الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اهتمام مثير للجدل

10 نوفمبر 2010 23:30
من الصعب على الإعلامى المهموم مهنياً بأخبار السودان أن يصل إلى خبر يقين، وأن يبني عليه تحليلاً أو تكهناً، فأخبار النهار ستكذبها أخبار الليل. والأمر نفسه قد ينطبق على مواعيد وجداول الاجتماعات الدولية المقررة للبحث والوصول الى حلول مقبولة من طرفي النزاع (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) حول القضايا الكبرى العالقة: أبيى -الاستفتاء - الحدود ...الخ. وسط هذه الأجواء، وصل رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون كيري إلى الخرطوم في زيارة غير معلن عنها مسبقاً، وهي الثانية له للسودان خلال شهر. المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية قال إن زيارة "كيري" تأتي في إطار استكمال المشاورات مع مسؤولي الحكومة. وخلال الفترة القصيرة التي أمضاها "كيري"، انخرط في اجتماعات متواصلة مع المسؤولين السودانيين، شملت النائب الثاني لرئيس الجمهورية ومستشار الرئيس د. غازي صلاح الدين ورئيس جهاز الأمن القومي ووزير المالية، والدكتور محمد ابراهيم خليل رئيس مفوضية الاستفتاء، الذي اجتمع به مطولاً، ونقل عن رئيس المفوضية أنه قد أبلغ المسؤول الأميركي بأن هنالك صعوبات عملية ومالية مع ضيق الوقت المتبقي ليوم التاسع من يناير (المقرر للاستفتاء حول مصير الجنوب). الموعد لإجراء الاستفتاء غير كاف لعملية تعتبر مفصلية وذات أهمية تتعلق بمصير وطن نشأ قبل قرون ومع ذلك، فإننا مطالبون بتنفيذ العملية في فترة ضيقة جداً، ولكن لن يمكن إنجازها بكفاءة عالية كما قال خليل، وكانت المفوضية قد اقترحت على شريكي نيفاشا تأجيل إجراء الاستفتاء وهو الاقتراح الذي رفضه الشريكان. من جانبه أكد "كيري" أنه يقدر الجهود التي بذلتها المفوضية بالرغم من ضيق الوقت وتأخر التمويل، وقال إن رئيس المفوضية مشهود له بالكفاءة، وله خبرة طويلة في العمل العام، وأنهم يثقون فيه لإنجاز هذه المهمة التاريخية، ووعد بتكثيف اتصالاته مع الجهات المعنية للالتزام بتعهداتهم للمضي نحو الترتيب الأمثل للعملية. وكان مستشار الرئيس قد صرح بعد اجتماعه بكيري بأنه قدم شرحاً وافياً للمسؤول الأميركي للمشهد السياسي السوداني والشعور السائد بأن سياسة الإدارة الأميركية تجاه السودان لا تسير على الطرق الصحيح، وطالبه بتعديل المسار الذي يخدم مصالح الطرفين، وقال إن السيناتور كيري، قد تفهم الموقف، وحمل وعداً خطياً من أوباما برفع العقوبات الأميركية عن السودان، ورفع اسمه من لائحة الدول الراعية للإرهاب بعد ستة أشهر من إجراء الاستفتاء. لكن المسؤول السوداني قال له إن السودانيين لن يثقوا بالوعود الأميركية وجديتها، وإذا أرادت الإدارة إعادة وبناء علاقات جيدة مع السودان، فلتبدأ من الآن وقبل الاستفتاء في تنفيذ بعض وعودها. وقال صلاح الدين للصحفيين إنه علم أن "كيري" حمل معه حزمة من المقترحات لترتيب الأمور بين الجنوب والشمال لما يعرف بفترة ما بعد الاستفتاء (المحدد لها عامين) وأنه لم يطلع عليها بعد. بعد هذا النشاط الجم والتحركات سريعة الخطى للإدارة الأميركية وإصرارها على إجراء الاستفتاء فى موعده، انصبت تعليقات الدوائر السياسية على ما وصفته بالتدخل أو الوصاية الأميركية، حتى من قِبل "الحركة الشعبية" المتهمة بـعلاقاتها الخاصة مع الأميركيين. فقبل أن يغادر "كيري" الخرطوم متجهاً لجوبا، أطلق وزير مجلس الوزراء والقيادي البارز في "الحركة الشعبية" تصريحاً أعرب فيه عن (تخوفه من أن تفقد "الحركة" الثقة والثقل في مساعدة الطرفين على حل القضايا العالقة في نيفاشا وعلى رأسها مسألة أبيي بسبب ما أسماه المواقف المهزوزة والمتباينة وغير المنسقة لأميركا. وأبدى عدم تفاؤله بنجاح أميركا في إحداث أي اختراق في المفاوضات بشأن أبيي. وقال إن الحركة غير مرتاحة للتدخل الأميركي بالتناقض، وإن الشريك الآخر "المؤتمر الوطني"، لا يثق فيها ورأى أن تمديد الإدارة لعقوباتها المفروضة على السودان في هذا التوقيت الذي يتواجد فيه الساسة الأميركيون يقلل من التأثير في المفاوضات المقبلة. "كيري" وعد غازي بتبنيه الشخصي لخط السلام في السودان من خلال علاقته الوثيقة بأوباما، لكن المسؤول السوداني صرح (إن النهج الأميركي المتبع من إدارة أوباما لا يخدم الخط الذي تطرحه علناً تجاه السودان معتبراً عدم رفع العقوبات أهم القضايا العالقة أمام توثيق العلاقات بين الجانبين). وهكذا اتفق الشريكان المختلفان على رأي حول الدور والموقف الأميركي. ويبقى السؤال: لماذا هذا "الاهتمام الشديد" بأبيي والاستفتاء والإصرار عليهما من قبل الأميركيين؟ عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©