الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اقتصاديون ينتقدون الهرولة الخليجية لإقامة مناطق حرة مع أميركا

17 أكتوبر 2006 01:00
دبي- محمود الحضري: أكد عبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد أنه لا توجد مخاوف من غزو الشركات الأميركية للسوق المحلية لأن الشركات الأميركية موجودة بالفعل، لافتا إلى أن قانون الشركات يعطي للشركات الأجنبية حق التملك بنسبة 100% ولا تحتاج إلى وكيل خدمات · وقال ''لا نخشى من تواجد السلع الأمريكية التي يعاد تصدير معظمها إلى دول أخرى بل لن تتأثر حصيلة الجمارك في حال الغاء نسبة الـ5% علي واردات السلع الأمريكية بموجب الاتفاقية كما لن تتأثر الموازنة العامة للدولة من وراء ذلك''· واعترف آل صالح بوجود قصور في التواصل مع مجتمع الأعمال لما يقوم به المفاوض الإماراتي مع الولايات المتحدة وتوضيح الأهداف التي يسعي لتحقيقها، وقال ''لكن أعتقد وبعد لقاء بين مسؤولين بوزارة الاقتصاد مع المجلس الاقتصادي بإمارة دبي تغيرت بعده رؤية رجال الأعمال الذين كانوا يوجهون انتقادات للوزارة بأنها تهرول للمفاوضات''· وأوضح أن استراتيجية الولايات المتحدة تستهدف إقامة مناطق تجارة حرة مع دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهدف إدخال أسس ومبادئ التجارة الحرة والسوق المفتوحة والبدء في مفاوضاتها على مراحل مع دول المنطقة بحيث يتم التفاوض في البداية مع الدول الأكثر انفتاحا في درجة حرية التجارة والتنمية الاقتصادية ولديها قوانين وتشريعات متقدمة· وقال آل صالح: ان الإمارات عندما قبلت الدخول في التفاوض لم تنطلق من ضغوط عليها بل اتخذت قرارها من منطلقات ذاتية بحتة ومراعاة لمصالح الدولة بدليل أننا لا نفاوض الولايات المتحدة فقط لإقامة منطقة تجارة حرة على الرغم من أنها صاحبة أكبر اقتصاد لكنها ليست الشريك التجاري الأول ولا الثاني ولا حتى الرابع للإمارات ولهذا السبب نحن نتفاوض مع مجموعة اقتصادية كبيرة تشكل نحو 80 في المائة من إجمالي المبادلات التجارية للدولة كما كانت دول مجلس التعاون الخليجي من أوائل الدول التي أقمنا معها اتفاقيات تجارة حرة كما اتجهنا إلى شركائنا التجاريين الرئيسيين· وقد انتقد الحضور هرولة بعض دول الخليج للتفاوض مع الولايات المتحدة بشكل ثنائي لإقامة مناطق تجارة حرة، والتحذير من خسائر عديدة لدول مجلس التعاون جراء هذه الاتفاقيات أكثر من فوائدها بعدما نجح الطرف الأمريكي في اختراق صفوف دول المجلس وفرض شروطا قاسية· كما دعت الفعاليات المشاركة إلى الضغط لإدخال منتجات مشتقات البترول في الاتفاقية باعتبار أنها ركيزة الصادرات الخليجية وبعدما تسربت أنباء عن أن الطرف الأمريكي يسعى لاستبعادها من الاتفاق، كما طالبت بإعداد فرق للتفاوض على قدر كبير من الاحترافية والمهنية والاستعانة بالخبرات الخليجية الشابة التي تلقت تعليمها في الجامعات الأمريكية وعلى دراية بالعقلية الأمريكية إضافة إلى أهمية إشراك رجال الأعمال في المفاوضات· لا نخشى الغزو وافاد آل صالح ''أن منطلقات التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن منطقة التجارة الحرة تتمثل في سعي الدولة لأن تكون نقطة انطلاق للمال والأعمال في المنطقة ولهذا السبب تسعى لأن تكون أكثر انفتاحا في المجال الاقتصادي من دول