الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

24 قتيلاً باتساع دائرة الصراع المذهبي في اليمن

24 قتيلاً باتساع دائرة الصراع المذهبي في اليمن
1 سبتمبر 2014 01:00
قُتل 20 مسلحاً على الأقل وأصيب آخرون أمس باحتدام المعارك العنيفة بين رجال القبائل المسنودين بوحدات من الجيش ومقاتلي جماعة الحوثيين في منطقة حدودية بين محافظتي مأرب والجوف شمال شرق اليمن، في حين لقي أربعة أشخاص مصرعهم برصاص مسلحين يعتقد أنهم «حوثيون» في حادثين منفصلين بمدينة معبر بمحافظة ذمار وسط مخاوف من اندلاع صراع مذهبي جديد في المدينة التي تبعد 60 كم إلى الجنوب عن العاصمة صنعاء. وذكر وجيه قبلي في مأرب لـ(الاتحاد) إن المعارك تواصلت أمس لليوم الثالث على التوالي بين رجال القبائل والمسلحين الحوثيين في مديرية «مجزر» الواقعة شمال المحافظة وترتبط بحدود برية بمحافظتي الجوف وصنعاء. وأوضح أن المعارك دارت في منطقة «حجر» وأسفرت عن مقتل اثنين من رجال القبائل و18 من مسلحي جماعة الحوثيين إضافة إلى إصابة ثلاثة قبليين وسبعة حوثيين في هذه المعارك التي استخدمت فيها الدبابات والرشاشات الثقيلة. ووصف الوجيه القبلي الذي طلب عدم الكشف عن هويته المعارك الدائرة بين القبائل المحلية والحوثيين بأنها «حرب شرسة»، نافيا تقارير صحفية تحدثت عن سيطرة المتمردين الحوثيين على «مفرق الجوف» وهو طريق حيوي استراتيجي يربط بين محافظات الجوف، مأرب، وصنعاء. وقال:«تدور المواجهات على بعد 12 كيلومترا من الطريق الحيوي والوضع تحت سيطرة القبائل» التي أكد أنها تداعت من محافظات الجوف، مأرب، والبيضاء للتصدي للتمدد الحوثيين باتجاه محافظاتهم المنضوية في إقليم واحد ضمن التقسيم الاتحادي الفيدرالي للبلاد المزمع إعلانه خلال شهور. وأشار إلى أن قوات من الجيش مدعومة بمقاتلي اللجان الشعبية تسيطر على طريق مفرق الجوف، لافتا إلى أن رجال القبائل نجحوا مؤخرا في السيطرة على مواقع عسكرية كانت خاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين في بلدة «الغيل» بمحافظة الجوف. وقال:«فجر الحوثيون معركة جديدة في مأرب بعد دحرهم من الجوف»، مؤكدا أن المعارك الدائرة الآن في شمال مأرب أدت إلى نزوح عشرات الأسر، خصوصاً من منطقة «السحاري» القريبة من بلدة «الصفراء» التاريخية التي شهدت مطلع يوليو الماضي مواجهات مسلحة خلفت عشرات القتلى والجرحى. وكذب الوجيه القبلي وسائل إعلام محلية وصفت المواجهات الدائرة في مأرب بأنها معارك بين الإصلاحيين والحوثيين، وقال:«جميع قبائل إقليم سبأ متوحدة لمحاربة الحوثيين». وقال مصدر قبلي آخر إن التحالف القبلي يهدف إلى منع الحوثيين من السيطرة على الطريق الذي يربط بين العاصمة صنعاء ومحافظة مأرب حيث حقول رئيسية لإنتاج النفط الخام، مشيرا إلى مخطط للجماعة المسلحة لمحاصرة العاصمة عبر التحكم بإمدادات الوقود. في غضون ذلك، لقي أربعة أشخاص مصرعهم برصاص مسلحين يعتقد أنهم موالون لجماعة الحوثيين في مدينة معبر بمحافظة ذمار جنوب صنعاء. وذكر مصدر قبلي في ذمار لـ(الاتحاد)، إن خلافا نشب بين جماعتين قبليتين أحدهما موالية للحوثيين والأخرى مناصرة للجماعة السلفية المتشددة على خلفية استحداث مسلحين حوثيين نقطة تفتيش على طريق عام جنوب مدينة معبر حيث يوجد مركز رئيسي للجماعة السلفية. وأوضح المصدر ان وسطاء قبليين تدخلوا لإنهاء الخلاف إلا أن اشتباكات اندلعت ما أدى إلى