الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكونجرس «الجمهوري»... لن يجعل أميركا قلعة

10 نوفمبر 2010 23:22
من المرجح أن يؤدي الفوز الكاسح الذي حققه الجمهوريون في الانتخابات النصفية إلى تخفيضات عامة في الميزانية، يرتقب أن تشمل برامج الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي وتترتب عنها مواقف مناوئة للهجرة أكثر تشدداً. والأكيد أن ذلك لن يترك صدى طيباً في معظم المنطقة؛ غير أنه بخصوص الجانب الإيجابي، من المرجح أن يؤدي ذلك إلى موافقة الكونجرس على اتفاقي تجارة حرة معلقين منذ وقت طويل مع كولومبيا وبنمـا. ولنبحث في ما يلي هذا الموضوع ومواضيع أخرى. - المساعدات الخارجية: استناداً إلى ما سمعته من مصادر مطلعة في الكونجرس، فإن التأثير الإقليمي المباشر لسيطرة الجمهوريين على مجلس النواب -وتوسيع حضور الحزب في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون- سيكون دفعة قوية لخفض المساعدات الخارجية والبرامج الاقتصادية وبرامج محاربة المخدرات. وفي هذا السياق، أخبرني النائب إليوت إل. إنجل، رئيس لجنة أميركا اللاتينية المنبثقة عن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، أنه "عندما يكون لديك كونجرس جمهوري يتحدث عن خفض 25 في المئة من الميزانية، فسيكون ثمة ضغط قوي جداً من أجل خفض المساعدات الخارجية" التي يمكن أن تشمل برامج محاربة المخدرات مثل "مخطط ميريدا" بالنسبة للمكسيك وأميركا الوسطى و"مخطط كولومبيا" والمساعدات لهايتي المنكوبة بسبب الزلزال. "وهذا يصيبني بالتوتر"، يقول أنجل الذي يضيف: "سيشكل ذلك خطأ كبيراً لأنه بينما تقوم بلدان مثل البرازيل وفنزويلا باستعراض عضلاتها، فإن أسوأ شيء يمكن أن نقوم به هو خفض المساعدات الخارجية وإعطاء الانطباع بأننا نتخلى عن المنطقة". كما اعترف لي مصدر جمهوري في الكونجرس مقرب من زعامة الحزب، بـ"أننا سنعتمد تخفيضات عامة تشمل كل القطاعات على الصعيدين الداخلي والخارجي، ولا أعتقد أنه ستكون ثمة أشياء مقدسة لا يصلها الخفض". وأضاف المصدر: "وسأتوقع بعض التخفيضات حتى بالنسبة لمخطط ميريدا". وكما قال لي جمهوري آخر حسن الاطلاع هو "كوني ماك"، من ولاية فلوريدا ويرجح أن يخلف إنجل على رأس لجنة أميركا اللاتينية في مجلس النواب، قال: "سيتعين إخضاع كل شيء للتمحيص والتدقيق لأننا يجب أن نكون واثقين من أننا ننفق كل دولار على نحو حكيم". - الهجرة: يتوقع أن يكون الكونجرس المقبل أكثر معاداة للهجرة من الكونجرس الحالي. ونتيجة لذلك، فإن حظوظ تمرير إصلاح شامل للهجرة يمنح أكثر من 11 مليون أجنبي لا يمتلكون أوراقاً قانونية في البلاد طريقاً لنيل المواطنة، باتت اليوم ضئيلة جداً. وفي هذا الإطار، يقول روي بيك، رئيس "نمبرز يو إس إي"، وهي منظمة تعرّف نفسها بأنها تؤيد خفض مستويات الهجرة، يقول: "لا أعتقد أنه كان ثمة كونجرس منذ عام 1924، لديه أعضاء أكثر رغبة في خفض كل أنواع الهجرة الشرعية وغير الشرعية من الكونجرس الذي انتُخب الأسبوع الماضي". والجدير بالذكر هنا أن حوالي 36 مشرعاً ممن يدعمون طريقًا قانونية للمواطنة بالنسبة للمقيمين الذين لا يمتلكون أوراقاً قانونية في الولايات المتحدة، في إطار إصلاح شامل للهجرة، لم ينجحوا في هذه الانتخابات وخرجوا من الكونجرس. وحسب تقديرات منظمة "نامبرز يو إس إي"، فإن الكونجرس المقبل سيكون لديه 170 عضواً فقط يدعمون تقنيناً مشروطاً للمهاجرين غير الشرعيين، بعيداً عن أغلبية 218 اللازمة من أجل تمرير مثل هذا التشريع. - التجارة الحرة: الواقع أن لدى اتفاقي التجارة الحرة المعلقين مع كولومبيا وبنما حظوظاً أفضل للمرور، وذلك لجملة من الأسباب من بينها حقيقة أن الرئيس المحتمل لمجلس النواب لجديد، النائب جون إي. بونر عن ولاية أوهايو، يعد من أشد المدافعين عنهما. ويقول ماك إن اتفاقي التجارة الحرة المعلقين مع كولومبيا وبنما "من المحتمل أن يطرحا للمناقشة ويمررا" في الكونجرس الجديد. - فنزويلا وكوبا: يتوقع أن يكون الكونجرس الجديد أكثر جهراً في انتقاده لرئيس فنزويلا السلطوي شافيز وللنظام الكوبي. لكن، وباستثناء حدوث مفاجآت، فمن غير المرجح تمرير عقوبات جديدة ضد أي من البلدين. وشخصياً؛ أعتقد أن المشرعين الجمهوريين الذين فازوا يوم الثاني من نوفمبر الجاري ليسوا متجانسين ولا متناغمين؛ كما أن بعضاً من أكثر مقترحاتهم جرأة تواجه معارضة داخل حزبهم نفسه. فهذا كوني ماك، على سبيل المثال، يحبذ إدراج فنزويلا ضمن قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول التي ترعى الإرهاب، في حين أن الرئيسة المحتملة الجديدة للجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس النواب "إلينا روس ليتين"، والتي كانت تدعم الفكرة قبل سنوات، باتت اليوم تناهضها بدعوى أنها تضر بناخبيها الفنزويليين في ميامي. وعلاوة على ذلك، فإن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون سيساعد في الحفاظ على نظام فصل السلطات ومراقبة بعضها لبعض في واشنطن. والأكيد أن الشخصيات الهادئة والرزينة ستمنع دعاة الانعزالية بخصوص الميزانية والهجرة من تحويل أميركا إلى "قلعة". أندريه أوبنهيمر كاتب متخصص في شؤون أميركا اللاتينية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©