تحقيق- أحمد مرسي:
تصوير- إحسان ناجي :
لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الكبير الذي يقوم به الصيدلي في التخفيف من معاناة المرضى أو المترددين عليهم وتقديم الوصفة الطبية السليمة في علاجهم بل والقيام بدور المسعفين والمسكنين لآلام· ولكونهم ضمن قائمة غير كبيرة من الفئات التي تحول ظروفهم العملية دون تناول وجبة الإفطار في رمضان بصورة مستمرة وسط أهاليهم وبين أصدقائهم، فقد حتّمت عليهم الظروف أن يتناولوا ولأيام كثيرة وجبة الإفطار في مقر عملهم تحسباً لورود أية حالة قد تحتاج إلى المساعدة، وعليه يقومون بتقديم ''روشتة'' التخفيف من آلام ومعاناة الصائمين حال تعرضهم للأمراض خاصة تلك الناجمة عن سوء التعامل مع المعدة في رمضان·
الدكتور تنوير محمد، يعمل باحدى الصيدليات بالشارقة، يرى أن الصيدلي صاحب مهنة تجعله في مصاف ''الممنوعين من الإفطار'' بصورة دائمة وسط أهله وبين أسرته حيث تجبره الظروف في أوقات كثيرة على التواجد في العمل وتلبية متطلبات المترددين عليه وقت الإفطار مباشرة، بل وتناول إفطاره بشكل سريع أثناء عمله، منوهاً إلى وجود الكثير من الصائمين الذين يترددون على الصيدليات وقت الإفطار، خاصة ممن يعانون مشاكل في عسر الهضم والمغص والارتفاع في درجات الحرارة والقيء والإسهال والصداع وغيرها من الأمراض التي يتعرض لها الصائمون وتتطلب تقديم الرعاية والعناية من الصيدلي في الوقت نفسه·
توجيه ومتابعة
''تخفيف آلام مريض أو التقليل من معاناته أمر يدخل البهجة والسرور على نفس أي صيدلي يعشق عمله ويخلص في أدائه''، بهذه العبارة بدأ الدكتور رياض محمد الشريف، صيدلي مسؤول بإحدى الصيدليات بالشارقة حديثة حول طبيعة العمل في رمضان خاصة وقت أذان المغرب، مضيفاً: أن عمل الصيدلي يتطلب منه التواجد في أي وقت وتحت أي ظرف ولا يرتبط بصرف ''الروشتة'' فقط وإنما يكون هناك توجيه ومتابعة من قبله للمريض بطريقة أخذ الدواء وتحديد جرعاته وإقرار مواعيده السليمة التي تأتي بالنتائج الطيبة في صالح المريض، موضحاً أن هناك الكثير من الحالات التي ترد إلى الصيدليات سواء في وقت الإفطار أو بعدة مباشرة تتطلب التعامل معها على وجه السرعة للتخفيف من آلام أصحابها وخاصة فيما يتعلق منها بآلام المعدة وعسر الهضم والصداع، مشيراً إلى أن الصيدلي اعتاد على التعامل مع مثل هذه الحالات وقت الإفطار مباشرة وأصبح على دراية تامة بها·
وصفة صحية
وذكر الشريف: أن غالبية الصائمين يجهلون تماماً الطريقة السليمة للتعامل مع وجبة الإفطار ويقعون في طائلة الإرهاق والإعياء وآلام المعدة والصداع طوال أيام الشهر الكريم، إلا أنهم سيكونون في حالة صحية جيدة لو اتبعوا وصفة سهلة وبسيطة في التعامل مع الوجبة، وذلك بتناول التمر والحليب في البداية ومن بعدها أداء الصلاة ثم تناول وجبة قليلة وعدم إرهاق المعدة بكميات كبيرة ومتنوعة من المأكولات والمشروبات مثلما يفعل الكثيرون مما يعطي الفرصة للمعدة الهضم بسهولة ويسر، ومن ثم التوازن في الدورة الدموية وعلى أساسها لا يصاب الصائم بالصداع·
صوموا تصحوا
من جانبها أشارت حنان عبد الرحمن، مساعد صيدلي، إلى ضرورة أن ينتبه الناس لطبيعة الأكل الذي يتناولونه أثناء وجبة الإفطار في رمضان ولا يفرطوا فيها لأن الصوم فيه صحة أكثر للجسم عن الأيام العادية، مؤكده على ضرورة تواجد صيدلي مناوب في كل صيدلية وقت الإفطار نظراً لوجود حالات كثير من الطوارئ التي تستدعي مساعداته وهو ما يعيق من تمتعه بالإفطار بشكل دائم بين أفراد أسرته· وأضافت أن غالبية الأهل أصبحوا يتفهمون جيداً طبيعة عمل الكادر الطبي على وجه العموم ويقدرون أحوالهم العملية والحاجة إليهم في جميع الأوقات مما يسر من معاناتهم وجعلهم راضين ومؤمنين بالدور الكبير الذي يقومون به·
أدوية رائجة
ويرى أشرف ديروت، مساعد صيدلي، أن من أجمل الأعمال المحببة لديه تقديم المساعدة للغير والتضحية بالوقت والجهد في الوقت الذي يحتاج إليه الآخرون بل والسهر أيضاً تحسباً لورود حالات تتطلب مساعدة وتقديم لها الدواء الذي من الممكن أن يكون فيه لحظة النجاة لمريض عانى الصعاب للوصول إليه· وأضاف: بحكم عملي خلال سنوات بسيطة بالمهنة، اكتشفت أن هناك أنواعاً معينة من الأدوية يكون لها رواج أكثر من غيرها وقت الإفطار وبعده مباشرة، ومعظمها مرتبط بآلام ومشاكل المعدة والصداع وذلك لسوء التعامل مع الأكل في رمضان والزيادة المفرطة في أكثر عنصرين ضرراً على صحة الإنسان ''الأبيضين''، الملح والسكر، إضافة إلى معانات أصحاب الأمراض المزمنة في عدم تناول الأدوية بشكل منتظم كما كانوا عليه في الأيام العادية، وكلها أمور ساهمت بقدر كبير في التردد على الصيدليات وقت الإفطار وبعده، وجعلت الصيدلي على استعداد تام لتقديم واجبه المهني في أي وقت·
عدد اليوم
