محمد عبد السميع (الشارقة)
استمراراً لمسيرة الحراك الفني الثقافي المجتمعي، افتتحت مؤسسة الشارقة للفنون مساء يوم السبت الماضي بمنطقة المريجة بالشارقة، الدورة الثانية من المعرض الفوتوغرافي «الشارقة، وجهة نظر 2»، تحت رعاية الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، حيث تتمحور ثيمة المعرض حول الإنسان وتركز على صور البورتريهات. حضر الافتتاح جموع كبيرة من الفنانين التشكيليين والمصورين والمهتمين من الجمهور.
وفي لقاء مع الشيخة نوار أحمد القاسمي مسؤول اتصال وعلاقات عامة بمؤسسة الشارقة للفنون قالت: «معرض الشارقة وجهة نظر2» يأتي استكمالاً للبرنامج الذي اطلقته المؤسسة السنة الماضية حيث أقيم معرض الشارقة وجهة نظر1. وهو يأتي استجابة للدعوة التي أطلقتها المؤسسة في شهر يونيو الماضي، والموجهة إلى كل المقيمين في الإمارات من مصورين محترفين، وهواة ومشغوفين بالتصوير الفوتوغرافي. ليتم لاحقاً اختيار المشاركين وفق المعايير المحددة وبما يتماشى مع مفهوم المعرض. وأضافت نوار: يضم معرض هذا العام 148 عمل فني لـ 48 من المصورين العرب والأجانب يمثلون دول من بينها: الإمارات، والمكسيك، وأميركا، والهند، وباكستان، أستراليا، مصر، فرنسا، إندونيسيا، إنجلترا.. ويستمر المعرض حتى 15 ديسمبر.
وأضافت الشيخة نوار: معرض وجهة نظر 2 يعد تظاهرة فوتوغرافية مختلفة تشكل شخوص المعرض الذين يمثلون سكان وزوار الإمارات، بحالاتهم المختلفة وهواجسهم المشتركة في آن معاً. وهو في نفس الوقت انعكاساً للتطورات التي لحقت بمجال التصوير الفوتوغرافي المعاصر. وهو أحد مبادرات مؤسسة الشارقة للفنون التي تصب في إطار البرامج العامة وخدمة المجتمع، التي تطمح إلى تحفيز ودعم الفنانين والمواهب الفنية وجعل الإنتاج الفني حالة يومية وجزءاً أساسياً من حياة الفرد والمجتمع.
وأشارت الشيخة نوار إلى أن الصورة الفوتوغرافية أصبحت وسيلة تواصل مهمة فيها الكثير من المعاني والرموز من خلالها يعبر الفنان عن رؤيته للعالم عن طريق استخدامه الصريح والمكثف للرمز والعناصر الدالة، لينشئ عالماً خاصاً من طريق التوفيق والتجميع بين شريحة واسعة من المفردات والعناصر المختلفة. مشاهد طبيعية، وأدوات معيشية، وخطوط ورسوم عشوائية على الجدران، ووجوه معبرة وغيرها.
واختتمت الشيخة نوار قائلة أن المؤسسة وفرت كافة الامكانيات للمصورين المشاركين وعقدت لقاءات معهم ليحقق المعرض الهدف والغرض المقام من أجله.
وتراوح الأعمال المشاركة بين الواقع المباشر والرمز في سياقات مُحكمة، وأطر من الحبكة البصرية، مع عدم إغفال الأدوات والقيم الفنية المتعارف عليها من توازن بين العناصر والمفردات والمساحات وعلاقات الظل والنور.
وقال المصور محمود غندور إنه يشارك في المعرض بعملين الأول بعنوان «الطفولة المخذولة» حيث أخذت الصورة في جاليري أبوظبي وهي تصور شخصاً يشاهد حفيده وهو جالس في لعبة تدور يسترجع معها شريط الذكريات. أما العمل الثاني «أصدقاء في الظل والشمس» تصور عامل النظافة، وهو يؤدي وظيفته على كاسر الأمواج بأبوظبي وبجواره قطة تمثل له الصديق الوحيد الذي يشاركه الجهد والعمل.
وقال المصور نضال مرة: إن المعرض يعتبر فرصة كبيرة للفنانين المشاركين للاطلاع على الاتجاهات الجديدة في التصوير، وأن الصور الخمس المشارك بها جاءت لتلقي الضوء على لحظة قصيرة من حياة إنسان.
كما قال المصور الفنان مؤمن خيتي، إنه سعيد برؤية هذه الأعمال الرائعة لعدد كبير من المصورين العالميين تعرض في قلب الشارقة. وأضاف أنه يشارك بصورة «العيون الأفريقية» ليبرز من خلالها تقنيات الأبيض والأسود في أعماله التي يمزج فيها بين أكثر من مشهد.
بينما قدم فنانون آخرون حالات أخرى من دون تدخل في معالجة الصورة مكتفين فقط بما يتيحه الواقع من حالات بصرية كما في أعمال أليس نازبلاكس الذي قدم مجموعة وجوه لعمال البناء يعملون تحت الشمس، وأعمال المصورة ريم فلكناز، التي قدمت صور لأصحاب مهن وحرف، والمصور مصطفى عجاوي الذي عبر عن مراحل الزمن في عدة وجوه.
عدد اليوم
