الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«عالم الصين المقلد» يجمع الماركات الشهيرة

15 أغسطس 2011 23:00
يمكن للمستهلك في عالم “الصين المقلد” شراء قطع أثاث من محلات مقلدة لشركة “إيكيا” الشهيرة، وأكل وجبة سريعة في مطعم يشابه ولحد مثير “سبواي”، وكذلك الحصول على منتجات الألبان من محلات لا تقل في شكلها عن “ديري فيري” المعروفة. وتستهدف حقبة التقليد الحديثة في الصين المكونة من محلات ومجموعات تجارية مشهورة، المستهلك الصيني الباحث عن المنتجات الفاخرة من خلال خدمات عملاء ومحلات تجارية تشبه ولحد كبير المحلات الأصلية في تصميمها وزي موظفيها وأكياس تسوقها. وتجاوز قطاع التجزئة والمطاعم المقلدة مجرد التقليد في السلع الاستهلاكية التي غمرت السوق الصينية لفترة طويلة للحد الذي لم تعد فيه هذه المحلات تعمل على بيع مثل هذه السلع. ولفتت هذه الظاهرة نظر العالم مؤخراً عندما قام أحد الأجانب بإرسال صور عبر الإنترنت لمحلات “آبل” مقلدة تبيع “آي باد” و”آي فون” أصلية، شبيهة بالمحلات الحقيقية التي تحمل العلامة التجارية للشركة دون الحصول على موافقة الشركة الأم. ويُذكر أن ظاهرة التقليد ليست بالجديدة في الصين لكنها انتشرت بشدة في السنوات القليلة الماضية. ويعكس هذا التوجه زيادة الوعي المرتبط بأهمية أشياء مثل التصميم وتجربة المستهلك بين البائعين في الصين، حيث كان الناس في الماضي يجيدون فن تقليد السلع في وقت فشلت فيه الشركات في خلق علامات تجارية خاصة بها. ويقول وي شيابو، المحلل لدى مجموعة “سي أل أس أيه لأسواق آسيا والمحيط الهادي”،: “تدرك الشركات الصينية أن الخدمات والخبرة أصبحت من ضمن أهم الأجزاء المكونة للعلامة التجارية للشركات التي ترغب في مزاولة نشاطها في الصين”. وبينما يصعب القول إن الصين هي الدولة الوحيدة التي تواجه مشاكل التقليد، أصبح ما يحدث فيها شديد الأهمية بالنسبة للشركات متعددة الجنسيات، وذلك لأن الصين هي أهم سوق لنمو السلع الاستهلاكية في العالم. ومن المتوقع أن يبلغ إنفاق قطاع التجزئة 4,3 تريليون دولار بحلول العام 2015، أي بزيادة تقارب الثلثين مقارنة بالعام الماضي، وذلك وفقاً لـ “الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية”. وتوصلت الصين لمشاكل متعلقة بقرصنة الإنترنت حيث اتخذت التدابير اللازمة للحيلولة دونها. وبعد التفات الأنظار نحو محلات “أبل” المقلدة في الشهر الماضي، قام المسؤولون في مدينة كونمينغ بتفتيش جميع محلات بيع الإلكترونيات، لكن ليس من الواضح اتخاذهم لأي قرار ضد تلك المحلات. وتمثل ظاهرة تقليد المحلات التجارية المشهورة تعقيدات جديدة بالنسبة للشركات العالمية التي بذلت جهوداً كبيرة لحماية علاماتها التجارية في الصين. ويقول بعض مديري الشركات إن الظاهرة ربما تساعد في نشر الوعي بالعلامات التجارية، حيث أنه وفي حالة المحال التجارية المقلدة مثل “آبل”، لا تزال الشركة الأصل مستفيدة من مبيعات منتجاتها. وذكر أليكسندر مودي، مدير سلسلة مطاعم “سبواي”، أن رقم المحلات المقلدة في زيادة مستمرة سنوياً، وأن هذه المحلات تستخدم المنتجات نفسها حتى أنها تقبل قسيمة الشراء من المحل الأصلي عندما يعجز العميل في التفريق بين المحلين. وبما أن “سبواي” تبحث عن تعريف الصينيين على أنواع من الأطعمة غير المألوفة لديهم، فإنها لا تمانع في هذا التقليد. لكن تعمل المحلات المقلدة على الحد من مقدرة الشركات للسيطرة على تجربة العملاء مع علاماتها التجارية. وتخاطر هذه الشركات المقلدة بتزويد المستهلك بعلامة تجارية موجودة في الأصل، في وقت أصبح فيه المستهلك الصيني مهتماً ومدركاً لهذه العلامات. ومثلاً، لم تستطع “أبل” الأشراف على الخدمات أو التوظيف في هذه المحلات المقلدة كما جرت العادة في محلاتها. وتواجه شركة “والت ديزني” المشاكل نفسها حيث تم فتح عدد من محلاتها المقلدة في الصين على الرغم من أن الشركة لم تقم بعد بفتح محلات التجزئة هناك. وتتراوح المحلات المقلدة بين الصغيرة المحلية مثل “11 للأثاثات”، إلى الكبيرة مثل “ديري فيري”. وتعمل هذه الظاهرة على سد العجز في مقابلة الطلب المتزايد على مثل هذه المحلات التجارية التي لم تنتشر بالشكل الكافي في الصين. ولا يزيد عدد محلات “أبل” مثلاً عن أربعة في شنغهاي وبكين. كما لا تسجل شركة “أيكيا” السويدية أي حضور لها في مدن الصين الغربية البعيدة لتحل محلها شركة “11 للأثاثات” المحلية التي تقلدها. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©