الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الكتل العراقية تحسم ملفي «المساءلة والعدالة» و «المصالحة»

الكتل العراقية تحسم ملفي «المساءلة والعدالة» و «المصالحة»
11 نوفمبر 2010 00:16
اتفق قادة الكتل السياسية العراقية في بغداد أمس في الاجتماع الثالث لبحث أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، على عقد جلسة لمجلس النواب العراقي (البرلمان) اليوم كما كان مقررا، كما اتفقوا على حسم ملفي المساءلة والعدالة والمصالحة الوطنية. واستبق رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي اجتماع الكتل مؤكدا أن اليوم سيكون البداية لتأسيس الدولة العراقية وليس فقط الحكومة، متهما من وصفهم بالشركاء “باستغلال الدولة لضرب الدولة”. وقال نائب رئيس الوزراء العراقي ومقرر اجتماعات قادة الكتل الفائزة روز نوري شاويس، أن قادة الكتل السياسية اتفقوا على حسم ملفي المساءلة والعدالة والمصالحة الوطنية. وذكرت مصادر مطلعة أن القادة يواصلون مناقشة الملفات الأخرى المطروحة في جدول أعمال الاجتماع، فضلا عن إجراء لقاءات جانبية على هامش الاجتماع. وأكدت نفس المصادر أن الكتل اتفقت على انشاء المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية واصدار تشريع قانوني به وينسب إلى شخصية بارزة فيما تحدثت بعض المصادر عن احتمال تولي رئيس القائمة العراقية إياد علاوي هذا المنصب. وكان الفرقاء العراقيون عقدوا اجتماعهم الثاني على مستوى القادة، تلاه اجتماع موسع للكتل السياسية عصر أمس للتوصل إلى اتفاق حول تقاسم المناصب الرئيسية وتوزيع الصلاحيات في البلاد. وأفادت مصادر برلمانية أن قادة الكتل وفي مقدمتهم المالكي ومنافسه الأبرز أياد علاوي حضروا الجلسة في مقر إقامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في المنطقة الخضراء ببغداد. ونقلت وكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) عن النائب عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري حسين كاظم قوله إن “منصب رئاسة الجمهورية محسوم لصالح الأكراد”. وأضاف “لكن إذا رضخ الأكراد للضغوط الأميركية، فإن المنصب سيذهب إلى العراقية وزعيمها أياد علاوي”، لافتا إلى أن تحالفه حسم أمره بالذهاب لجلسة مجلس النواب اليوم. وكان عضو التحالف الكردستاني محمود عثمان توقع أن تسفر تلك الضغوط الأميركية عن نتائج غير مرضية للأكراد. وفي وقت سابق لاجتماعات الطاولة المستديرة أبدى المالكي تشددا في مواقفه السياسية أمس خلال اجتماع للتحالف الوطني، محذرا في الوقت ذاته من “تحول الاختلاف إلى صراع”. ووصف جلسة البرلمان المقبلة بأنها ستمثل الرصاصة الأخيرة في جسد الفتنة. وشدد على “التحدي والصلابة والإصرار على أن لا نسمح لمثالب الفتنة والمؤامرة أن تعود مرة أخرى وتصادر كل ما تم إنجازه”. وأضاف “هذه ليست المحطة الأخيرة كما أنها ليست الضربة الأخيرة التي نضرب فيها خيوط المؤامرة التي كادت أن تنجح من خلال ما تمت حياكته عبر أشهر سبقت الانتخابات وجاءت بما جاءت به”، في إشارة إلى فوز “العراقية” بزعامة علاوي. وتابع المالكي “لكن هناك مجموعة إمور لمن يريد إن يتصدى للمهام والمسؤوليات لا بد إن يتصف بها غدا في مجلس النواب ستكون البداية تأسيس الدولة العراقية وليس تشيكل الحكومة فقط لأنها ستتشكل على أسس تستكمل تلك التي قطعنا بها الشوط”. وقال إن “مجلس النواب هو الماكينة التي تحرك عجلة الدولة والاختلافات في وجهات النظر لن تنتهي وستبقى موجودة، فهذه مسألة طبيعية والحياة قائمة على هذا، لكن يجب أن نعلم أنه عندما نختلف فيما بيننا فإننا جميعا في مركب واحد، والاختلاف إذا لم يدار بعقلية وأخلاقية مسؤولة فستتوسع الدائرة ويتحول إلى صراع”. واتهم المالكي شركاء الحكم بـ”الازدواجية” في المواقف وأضاف “فهم يردون المشاركة في الحكم والسلطة ولهم رجل في الإرهاب والمعارضة وما يسمى المقاومة وغيره”، واعتبر أن “هؤلاء لا يعتبرون شركاء إنما مستفيدون من جهد الدولة لضرب الدولة”. وأكد أن “من يريد أن يشارك في الحكومة المقبلة عليه أن يلتزم بالدستور وبمبدأ الشراكة الحقيقة ولا يكون بوابة لدخول الإرهاب وعناصر البعث إلى العملية السياسية”، داعيا إلى أن “تكون مشاركة حقيقية وليست مشاركة ادعاء”. بدوره قال طارق الهاشمي القيادي في القائمة العراقية إن “ما تم الاتفاق عليه أمس من التزام بالدستور والتوافق والتوازن يعد خطوة مشجعة لمواصلة الحوار”. وبحسب بيان لمكتب الهاشمي فإنه “سيحضر الاجتماع حاملا في حقيبته الحد الأدنى المقبول للعراقية في جميع الملفات محل الخلاف من أجل حسمها في الاجتماعات مع الكتل السياسية الأخرى، وما لم يتحقق ذلك فسيكون لكتلته موقف آخر”. وكانت الكتلة العراقية الفائزة في الانتخابات أكدت أمس أنه من من الصعوبة جدا الآن على ضوء كثرة الموضوعات التي يتضمنها جدول أعمال القادة، الاتفاق على تشكيل الحكومة قبل عيد الأضحى. وأشار مستشار العراقية هاني عاشور إلى أن هناك 11 نقطة في جدول اجتماع قادة الكتل لم تتم مناقشتها حتى الآن وهناك نقاط جوهرية وحساسة لم يجر حسمها أيضا، مضيفا “لكي لا نخسر المستقبل ولنضمن عدم عودة التفرد والدكتاتورية”. ونوه إلى أن موعد اجتماع البرلمان اليوم ليس مقدسا أمام ضمان حكومة ممثلة للشعب للسنوات المقبلة. من جانبه، وصف محمد البياتي القيادي في منظمة بدر المتحالفة مع المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم القوى الكردية بأنها أصبحت صاحبة المبـادرة الآن في تشكيل الحكومة، وليست فقط صاحبة المبادرة في جمع الفرقاء السياسيين على طاولة واحدة. وقال لـ”الاتحاد” إن الأكراد هم الكتلة العراقية الوحيدة التي لم تعلن تأييدها من عدمه لمن سيكون رئيسا للوزراء فلم يؤيدوا ترشيح المالكي أو غيره إلا في جلسة البرلمان المقرر انعقادها اليوم. وألمح البياتي إلى أن الضغوط على الطرف الكردي بالتنازل عن رئاسة الجمهورية أو القبول بمرشحين لم تفض بنتائج حتى الآن، مؤكدا أن “اللعبة في تشكيل الحكومة أصبحت في أيديهم الآن”.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©