السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مناصحة في المصلحة

31 أغسطس 2014 23:35
خطوة في طريق الخير والسلام تلك التي اتخذتها الدولة بشأن تصحيح مفاهيم من ضل الطريق ووقع في غواية شياطين الجن والإنس ممن سعوا في الأرض خرابا وودوا لو أكثروا فيها الفساد، مراكز مناصحة التي قرر مجلس الوزراء مشكورا إنشاءها ما هي إلا نتيجة مقدمات تورط بعض المواطنين في منظمات وتكتلات استترت بثوب الإسلام الناصع لتبطن نواياها المتدنسة بالخبث والخبائث، وتنطوي على مآرب دنيوية مادية لا تمت إلى الدين بصلة والإسلام منها براء، منظمات أخطبوطية حقنت سمومها في دماء بسطاء التفكير والسفهاء والحمقى ممن ظنوا في أنفسهم الفطنة والحنكة والعلم الواسع الذي لا يعتريه الشك، استخدمتهم تلك المنظمات أدوات طائعة عمياء صماء يفعلون ما يؤمرون. علم بني البشر كالطعام الذي يأكلون، يستفيد منه الصحيح الخالي من الأمراض، أما المريض فلا تزيده أغلب المأكولات سوى علل، فكم من عالم منكر للخالق سبحانه وكم من أمي يزن بفكره الثاقب وبعد ناظره مئات الشهادات المفلسة من الفكر المعافى. إن التعويل على توفيق الله سبحانه للمسؤولين في اختيار الأكفاء لهذه المراكز سواء قدموا من الميادين الدينية أو النفسية أو الاجتماعية، محيطين بأبعاد مهمتهم، مدركين مع من يتعاملون، متسلحين بالصبر والحكمة، متمسكين بالنجاح في سعيهم للخير، فاجتثاث التوجهات المريضة من المبتلى بها أشد صعوبة من استئصال الأورام الخبيثة والتخلص من بقاياها الخطرة التي ما تلبث أن تكون ورما آخر يهدد الحياة وينذر بإنهائها. تعاون المجتمع بمختلف أفراده للإبلاغ عن أي متورط أو مشتبه به واجب يحتمه حب الله والوطن، وقد نسمع من زوجة ارتابت تصرفات زوجها أو أم استشعرت شيئا في يوميات ابنها «كيف أبلغ عن الغالي ما يهون علي» إنها مراكز لتقديم الإرشاد والنصح واسترجاع أبنائنا المفتنين إلى واقع الحق، وتذكيرهم بواجب طاعة أولي الأمر استبعادا للفتن التي ماشبت حرائقها في وطن حتى أتت على يابسه وأخضره، وإطلاعهم على ماغفلوا عنه من عيشة كريمة حسدوا عليها من قريب وبعيد، عدسة تكبر لهم صور الإنجازات التي حققتها الدولة بفضل الله الذي من عليها بوئام حكامها وأمان أراضيها الذين يسعون إلى تبديده. وكم نتمنى أن تدخل المناهج المدرسية مناصحة بشكل وقائي متمثلة في بعض الدروس الدينية والمحاضرات النفسية والتوجيهات الاجتماعية فالوقاية دائما وأبدا خير وأسهل وأقصد من العلاج، ولو يقتصر الأمر على طلاب الثانوية والجامعات لئلا يقع أبناؤنا الأبرياء في الشباك المنصوبة لهم للنيل من الأوطان ومكتسباتها. مناصحة تخدم مصلحة من ضلوا الطريق، إنها كمصحات معالجة الإدمان، تعمل على تخليص المتورطين من الفكر المسموم ورجوعهم إلى فطرتهم السليمة المجبولون عليها، من حب الله والسلام والوطن الذي احتضن طفولتهم البريئة ليراهم رجالا يدعمون سيره مساهمين في نهضته يحمون مكتسباته ويبذلون النفس والمال من أجل نصرته «أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني .. وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني» . نوره نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©