مصرع ثلاثة أشخاص وجرح ثلاثة آخرين، مشيرا إلى أن مسلحين حوثيين هاجموا في حادث آخرين مسلحين قبليين وسط مدينة معبر ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الأخر بجروح بالغة. وقال: «الوضع متوتر للغاية. هناك حشود تتوافد من جميع الأطراف إلى مدينة معبر ما ينذر باندلاع صراع مذهبي». و«معبر» مدينة سكنية وتجارية هامة بسبب موقعها على الطريق المؤدي إلى صنعاء، وتعد واحدة من أبرز مدن محافظة ذمار حيث تحظى الجماعة الحوثية بشعبية كبيرة. وقررت السلطات اليمنية استئناف المفاوضات مع جماعة الحوثيين لنزع فتيل الأزمة المستمرة منذ 18 أغسطس الماضي على خلفية تزعم الجماعة المذهبية حراكا سلميا ومسلحا لإجبار الحكومة في صنعاء على الاستقالة وإلغاء قرار خفض الدعم عن المحروقات الذي دخل حيز التنفيذ أواخر يوليو. وأفادت وكالة «خبر» اليمنية الخاصة، بأن اللجنة الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع الحوثيين بدأت التواصل مع زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي لاستئناف المفاوضات، بغية التوصل إلى حلول وإنهاء التوتر في محيط العاصمة صنعاء، حيث يتمركز آلاف المقاتلين الحوثيين منذ أكثر من أسبوعين. وأشارت إلى أن اللجنة «تقوم حالياً بدراسة المبادرة المقدمة من الأحزاب السياسية المختلفة وفي نهاية المطاف سيكون للجنة تقرير سيقدم إلى رئيس الجمهورية». وقال عضو في اللجنة الرئاسية لـ(الاتحاد) إن اللجنة «لن تسافر إلى مدينة صعدة لإجراء مفاوضات مع الحوثي»، دون أن وشكلت السلطات اليمنية لجنة اقتصادية مكونة من وزراء المالية، التخطيط والتعاون الدولي، والنفط، بالإضافة إلى محافظ البنك اليمني المركزي لإعداد رؤية اقتصادية متكاملة حول قرار رفع أسعار المشتقات النفطية ومخاطر إلغاء القرار في ظل العجز المالي والتدهور الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد. ومن المقرر أن يلقي زعيم جماعة الحوثيين، عبدالملك الحوثي، خطابا إلى أنصاره ومعارضيه في غضون ساعات يستعرض آخر تطورات الوضع في البلد خصوصا بعد بيان مجلس الأمن الدولي الصادر مساء الجمعة والمعبر عن قلق المجتمع الدولي إزاء ممارسات الجماعة الشيعية. وأصدرت جماعة الحوثيين التي تطلق على نفسها اسم «أنصار الله»، بياناً رداً على بيان مجلس الأمن ذكرت فيه أن مطالبها بإسقاط الحكومة الانتقالية وإلغاء قرار الزيادة السعرية «هي مطالب للشعب اليمني عبر عنها بالاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات السلمية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات». وأشارت إلى أن الحراك الشعبي المناهض للحكومة في صنعاء يعد «ثورة شعبية سلمية ضد حكومة فساد وفقر وإفقار»، معتبرة أن توصيف هذه الاحتجاجات بأعمال تهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن «توصيف غير دقيق ومجاف للحقيقة جملة وتفصيلا». وانتقدت جماعة الحوثيين«استدعاء مجلس الأمن لأحداث عمران بعد قرابة الشهرين من انتهائها»، وقالت إن ذلك «موقف غير بريء وخلط للأوراق وتأزيم للوضع في اليمن ليس أكثر»، حسب البيان. وأكدت أنها ماضية في نضالها السلمي ضد «الفساد والفقر» ومن أجل «تحقيق مستقبل زاهر يحقق مبدأ الشراكة السياسية»، مختتمة بيانها بالقول: «لن يثنينا عن التمسك بمطالب شعبنا اليمني العزيز أي تهديد من أي طرف».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©