الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شهر رمضان تهذيب للنفس والبدن.. وطاعة تجلب السعادة والتوازن النفسي

شهر رمضان تهذيب للنفس والبدن.. وطاعة تجلب السعادة والتوازن النفسي
15 أغسطس 2011 23:10
من الإقلاع عن التدخين، إلى انتشار التسامح والترفع عن الخلافات الشخصية، وحتى ارتداء الحجاب لمن لم يسبق لهن ارتداءه.. سلوكيات شخصية كثيرة تجد طريقها إلى التغيير مع خلال شهر رمضان المبارك الذي انتصف أمس، وما يصاحبه من طاقات إيمانية تترك أثرها الإيجابي على سلوكيات الفرد، تمتد إلى ما بعد انتهاء الشهر الفضيل وقد تستمر معه طوال حياته، محدثةً تغييراً جذرياً في منهاج حياته. من بين أصحاب تلك التجارب المميزة مع شهر رمضان، تحدث المحاسب في إحدى الشركات عزت عثمان (31 سنة) قائلاً، إنه بدأ التدخين منذ كان عمره سبعة عشر عاماً ورافقته هذه العادة السيئة إلى أن وصل عمره إلى ثمانية وعشرين سنة، وفي رمضان من ذلك العام، قرر أن يستغل فترة الصيام في تحقيق حلم حياته في الإقلاع عن التدخين، وبالفعل اتخذ قراره بذلك، وحرص على عدم لمس السيجارة بعد تناوله طعام الإفطار مهما اشتدت رغبته في التدخين، وعمل على الابتعاد عن أصدقائه المدخنين وتفادى الجلوس على المقاهي التي تقدم الشيشة في هذا الشهر، وكرس كل وقته بعد العمل في العبادة والذكر وبعض الزيارات العائلية، حتى انتهى شهر رمضان بدون تدخين أي سيجارة، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لم يعد إلى التدخين مرة أخرى، وذلك يعود إلى فضيلة الصيام التي مهدت له بشكل كبير التوقف عن التدخين، وبالتالي تغيير مجرى حياته ليعيش إنسانا كامل الصحة، بعيداً عن خطر الاصابة بأمراض خطيرة ومدمرة. تجربة عميقة في تجربة مشابهة وإن كانت أكثر عمقاً وتأثيراً ذكر مهندس الإلكترونيات خليل سعدون (29 سنة) أنه قبل حوالي خمس سنوات، كان غير منتظم في الصلاة وإذا صلى كان ذلك في البيت، ولا يذهب للمسجد سوى لصلاة الجمعة، غير أنه في شهر رمضان من ذلك العام (2006 ميلادية) بدأ يواظب على صلاة المسجد وتأدية صلاة التراويح مع بعض أصدقائه، وشيئاً فشيئاً صار قلبه معلقاً بالمساجد، وتغيرت سلوكياته إلى الأفضل، بحيث لم يعد يفكر في الشروع في ممارسة أي عمل او انتهاج اي سلوك إلا بعد التأكد من مطابقته لأوامر الله ونواهيه. وفيما يتعلق بالتسامح ونسيان الخلافات، قالت لبنى (26 سنة) إنها مع قدوم كل رمضان، تعمل على تصفية أي خلافات مع صديقاتها في حال حدوث تلك الخلافات، ويكون ذلك في بداية الشهر عبر إرسال رسائل نصية، أو إجراء اتصالات تليفونية، وأكدت أنها عندما تفعل ذلك تشعر بالسعادة، كونها استطاعت تجاوز تلك الخلافات، كما أن ذلك يجعلها تكتسب مرضاة الله عز وجل، كونها طبقت حديث الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) “لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”. مجرى حياتي إلى ذلك بينت لبنى أنها لا تفعل ذلك بمفردها، فكثير من صديقاتها يبدأن الشهر الكريم بمراجعة أنفسهن، ومحاولة اكتشاف أخطائهن والعمل على إصلاحها، ابتغاء الأجر والثواب من الله في هذا الشهر الكريم، وعملية مراجعة الذات هذه تترك أثرها لفترات طويلة بعد رمضان، خاصة فيما يتعلق ببعض أنواع الملابس التي ترتديها بعض الفتيات، بحيث تصبح أكثر احتشاماً ومراعاة لتقاليدنا وأعرافنا. في ذات السياق ذكرت صديقتها حسناء بعيثي ( 28 سنة) أن شهر رمضان كان له