الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيت والمدرسة

31 أغسطس 2014 23:35
يحمل الآباء والأمهات المدرسة مسؤولية تدهور مستوى أبنائهم، متناسين أن دور الأسرة مهم جداً في بناء الأبناء، ومع ابتداء العام الدراسي يجب علينا الانتباه لأبنائنا كآباء وأمهات بالتضافر والتعاون مع المدرسة وألا يلقى العبء على المدرسة وحدها. يقول الاختصاصيون النفسانيون: إن لكل طـفل فرصـتين، ترسمان الطريق القويم لحياته النفسية؛ الفرصة الأولى: هي المنزل الذي يتلقى فيه أول دروس التنشئة والتوجيه السلوكي، والفرصة الثانية: هي المدرسة. ولأن ما تقدمه الأسرة للطفل، له التأثير ذاته الذي تتركه المدرسة فيه. فإن التوافق في ما بينهما أمر ضروري لإقامة حالة من التوازن، بين تأثير الفرصة الأولى والثانية. ولهذا يقتضي إقامة أكبر قدر ممكن من التعاون بين العائلة والمدرسة، لتحقيق هذه الغاية. وإن لم يتحقق ذلك، فإن الطفل يستغل أضعف المجالين، سواء كان ذلك البيت أو المدرسة، لممارسة انحرافه عن النهج السوي في السلوك. وهناك مجموعة عوامل متعددة ومتداخلة ومعقدة، تعمل بشكل أو بآخر، وتؤدي إلى الاضطرابات النفسية في الأطفال والمراهقين، منها: تعرض الأطفال خلال التنشئة الاجتماعية إلى معاملة قاسية، سواء كانت معنوية أو جسدية. والمحصلة لتلك المعاملة هي فقدان الثقة بالنفس، والشعور بالرعب والخجل والخوف من الاتصال الاجتماعي. وكذلك يجب الانتباه إلى الغيرة التي يشعر بها الطفل، نتيجة المعاملة التي يتبعها الكبار معه، والتي تعتمد على المقارنات والإهمال عند الانشغال بطفل آخر، أو بالضيوف والأقرباء. أما المشاكل العائلية المتواصلة التي تجعل الطفل حائراً بين الوالدين من ناحية، والجهة التي يؤيدها من ناحية أخرى، لذلك من المهم جداً إبعاد الأطفال عن جو المشاحنات بين الزوجين. ويلعب الإفراط في الدلال أو التدليل في لجوء الطفل إلى الاتكالية فزيادة الاهتمام والإفراط فيه لا يقل خطورة عن الإهمال بالطفل، لأن الاتكالية تفقده الاعتماد على النفس. ومن أخطر ما يؤثر في نفسية وسلوك الأطفال لجوء الوالدين إلى الكذب في حياتهم، إذ يعد الأطفال والديهم قدوة فعندما يقوم الكبار بتبرير الكذب أو الغش والخداع مع الآخرين، يصاب الطفل بالتوتر والقلق والتناقض. ولا بد من التواصل بين المدرسة والأسرة، بحيث يتم تلافي مشكلات كثيرة من خلال ذلك، من خلال إطلاع المدرسة الآباء على التغيرات السلوكية وتقييم الأبناء أولاً بأول، من خلال الاختصاصيين الاجتماعيين والإدارة، وكذلك تواصل الأسرة مع المدرسة بتقييم متواصل وخط ساخن بين المدرسة والأسرة، خاصة لمعالجة مشكلات المراهقين التي تحتاج إلى حلول عملية تتوافق والحالة الاجتماعية والمجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©