الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في الحب

15 أغسطس 2011 23:22
الحب والبغض جبلة وفطرة في الإنسان، ومن صفاته المتأصلة فيه، ولهذا وضع الإسلام ميزاناً للحب والبغض، حتى لا يبقى الواحد بين حب جارف أعمى وبغض مهلك عقيم. فرتب الإسلام على الحب الصحيح الأجر والثواب وعلى غير ذلك السوء والعقاب. فنجد التوجيه في كيفية توجيه غريزيتنا الفطرية نحو الطريق القويم. وذلك أن الحب الحقيقي يحقق الأمن النفسي والاستقرار الاجتماعي والفوز في الآخرة. ونجد التوجيه أن لا نجعل للمظاهر أصلاً في إيجاد الحب وتحقيقه، فالجمال الظاهري مثلاً لمن عده أصلاً في اختيار الزوج لا يعد أصلاً صحيحاً يرتب الإنسان سعادته عليه، لأن الحب ينقسم إلي: حب الذات وحب الصفات، والعاقل ينظر إلى حب الصفات، (ورسولنا صلى الله عليه وسلم يبين لنا أن المرأة تنكح لأربع وذكر منها الجمال، ولكنه قال: فاظفر بذات الدين تربت يداك .. لماذا ؟ لأن الجمال الحسي عمره محدود، وثانياً لأن الإنسان يألف الجمال المحسوس ويشبع منه، أما الذي يبقي فهو الجمال المعنوي، الدين، الخلق، القيم) ويقول الدكتور صول جوردن: «إنك حين تكون في حالة حب؛ فإن العالم كله بالنسبة إليك يدور حول شخص من تحب، ويأتي الزواج ليثبت عكس ذلك، وليهدم تصوراتك كلها، لأنك تكتشف أن هناك عوالم أخرى لابد أن ننتبه لوجودها ليس عوالم البشر فقط؛ بل عوالم المفاهيم والقيم والعادات التي لم تكن لتنتبه لوجودها من قبل) ولا يظن ظان أننا نقول إن لا يبحث الواحد فينا عن الجمال بل نقول الجمال مقصود لدوام العشرة الطيبة ولذا نرى الرسول صلى الله عليه وسلم يوجه المغيرة بن شعبة وقد خطب امرأة دون أن يراها، قال النبي صلى الله عليه وسلم انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما فأتى أبويها فأخبرهما بقول رسول الله فكأنهما كرها ذلك فسمعت ذلك المرأة وهي في خدرها فقالت: إن كان رسول الله أمرك أن تنظر فانظر قال المغيرة: فنظرت إليها فتزوجتها) ولا يظن أننا ندعو إلى إغفال العواطف بين الأزواج أو جفاف المشاعر والأحاسيس بين الزوجين. وهذا النبي صلى الله عليه وسلم يظهر حبه لزوجته ولا يكتمه، وذلك لمَّا سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه: يا رسول الله، أيُّ الناس أحبُ إليك؟ قال: ((عائشة))، قال: فمن الرجال؟ قال: ((أبوها)) متفق عليه. وهي رضي الله عنها تقول له: والله إني لأحبك وأحب قربك. وإن انعدم الحب أو قل في الأسرة فتكون المعاشرة بالأخلاق والتعامل الحسن قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ مخاطباً النساء ـ: «إذا كانت إحداكن لا تحب الرجل منا فلا تخبره بذلك، فإن أقل البيوت ما بني على المحبة وإنما يتعاشر الناس بالحسب والإسلام».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©