الجوار وهذا يستدعي منها أن تدخل تعديلات على تشريعاتها وقوانينها كي تكون أكثر انفتاحا مع التطورات الجارية كما أن الدولة تسعى أيضا إلى تحقيق المصلحة لجميع القطاعات الاقتصادية وللمستهلك معا وهذا هو ما نستهدفه من المفاوضات مع الولايات المتحدة ، ونحن لا نهرول كما يقول البعض للتوقيع علي الاتفاق بل على العكس من ذلك مر عام ونصف العام على التفاوض ولم تعقد سوى جولتين فقط ولا يعرف متى ستنتهي المفاوضات وهو ما يؤكد على أننا لسنا في عجلة من أمرنا ولا نقبل بفرض الشروط علينا''· ونفى صالح أي ضغوط لفرض أو إلغاء نصوص قانونية معينة، وقال ''علي سبيل المثال لم نقدم أية التزامات فيما يتعلق بقانون الوكالات التجارية سواء تجاه منظمة التجارة العالمية أو خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة ونسعي نحو تعظيم الايجابيات وتلافي السلبيات من وراء الاتفاقية التي لا تتضمن فقط تجارة السلع بل تتضمن أيضا قضايا اقتصادية بالغة الأهمية تتمثل في الاستثمار والمواصفات والمقاييس وقضايا الملكية الفكرية ، وقد نخسر على المدى القصير في موضوع تجارة السلع لكن المؤكد أننا سنربح الكثير في قضايا الاستثمار خصوصا فيما يتعلق بحماية استثماراتنا في الخارج''· وقال: نسعي من وراء الاتفاقية أيضا إلى تعزيز القدرات التنافسية للقطاع الصناعي وفتح أسواق جديدة وقد تكون اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة فرصة لجذب استثمارات جديدة للقطاع إذا ما اكتشف المستثمرون أن أسواقا ضخمة مثل الأسواق الأمريكية ستفتح أمامهم وأثبتت الدراسة أن النمو الاقتصادي يزيد في الدول التي توقع عددا كبيرا من الاتفاقيات الاقتصادية وهو ما تسعى إليه الإمارات· وقال الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي: ان الولايات المتحدة تبحث عن مصالحها وتلجأ إلى فن التفاوض وليس ''الهرولة'' كما ''يهرول'' لها الآخرون في محاولة لتحقيق النتائج والأهداف التي تسعى إليها ومن هذا المنطلق أصرت على التفاوض الثنائي مع كل دولة خليجية على حدة حتى تكون بمنأى عن التكتلات التي يمكن أن تقف حجر عثرة أمام مصلحة رجل الأعمال· تفاوض ثنائي وأضاف: ان كان من حق الولايات المتحدة أن تلجأ إلى هذا الأسلوب في التفاوض فنحن كخليجيين سنكون الخاسرين باتباع التفاوض الثنائي وربما لهذا السبب احتجت السعودية فالمفاوض الأمريكي يستخدم كافة أدوات التفاوض السليمة للحصول على أكبر قدر من المكاسب بعكس فريق كل دولة خليجية مفاوضة والذي غالبا ما تنقصه الخبرة والاحترافية بل ان كثيرا من أعضاء هذه الفرق لا يمتلك لغة إنجليزية جيدة تمكنه من فهم تكتيكات المفاوض الأمريكي· ودعا الفريق ضاحي إلى أن تكون الفرق المفاوضة متخصصة ومرت بدورات تدريبية كافية تؤهلها لفهم التكتيكات التي يلجأ إليها المفاوض الأمريكي، منوها الى ان مجلس التعاون بحاجة إلى (انتفاضة شبابية) تقود مسيرة المجلس فهي الأقدر في الفترة الحالية على فهم التغيرات التي تمر بها المنطقة والعالم، خاصة بعدما نجحت الولايات المتحدة أن تخترق صفوف اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي في العمق الاقتصادي بدليل ما يقال عن أن صادراتنا الأساسية من منتجات البترول ومشتقاته خارج الاتفاقية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©