أن الظاهرة عالم من المعارف والحوادث والقصص والجمال بل وأيضاً الظروف المناخية. طراز رفيع يقول عبد الرزاق الهوتي، أحد الزوار لرأس الحد، وتحديداً لنقطة تلاقي البحرين «إنني أزور المنطقة بشكل دائم وألاحظ كيف أن جمالها ينعكس من خلال منظرين بين بحر عمان وبحر العرب، وتقع بلد الشروق - كما يحلو للأهالي تسميتها - شرق ولاية، وقد سميت رأس الحد بهذا الاسم، وذلك لأنها بمثابة الحد أو الفاصل بين بحر عمان وبحر العرب، وسميت ببلد الشروق لأنها أول منطقة تشرق عليها الشمس في الوطن العربي». ويضيف «رأس الحد تعتبر مزاراً سياحياً من الطراز الرفيع نظراً لما تتمتع به من مقومات طبيعية، حيث يفد إليها السياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة السلاحف الخضراء التي تعشش على شواطئها حيث يوجد بها ثاني أكبر محمية سلاحف في العالم». ويشير إلى أنه من خلال التنقيب عن الآثار في رأس الحد اتضح أن المنطقة كانت تقوم بتبادل تجاري مع الهند وبلاد الرافدين منذ القرن الثاني قبل الميلاد. ويقول المسن صالح العامري من رأس الحد يتزايد عدد الزوار سنوياً بسبب رغبتهم في الاستمتاع بالشاطئ البحري في رأس الحد بولاية صور، حيث يتابعون خروج السلاحف على رمال الشاطئ ووضعها للبيوض، كما تتمتع تلك الشواطئ بجاذبية خاصة، نظراً لما تتمتع به من جمال فطري خلاب. ومازجت الطبيعة في رأس الحد بين بيئات ثلاث، لكل منها نكهتها المميزة ومذاقها الخاص. وشريط ساحلي يعانق بحر العرب، وينتمي لبحر عُمان، يروي قصة صراع في مهمة عمل تتكرر بين رجال أشداء، وعند «رأس الحد» اختبأت طائرات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. وما زالت مداخلها المتعرجة حاضنة للسفن الشراعية اللاجئة إليها هرباً من عاصفة هوجاء أو خوفاً من ريح عاتية. محمية نادرة من أبرز ما خلفه عناق بحري عمان والعرب وجود طقس جميل بهذه المنطقة ما ولد تنامي أعداد السلاحف وتكاثرها، ما دفع بالحكومة العمانية إلى إقامة محمية عمانية سميت محمية السلاحف الخضراء تقع هذه المحمية في المنطقة الشرقية من ولاية صور. وتبلغ مساحتها الكلية 120كم2 على طول الساحل الذي يبلغ طوله 42كم ?سنة الإعلان عنها كمحمية في 1996 بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 25 / 96 تمتد هذه المحمية لتشمل مساحة 120كم من الشواطئ والأراضي الساحلية وقاع البحر وخورين هما خور الحجر وخور جراما، ويأتي تخصيص هذه المنطقة تتويجا للجهود والإجراءات الهادفة إلى حماية هذه الأنواع النادرة من الكائنات البحرية التي تزخر بها البيئة العمانية، حيث تعد السلاحف من أقدم هذه الأنواع وأكثرها ندرة، وتعد شبه جزيرة رأس الحد الموطن الرئيس لتعشيش السلاحف، وأهم أنواع السلاحف الموجودة فيها هي السلاحف الخضراء. وفي كل سنة تعشعش نحو 6000 ـ13000 سلحفاة في هذه المنطقة. وقد بلغ عدد السلاحف الخضراء نحو 20 ألف سلحفاة في أكثر من 275 موقعا على امتداد الشواطئ العمانية. وتعشعش السلاحف الخضراء على شريط ساحلي يبلغ طوله نحو 42كم في المنطقة الممتدة من رأس الحد إلى رأس الرويس. جمالية المكان حول جمالية المكان، يقول خالد الغزالي، أحد سكان نيابة رأس الحد بولاية صور، إن مكان التقاء بحر عمان وبحر العرب هي نقطة تعرف بالرأس، وقد سميت النيابة برأس الحد نسبة إليها، ويوضح «المكان الجميل، وقد أوجدت فيه جهات الاختصاص برج إنارة ينبه الصيادين وأصحاب المراكب والسفن إلى وجود نتوء من اليابسة وتفاوت لا يعلمه سوى البحارة باختلاف البحرين، مضيفا «أجدادنا يقولون إن السفن قديما كانت تغرق في هذه المنطقة بسبب أنها تصطدم بالنتوء، حيث إنها لا تراه لذا عمدت الجهات إلى إقامة ذلك البرج الذي يسمى «منارة» بجانب الشاطئ لكي تنير وتنبه السفن من خلال الإنارة الليلية بوجود انكسار من اليابسة، وأيضاً منطقة دخول البحر الآخر». ويقول محمد العامري من رأس الحد إن الموقع متميز، والمتجه إلى الموقع سيلاحظ فرقا في الموج بين بحر عمان وبحر العرب، حيث إن أمواج بحر العرب كبيرة ومتتالية، فيما نجد أن أمواج بحر عمان هادئة بالعادة، ويعزى ذلك إلى أن بحر العرب منفتح على المحيط، فيما بحر عمان يعد مغلقا. ويضيف أن «بحر العرب يمتد بلون مختلف تقريبا، حيث إن انعكاسات عمق المياه تنعكس على سطحه، وهو ما يختلف تماما على بحر عمان الذي يختلف لون انعكاساته المائية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©