الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بولت «ماكينة حصاد للألقاب»

بولت «ماكينة حصاد للألقاب»
12 أغسطس 2013 21:47
موسكو (ا ف ب) - استعاد الملك أوساين بولت عرشه في سباق 100 متر بتتويجه بذهبية بطولة العالم الرابعة عشرة لألعاب القوى المقامة حالياً في موسكو، وأكد الأسطورة الجامايكي عن جدارة أنه «ماكينة حصاد للألقاب»، قد يفهم البعض من «استعاد عرشه» أن بولت فقد اللقب العالمي بخسارة في الدور النهائي، لكن الواقع أنه ضاع بسبب انطلاقة خاطئة في مونديال دايجو 2011 في سباق كان سيظفر بمركزه الأول من دون أدنى شك، لكن القوانين لا ترحم، واستبعد بولت ليذهب اللقب إلى زميله في التدريبات مواطنه يوهان بلايك، منذ ذلك الحين وبولت يخفي غصته وأن بقي العرش العالمي جامايكياً، ففي مونديال دايجو نفسه ابتعد عن وسائل الإعلام، وكان قاب قوسين أو أدنى من الانسحاب من سباقي 200 متر والتتابع 4 في 100 متر، لكنه فكر ملياً، واختار مواصلة مشواره في المونديال الكوري، حيث حقق الثنائية، كانت الثنائية مصدر إلهام لبولت بحسب تصريحاته، لاستعادة معنوياته، وقال في هذا الصدد: «زلزال دايجو كان مدوياً لم أهضم الخسارة خصوصاً أنني لم أخطُ خطوة واحدة في السباق النهائي، كان يتعين علي اتخاذ القرار المناسب، فالخسارة أمر وارد دائماً ليس في ألعاب القوى وليس هناك بطل لا يهزم أو رقم لا يحطم، وبالتالي كان لزاماً أن تستمر الحياة ويستمر معها بولت». تعلم بولت الدرس جيداً وعمل جاهداً منذ ذلك التاريخ على تحسين انطلاقته ما انعكس إيجاباً على نتائجه، ليكون الرد قوياً وفعالاً الصيف الماضي في أولمبياد لندن 2012 عندما كرر ثلاثيته التاريخية في بكين 2008 (100 متر و200 متر والتتابع 4 في 100 متر»، كما أن تفوقه في أسرع سباق في العالم جاء على حساب من جرده من اللقب العالمي في دايجو، بلايك. سداسية أولمبية، وخماسية عالمية، أضاف إليها لقبا سادساً أمس الأول، وهو مرشح لرفع غلته العالمية إلى 8 ألقاب، وبالتالي معادلة رقم الرياضي الأكثر تتويجاً في بطولة العالم الأميركي كارل لويس «8 ذهبيات». إنه ماكينة حصد للألقاب بكل ما في الكلمة من معنى، تنفس بولت الصعداء بعدما استعاد اللقب العالمي، وتخلص من ضغط خانق استمر عامين، وإن كان يصرح في كل مرة آخرها عقب التتويج أمس الأول على ملعب لوجنيكي بإن فوزه ليس ثأرياً لما حصل قبل عامين. قال بولت: «السباق كان من أجل الاستمتاع، لم يكن ثأراً لما حصل في دايجو، جئت هنا من أجل الفوز باللقب»، وأضاف موجها كلامه إلى الصحفيين: «لا يمكنني نسيان ما حصل في دايجو لأنكم تذكرونني في كل مرة بالانطلاقة الخاطئة التي ارتكبتها»، لكن وراء ابتسامات وإيماءات بولت يختبىء رجل محترف يستغل الفشل للعودة إلى الطريق الصحيح. قبل شهر من المونديال، افتقد «البرق» للحيوية والكل كان يهدف لإسقاط عرشه، أكان في البحر الكاريبي أو في الولايات المتحدة «جاستن جاتلين وتايسون جاي»، خصوصاً عندما نجح جاتلين في الفوز عليه في لقاء روما ضمن الدوري الماضي. انقلبت الأمور رأساً على عقب في الأسابيع الأخيرة بانسحاب بلايك بسبب الإصابة، واستبعاد جاي والجامايكي