شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الليلة الماضية حفل افتتاح معارض «الخليج في الخرائط التاريخية» و«مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة» و «الفن المعاصر بدولة الإمارات» و«التراث الشعبي الإماراتي» التي تقام في متحف الفنون المعاصرة في باساو الألمانية، وذلك ضمن فعاليات «أيام الشارقة الثقافية» في باساو . وتقدم هانس ورلن مؤسس متحف الفنون المعاصرة في باساو في كلمة له خلال حفل الافتتاح بالشكر الجزيل لصاحب السمو حاكم الشارقة الذي سعى من خلال مبادرة «أيام الشارقة الثقافية» إلى تعريف زوار وعشاق الفن عبر هذا المتحف بثقافة وفن العالم العربي عامة والشارقة على وجه الخصوص.
وقال «إن هذه التجربة التي نفتخر اليوم بتطبيقها على أرض الواقع في باساو تدعونا لنستثمرها بشتى الطرق للتعرف إلى هذه الثقافة والحضارة التي طالما سمعنا عنها الشيء الكثير ولكنها اليوم بيننا».
من جانبه أشار نائب عمدة مدينة باساو رئيس مجلسها البلدي في كلمة ألقاها نيابة عن عمدتها يورجين دوبار إلى العلاقة التي تربط مدينة باساو بالعالم العربي .
وقال إن هذه العلاقة ليست حديثة فقد وجد خلال بحثه في المخطوطات القديمة التي تحتفظ بها المدينة مخطوطاً كتبه رحالة عربي كان قد زار باساو وتحدث عن جمالها وبعض مميزاتها وخصال أهلها، منوهاً بأن ذلك كان في بدايات الألفية الأولى الميلادية أي قبل ما يوازي ألف سنة تقريباً وها نحن اليوم ومن خلال مشروعنا الكبير «الناس في أوروبا» الذي تبنيناه منذ عدة سنوات نجدد هذه العلاقة ونوطدها ونعمقها عبر تواجد الشارقة بيننا.
ومن جهته قال عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة خلال كلمة الدائرة الجهة المنظمة «لأيام الشارقة الثقافية»: «إن التواصل الثقافي يتجدد بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية في إطار برنامج أيام الشارقة الثقافية الذي يشهد توسعاً في دول العالم لتوطيد العلاقات مع الشعوب من خلال إبراز المشهد الثقافي العربي المعاصر الذي يستلهم إبداعه من تاريخ الحضارة العربية العريقة» .
وأضاف العويس: «أن هذه المناسبة تسهم في الإطلاع عن قرب على ثقافة وتقاليد الدول الصديقة التي تربطنا بها علاقات متميزة وتسعى أيام الشارقة الثقافية لتعزيزها على الدوام بفضل رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة من خلال حرص سموه على دعمها وتأكيد حضورها في كافة المحافل الدولية».
من جانبها تحدثت مديرة متحف الفنون المعاصرة في باساو في كلمة لها عن أهمية الفنون وإسهاماتها الفاعلة في مد جسور التواصل بين شعوب العالم أجمع ، مؤكدة أن الفن لغة يفهمها العالم أجمع بكل لغاته وأديانه ومعتقداته وهو حري بأن يحقق ما عجز عنه الآخرون.
من جانبها قدمت الفنانة الألمانية فونتر كولن لمحة إلى العلاقة الوطيدة التي تربط الشارقة بألمانيا، مشيرة إلى الاهتمام الكبير الذي يحظى به الفن في إمارة الشارقة.
وقدمت فرقة الشارقة للتراث الفني مقطوعتين من الموسيقا التقليدية تفاعل معها الجمهور الذي احتشد في القاعة الرئيسية في متحف الفنون المعاصرة في باساو، ثم تجول صاحب السمو حاكم الشارقة وانجيلكا ديكمان صاحبة دار عائلة ديكمان للنشر ومنظمة أيام الشارقة الثقافية في باساو في المعارض المرافقة للأيام الشارقة بدءا من معرض الفن المعاصر وتفقد الأعمال المعروضة فيه والتي نفذها عدد من الفنانين الإماراتيين.
ثم تفقد سموه معرض «الخليج في الخرائط التاريخية» وهي جزء من مقتنيات دارة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للدراسات الخليجية التي تحكي تطور الدراسات التاريخية للخليج العربي عبر العصور المختلفة.
كما شاهد الحضور نماذج من مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة التاريخية باللغات المختلفة بجانب عدد من المؤلفات الأدبية والفنية وآخر إصدارات سموه كتابي «سرد الذات» باللغتين العربية والإنجليزية و«حديث الذاكرة» .
ومن بين أجنحة المعرض شاهد زوار المتحف قاعة مخصصة لعرض نماذج من الأدوات التقليدية القديمة كالآلات الموسيقية ومعدات وأواني المطبخ العربي القديم ، إضافة إلى نماذج لبعض أدوات زينة المرأة العربية قديما كالحناء والعطورات الشرقية والأزياء التقليدية.
