الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكايات من التراث

حكايات من التراث
17 أكتوبر 2006 02:05
قصتان التطفل روي عن عبدالرحمن بن عمر الفهري أنه قال، أمر المأمون أن يحمل إليه عشرة من أهل البصرة كانوا قد رموا بالزندقة فحملوا فرآهم أحد الطفيلية قد اجتمعوا بالساحل فقال ما اجتمع هؤلاء إلاَّ لوليمة فدخل معهم ومضى بهم الموكلون إلى البحر وأطلعوهم في زورق قد أعد لهم، فقال الطفيلي لا شك أنها نزهة فصعد معهم في الزورق فلم يكن بأسرع من أن قيدوا وقيد الطفيلي معهم فعلم أنه قد وقع ورام الخلاص فلم يقدر· وساروا بهم إلى أن دخلوا بغداد وحملوا حتى دخلوا على المأمون وحين مثلوا بين يديه، أمر بضرب أعناقهم فاستدعوهم بأسمائهم حتى لم يبق إلاَّ الطفيلي وهو خارج عن العدة· فقال لهم المأمون: من هذا ؟ قالوا: والله ما ندري يا أمير المؤمنين غير أنا وجدناه مع القوم فجئنا به· فقال له المأمون: ما قصتك ؟ قال يا أمير المؤمنين، امرأتي طالق إن كنت أعرف من أقوالهم شيئاً· ولا أعرف غير لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما رأيتهم مجتمعين فظننت أنهم يدعون إلى وليمة فالتحقت بهم· فضحك المأمون ثم قال: بلغ من شؤم التطفل إن أحلّ صاحبه هذا المحل، لقد سلم هذا الجاهل من الموت ولكن يؤدب حتى يتوب· ذكاء أخوة قيل سار مضر وربيعة وإياد وإنمار أولاد نزار بن معد إلى أرض نجران، فبينما هم يسيرون إذ رأى مضر كلأً قد رعى فقال البعير الذي رعى هذا أعور فقال ربيعة وهو أزور وقال إياد وهو أبتر وقال إنمار وهو شرود ، فلم يسيروا إلا قليلاً حتى لقيهم رجل على راحلة فسألهم عن البعير فقال مضر أهو أعور قال نعم قال ربيعة أهو أزور قال نعم قال إياد أهو أبتر قال نعم قال إنمار أهو شرود قال نعم ، فقال الرجل والله هذه صفات بعيري دلوني عليه · فحلفوا أنهم ما رأوه فلزمهم وقال فكيف أصدقكم وأنتم تصفون بعيري بصفته، فساروا حتى قربوا نجران فنزلوا بالأفعى الجرهمي، فنادى صاحب البعير هؤلاء القوم وصفوا لي بعيري بصفته ثم أنكروه فقال الجرهمي: كيف وصفتموه ولم تروه فقال مضر رايته يرعى جانبا ويترك جانبا فعلمت أنه أعور وقال ربيعة رأيت أحدى يديه ثابتة الأثر والأخرى فاسدة الأثر فعلمت أنه أفسدها بشدة وطئه لأزواره وقال إياد عرفت بتره بأجتماع بعره ولو كان زيالا لتفرق وقال إنمار عرفت أنه شرود لأنه كان يرعى في المكان الملتف نبته ثم يجوزه إلى مكان أرق منه وأخبث فقال الجرهمي: ليسوا بأصحاب بعيرك فاطلبه، ثم سألهم من هم فأخبروه فرحب بهم وأضافهم وبالغ في إكرامهم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©