فضل كبير في تغيير مجرى حياتها، حيث كانت ترتدي ملابس متحررة إلى حد ما، ولكن عند قدوم شهر رمضان ترتدي الحجاب، فكانت تشعر بشيء من تأنيب الضمير على الفترات التي فاتتها من دون حجاب، غير أنه أثناء المرحلة الجامعية وحين كانت في الحادية والعشرين وفي رمضان من ذلك العام، قررت أن لا تخلع الحجاب مرة أخرى، وبالفعل أخذت حياتها منحى أكثر هدوءاً وقرباً من الله وسعت إلى حفظ كتاب الله وهي تحفظ الآن سبعة أجزاء منه، وتحاول زيادة حصيلتها باستمرار خصوصاً مع خلال شهر رمضان من كل عام. الاهتمام بالصحة والرشاقة من الأمور التي يجب اغتنام شهر رمضان لتحقيقها، هذا ما قاله مهندس البرمجيات حسام عبد العزيز (34 سنة) موضحاً أن طبيعة عمله المكتبية تجعل وزنه ممتلئاً بالقياس إلى سنه وطوله، ولكن مع قدوم شهر رمضان يحرص على الذهاب لإحدى صالات الألعاب الرياضية لممارسة بعض الألعاب لمدة ساعة يومياً بعد صلاة العصر، ويتناول إفطاراً صحياً غنياً بالفواكه والخضروات ولا ينقضي شهر رمضان إلا وقد نقص وزنه حوالي أربعة أو خمسة كيلو جرامات. «اللهم أني صائم» التقليل من العصبية وزيادة القدرة على التحكم في الأعصاب أهم ما يكتسبه بهيج النوري (32 سنة) خلال قيادته للسيارة في هذا الشهر، حسبما قال، موضحاً أنه في الأحوال العادية قد تحدث كثيرا من المشاحنات بسبب رعونة البعض في القيادة ما يخرجه عن هدوئه، ولكن في رمضان يحرص على التحكم في أعصابه، حتى لا يخسر صيامه، وعندما يشعر بالغضب لتصرف ما، يقول: “اللهم أني صائم” ويرى أنها كلمة لها مفعول السحر وتمنع حدوث كثير من المشاحنات. وحتى على صعيد العلاقات الشخصية، فإن شهر رمضان، يجعله أكثر هدوءاً في التعامل مع الآخرين، ويتخلى عن كثير من عصبيته والانفعالات التي قد تنتابه في بعض المواقف. عبدالله فراج (26 سنة) يعمل بائعا في أحد المحلات، من جانبه أكد على أن الصيام يمنح صاحبه شعورا بالسكينة والهدوء، ويجعل أسلوبه أكثر تحضراً ورقياً، خاصة إذا شغل الانسان نفسه طوال اليوم بذكر الله وقراءة القرآن، وقال فراج إن التزامه بالهدوء والابتسام يعد من أسباب النجاح في عمله، ومن ثم فإن شهر رمضان يمثل عملية تهذيب إلهية يجب على الجميع استغلالها جيداً بما ينعكس على علاقتهم بالأشخاص المحيطين بهم، سواء في العمل أو على صعيد العلاقات الشخصية. ويقول الشيخ علي عبدالفتاح إمام وخطيب في وزارة الأوقاف: من سنن الله ورحمته أن الحالة الإيمانية للمسلمين ترتفع تلقائياً في رمضان، وهذا يؤدي لتغيير السلوكيات بشكل كبير. فهذا الشهر اختصه الله عز وجل بنزول خاتمة كتبه السماوية “القرآن الكريم” لذلك من الطبيعي أن يكون لهذا الشهر خصوصية، والتي تؤدي برحمة الله عز وجل إلى تغيير ايجابي في الحالة الإيمانية عند الناس ما يؤثر إيجاباً على كل أفعالهم. . ويضيف الشيخ عبد الفتاح: من أهم أسباب تغيير السلوكيات في هذا الشهر أن الإنسان يتاجر مع الله عز وجل بصيامه، ببعده عن كل الشهوات خلال وقت الصيام، فيأتي قوله تعالى: “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان”، يستحيل أن يتعبد الرجل لله ويترك الطعام والشهوات وأن لا يجد ثمرة هذه الطاعة في نفس الوقت والحال وفي نهاية المآل. ومن هذا نجد أن المدخن يترك التدخين، والعصبي تخف حدة عصبيته، كما يخرج الإنسان بصحبة صالحة، نظير ارتياد المساجد والقرب من الأشخاص الصالحين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©