الآخر آسافا باول بسبب تناول المنشطات، فخلت الساحة أمام بولت نسبياً، حيث رشحه الجميع لاستعادة اللقب باستثناء ارتكابه لانطلاقة خاطئة. لكن بولت أثبت في سباق أمس الأول أنه قادر على الفوز، حتى في ظل وجود منافسيه الشرسين، ووقف الإعصار بولت في وجه «العاصفة الهوجاء» التي هبت على العاصمة موسكو قبل دقائق قليلة من انطلاق السباق النهائي، كما وقف في وجه المطر وسباعي الدور النهائي بينهم جاتلين وثلاثي جامايكي مؤلف من نيستا كارتر ونايكل اشميد وكريمر بايلي كول، وقال بولت: «أنا سعيد ولكنني كنت أرغب في تحقيق أفضل مما حققته»، مضيفاً «عانيت من شد في قدماي بعد نصف النهائي، لا أعرف لماذا، وبالتالي فإن تحطيم الرقم القياسي لم يكن وارداً، وبالتالي خضت السباق من أجل الفوز فقط»، وتابع: «في جامايكا لا ينتظرون مني أقل من ذلك، إنهم يتمنون دائماً أن أسيطر». وأضاف: «كنت مطالباً بتقديم سباق جيد، خاصة في ظل وجود عداءين يتقنان الانطلاقة الجيدة هما جاتلين وكارتر، كان يتعين علي الانتباه جيداً في الـ50 متراً الأولى دون إعارة الاهتمام إلى جاتلين لأنني أعرف بأنه سيكون في المقدمة بعد 50 متراً، إنه ليس بالعداء الذي الذي ينهار تحت الضغط، وبالتالي كان يتعين عليّ التركيز من أجل بلوغ الهدف وهو ما حققته». وأردف قائلاً: «لم أكن خائفاً من الخسارة لأنني أعرف ما يتعين عليّ فعله، جئت هنا من أجل الركض واستعادة قمة مستواي، سأكون سعيداً لو فزت أو خسرت أو تعادلت، لأنني أعرف بانني جئت هنا وقدمت أفضل ما لديّ». وتابع: «للوصول إلى هنا، كان الموسم طويلاً، كانت هناك لحظات توقف وعثرات أعادتني إلى الوراء، لكنني حظيت بثقة مدربي، وكنت أعرف بأنه سيقودني إلى قمة مستواي في بطولة العالم». وختم: «كنت أرغب في الركض بسرعة كبيرة، ولكن هذا اليوم كان من أجل الركض تحت المطر وليس الغناء تحت المطر. المطر يعيق جميع العدائين، وبالتالي من الصعب تحقيق رقم قياسي». بلغ بولت هدفه وهو الذي أعلن مطلع العام الحالي: «بالنسبة لعام 2013، الهدف هو العدو بسرعة وإحراز لقب 100 متر في بطولة العالم في موسكو». لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الأهداف التي تحددها الأسطورة كي تحافظ على شهيتها؟ الانتقال الى الوثب الطويل، لتحطيم أسطورة كارل لويس «بطل العالم الرباعي في المسابقة»؟ أو الانتقال الى سباق 400 متر؟ بولت محترف حقاً، لكنه ليس مازوشيا ربما، عام 2014 سيشارك في ألعاب الكومنولث في جلاسجو لتطويق اللقب الأخير الذي يفتقده في مسيرته الزاخرة، وربما يشارك هناك في الوثب الطويل. وفي 2016، سيبحث عن «الثلاثي المثلث» في سباقات 100 و200 و4 في 100 متر في ألعاب ريو دي جانيرو، بولت يعدو بسرعة لدرجة أننا نسينا بأنه سيبلغ الثلاثين عند انتهاء الغاب ريو 2016، في بلاد كرة القدم سيحين وقت اعتزاله ألعاب القوى، لممارسة كرة القدم ربما، وقال بولت الذي يعشق مانشستر يونايتد الإنجليزي: أعتقد أنه بعد ريو دي جانيرو، سأعتزل ببساطة وسأرى ما إذا كنت جيداً في كرة القدم، الأسطورة لديها الحق بتحقيق حلم الطفولة أيضاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©