وفي نهاية الجولة تعرف الحضور إلى جناح بينالي الشارقة الدولي للفنون.
إلى ذلك قام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يوم أمس الأول بزيارة إلى جامعة باساو بجمهورية ألمانيا الاتحادية.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الجامعة رئيسها الأستاذ الدكتور فالتر شفايتس والأستاذ الدكتور فولفجانج هاو نائب رئيسها لشؤون العلاقات الدولية وعدد من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية بالجامعة.
وألقى رئيس الجامعة كلمة رحب فيها بالحضور وقال : «إنه من دواعي سروري أن أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو حاكم الشارقة على تقبله لدعوتنا وتشريفه لنا بزيارته الكريمة هذه وإنه لمكسب كبير لنا أن تتواجد بيننا اليوم شخصية مهمة مثل شخصية سموه لننهل منه ومن خبراته السياسية والأدبية والعلمية».
وأشار إلى أن جامعة باساو تعد من الجامعات الشابة ذات بنية حديثة حيث تم تشييدها في عام 1978 إلا أنها استطاعت ورغم عمرها المتواضع أن تتمتع بسمعة طيبة في الدراسات والبحوث.
واستطرد قائلاً إن الجامعة تضم ثمانية آلاف و700 طالب يشكل البافاريون منهم نسبة 60 بالمائة أما البقية من الولايات المجاورة أو من أقطار من مختلف قارات العالم.
ثم تفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بإلقاء كلمة استهلها بتقديم الشكر لرئيس الجامعة وكافة من أسهم في الإعداد لهذه الزيارة، وكذلك حفاوة الاستقبال، مؤكداً سموه أن إقامة الجامعات مطلب أساسي من مطالب الحياة المعاصرة فبها يستطيع المرء أن يبني مجتمعه الذي ينتمي إليه وأن يبني المجتمعات الإنسانية الأخرى بالفكر الذي يحمله والعلم الذي تلقاه.
وقال سموه: « إننا في الشارقة وعندما عزمنا على بناء المدينة الجامعة قمنا بزيارات متعددة للعديد من الدول كي نتزود من خبرات الآخرين ونبدأ من حيث ما وصلوا وبالفعل وخلال فترة وجيزة لم تتعد 12 شهراً استطعنا أن نضع الخطط ونشيد البنيان ونفتح أبواب الجامعات أمام أبنائنا الطلبة وها نحن الآن نضم في مختلف جامعات المدينة الجامعية أكثر من 30 ألف طالب وطالبة.
وأضاف سموه «أنه بعد تلك السنين التي عملنا بها وحققنا فيها ما كنا نطمح إليه ها نحن اليوم نعمل جنباً إلى جنب مع كبريات جامعات العالم في مجالات البحوث والدراسات لنمكن أبناءنا الطلبة من التزود بمختلف العلوم ونفتح لهم المجال للبحث والدراسة» .
وبعدها دعا صاحب السمو حاكم الشارقة والوفد المرافق للتجول في الجامعة والتعرف إلى مرافقها المتعددة ومناظرها الخلابة التي تطل على أحد روافد نهر الدانوب واستمع سموه خلال الجولة لشرح مفصل من رئيس جامعة باساو حول مبنى الإدارة ومكتبة الجامعة ومركز الحاسب الآلي وكلية الفنون وقاعة استراحة الطلبة والحديقة الخارجية للجامعة.
وقدمت فرقة الشارقة للتراث الفني أثناء الجولة عدداً من اللوحات الموسيقية من التراث الإماراتي وشدت إليها بإيقاعاتها المتناغمة أنظار الطلبة الذين تحلقوا حولهم لمشاهدتهم ومتابعة فنونهم.
وتم في ختام الزيارة تبادل الهدايا بين الجانبين حيث قدم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي النسخة الإنجليزية من كتابة «سرد الذات» إلى الأستاذ الدكتور فالتر شفايتس الذي قدم بدوره كتاب الجامعة لسموه.
جولة في الساحات والمباني الأثرية
قام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والوفد المرافق بجولة في مدينة باساو زاروا خلالها الميادين والساحات والمباني الأثرية وتعرفوا إلى أقدم صيدلية في ولاية بافاريا والتي وجدت في عام 1384 بأيدي الإيطاليين، وتابعوا جولتهم في المدينة على قلعة «فيس أور هاوس» والتي تم تشييدها في عام 1299 وتحمل طابعاً مميزاً في عمرانه وموقعها الذي يقع على هضبة مرتفعة تطل على نهر الدانوب.
وكان قد رافق سموه في زيارته لجامعة باساو وفي جولته بالمدينة عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام والدكتور عمرو عبدالحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي وهشام عبدالله المظلوم مدير إدارة الفنون بالدائرة وعبدالعزيز عبدالرحمن المسلم مدير إدارة الثقافة والتراث وعلي إبراهيم المري مدير دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية.
عدد اليوم
