السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تفاقم أزمة باكستان السياسية بمقتل 3 محتجين

تفاقم أزمة باكستان السياسية بمقتل 3 محتجين
1 سبتمبر 2014 00:55
تفاقمت أزمة باكستان السياسية غداة مقتل 3 محتجين وإصابة مئات آخرين وعشرات الشرطيين بجروح خلال اشباكات عنيفة بعدما منعت الشرطة أنصار زعيمي المعارضة رئيس «حركة الإنصاف» عمران خان ورئيس «حركة عوامي» و«جمعية منهاج القرآن الدولية» طاهر القادري من اقتخام منزل رئيس الوزراء نواز شريف في إسلام آباد لإرغامه على الاستقالة، مستخدمة لأول مرة الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريقهم. وبدأت أعمال العنف حين حاول آلاف المتظاهرين، وبينهم نساء وأطفال، اقتحام منزل شريف باستخدام رافعات لازالة حواجز أمنية أقامتها الشرطة أمامه، واستمرت لمدة 15 ساعة. وأعلن «معهد باكستان للعلوم الطبية» مقتل رجلين أُصيبا بجروح ووفاة آخر بأزمة قلبية وإصابة 481 شخصاً، بينهم 118 امرأة و10 أطفال و92 شرطياً، بجروح. وأدانت الأحزاب السياسية والجماعات الدينية استخدام القوة ضد المتظاهرين وطالبت الحكومة بوقف فوري لممارسات قوات الأمن ودعت «الحركة القومية المتحدة»، أكبر الأحزاب في إقليم السند إلى إضراب عام وأعلنت الحداد 3 أيام . وأدان وزير الإعلام برويز رشيد تشدد الشرطة ضد مراسلي القنوات التلفزيونية اثر إصابة 24 مراسلا بجروح وتدمير سياراتهم وتكسير آلات التصوير. واستؤنفت الاشتباكات بعد ظهر أمس بين شرطة مكافحة الشغب ومئات من المحتجين تسلحوا بالهراوات والمقالع وأشعلوا النار في حاويات والعديد من العربات. وهاجم 15 محتجاً بالهراوات والحجارة سيارة كانت تقل ثلاثة من موظفي الأمم المتحدة، فأصيبت بأضرار. وشهدت لاهور عاصمة إقليم البنجاب وكراتشي عاصمة إقليم السند ومدينتي ملتان وفيصل آباد بالبنجاب تظاهرات احتجاجية أيضاً. وأحرق محتون في لاهور إطارات سيارات وأغلقوا طرقاً واستخدمت الشرطة الهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، لكن التظاهرات في كراتشي كانت سلمية. وتعهد زعيما المعارضة بتصعيد الاحتجاجات وتوسيعها عبر البلاد. أكد خان للمحتجين أمام البرلمان أنه لن يتراجع عن المطالبة باستقالة شريف، فيما دعا مزيداً من المحتجين إلى الانضمام اليه. وقال «إني على أهبة الاستعداد كي أموت هنا. علمت أن الحكومة تعتزم أن تضربنا بيد من حديد وإني هنا حتى الرمق الأخير». وأضاف «الآن، أنا أطلب من كل الباكستانيين: انتفضوا ضد هذه الحكومة. انها ليست حكومة دستورية. إنهم قتلة». وتابع «سنواصل حتى آخر نفس فينا. وادعوا جميع الباكستانيين إلى الخروج إلى الشوارع في شتى أرجاء البلاد». وذكر أنه وسيرفع قضية ضد شريف يتهمه فيها بالقتل بسبب العنف. كما أكد القادري، وسط الآلاف من أنصاره وأتباع خان، أن الاحتجاجات لن تهدأ ما لم يرحل شريف. وقال «لقد بلغت فظائع الدولة أشدها. عمران خان والدكتور القادري يخوضان هذه الحرب معاً». وقال أحد أنصاره أمام مبنى البرلمان «هذه هي الديمقراطية في باكستان. إنها أخطر من الديكتاتورية العسكرية، لأنهم لا يسمحون للناس بالاحتجاج سلمياً». في المقابل، أعلن القيادي البارز في «حركة الإنصاف» جاويد هاشمي انشقاقه عنها بحجة أن الاحتجاجات تجاوزت حدودها. وقال، مخاطباً خان، «كيف يمكنني أن أصطف معك عندما تسير نحو البرلمان؟ لم يعد يفصلنا (شيء) كثير عن الأحكام العرفية». وفي وقت سابق، صرح وزير الإعلام الباكستاني بروزي راشد بأن الحكومة لا تزال منفتحة على استئناف المفاوضات. وقال «يريدون أن تُلبى مطالبهم تحت تهديد السلاح، أبوابنا مفتوحة للمحادثات». ورأى المحلل السياسي الباكستاني مشرف زيدي أنه أصبح من الصعب احتواء الاحتجاجات وأن المعارضة ربما تحاول إقحام الجيش بشكل مباشر أكثر في الأزمة. وقال «الهدف الوحيد هو إجبار شريف على الاستقالة وربما إجبار الجيش على التدخل». ورفض زيدي مزاعم المحتجين بأنهم لم يبدأوا أعمال العنف. وقال «لا يمكن تأجيج المشاعر في أنحاء البلاد وخاصة أمام البرلمان لمدة 17 يوماً، ولا يمكن أن تقول: أُريد نموري في الأمام والنساء في الخلف، ولا يمكنك أن تضع تشكيلات هجومية وبعد ذلك تزعم أنه لا دور لك في إشعال العنف». على الرغم من أن المعارضة حشدت عشرات الآلاف المحتجين، إلا أنها لم تحشد دعماً كافياً لتحركها في باكستان البالغ عدد سكانها 180 مليون نسمة. ولكن في بلد يحفل تاريخه بالانقلابات العسكرية، يشتبه المحللون بأن العسكريين وراء تحرك خان والقادري بغية إضعاف شريف تمهيداً لإحداث فوضى تستدعي تدخلاً قوياً من الجيش. وأعلن المتحدث العسكري في باكستان أن قائد الجيش الفريق راحيل شريف عقد اجتماعاً طارئاً مع قادة الفيالق في روالبندي مساء أمس لمناقشة الأزمة السياسية والأحداث الدموية في «المنطقة الحمراء» وسط إسلام آباد. وقال إنه أطلعهم على نتائج اجتماعاته مع شريف وخان والقادري خلال الأسبوع الماضي. (إسلام آباد - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©