دبي - سامي أبو العز:
لم تكن تعلم ان الله سبحانه وتعالى قد كتب لها طريق الهداية، وان طريقها إلى جنة الخلد قد كتب بحروف من نور· فمنذ نعومة أظافرها وإدراكها لمعنى الوجود كانت مازهيا فلوريس من الفلبين تتدبر كثيرا في معنى الخلق والخليقة، ولم تشبع ديانتها السابقة حاجتها الملحة في المعرفة، فانصرفت عنها، وأصبحت لا تمارس أياً من شعائرها، ولم يعد للدين دور في حياتها وكانت تعتقد أنه لا يؤثر على أمورها اليومية المتكررة·
نور الكعبة المشرفة
وتحكي الأخت ''كريمة'' وهذا اسمها الذي اختارته لنفسها بعد ان منَّ الله عليها بالإسلام، مؤكدة ان الكعبة المكرمة لعبت دورا رئيسا وكانت سببا مباشرا في دخولها الإسلام·· وتقول: أثناء جلوسي أمام التلفزيون شاهدت آلاف الحجاج يطوفون حول الكعبة المشرفة في مكة المكرمة خلال موسم الحج في روحانية وإيمان وتآخ لا يفرق بين الناس فلا تمييز بين غني وفقير ولا أبيض أو أسود الكل سواسية فتعجبت وشقَ شعاع من نور الطريق إلى قلبي فقد أحسست باهتزاز في كياني وشغف شديد لمعرفة المزيد عن هذا الدين الذي جمع القلوب من كافة بقاع الأرض على حبه، وأصبحت لدي قناعة أكيدة أن هذا الإجماع لا يكون الا على أمر عظيم·
وتواصل كريمة: بحثت سريعا عمن يجيب على عشرات الأسئلة الحائرة التي تبادرت إلى ذهني عن الإسلام، وكانت البداية المسعفة عن طريق شبكة الانترنت فعلمت أن عدد الحجاج تعدى المليونين، بالإضافة إلى أهل المملكة العربية السعودية وسكان المدن السعودية الوافدين من الخارج، فشد انتباهي هذا العدد الكبير والنظام البديع والالتزام في أداء شعائر الحج وطواف هذه الملايين من البشر حول الكعبة المشرفة، والكل يتسابق على الاقتراب منها والنظر إليها وتقبيل الحجر الأسود· وعندما استفسرت لماذا يقبل المسلمون هذا الحجر الأسود؟ أخبروني أن هذا الحجر قطعة من الجنة وأن الرسول محمد -صلى الله عليه و سلم- كان يقبل هذا الحجر ولذلك يقبله المسلمون الآن، وبعدها بدأت أطرح تساؤلات مستمرة حول أداء فريضة الحج والشعائر الأخرى·
ولكن أين الطريق إلى الإسلام في ظل هذه الظروف التي تعيشها في بلادها، فلا يوجد في أسرتها من يقدر ما حدث لها بسبب عدم معرفتهم بالدين الإسلامي·
جاء الفرج
وتقول كريمة: على نحو ما شرح الله صدري للإسلام وجعل قلبي ينبض بالإيمان دون أن أنطق بالشهادتين·· كنت أدرك ان الله الذي هداني إلى طريقه لن يخذلني أبدا وأنني لن أضيع بعد هذا اليوم، فرفعت رأسي إلى السماء وقلت يا ربّ أكمل علي نعمتك فكان الفرج القريب حيث جاءتني رسالة من صديقتي في دبي تخبرني أنها وجدت لي عقداً للعمل كبائعة في محل ملابس، ولم أصدق أنني سوف أسافر إلى دولة الإمارات الإسلامية العربية المتحضرة ذات التاريخ والحضارة·
وأضافت كريمة ما ان وصلت إلى دبي حتى طلبت من زميلاتي المسلمات إرشادي إلى الطريق السريع لإشهار إسلامي الذي دخل عقلي، وسيطر على قلبي دون النطق بالشهادتين· وكانت البداية ونقطة الانطلاق إلى طريق الحق والهداية حين وصلت إلى ''دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري'' بدبي، حيث أشهرت إسلامها ونطقت بالشهادتين لأول مرة في قسم المسلمين الجدد، وحقق الله سبحانه وتعالى أمنيتها بالإسلام، ورزقها بأغلى النعم، لتنضم إلى قائمة الصائمين الجدد خلال الشهر الفضيل·
عدد اليوم
