الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

24 فيلماً روائياً تتنافس في مهرجان دمشق السينمائي

24 فيلماً روائياً تتنافس في مهرجان دمشق السينمائي
11 نوفمبر 2010 20:23
أربعة وعشرون فيلماً روائياً طويلاً تتنافس في المسابقة الرسمية لمهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر الذي افتتح مساء الأحد الماضي في دار الأوبرا السورية، ويستمر حتى الثالث عشر من الشهر الجاري، بمشاركة مئتين واثنين وعشرين فيلماً وحضور مئة وخمسين سينمائياً عربياً وأجنبياً من ست وأربعين دولة. تنتمي الأفلام المشاركة في المسابقة إلى سبع عشرة دولة عربية وأجنبية هي الإمارات العربية المتحدة وسوريا ومصر والجزائر وتونس والمغرب وقطر وألمانيا وفنزويلا وفرنسا وبريطانيا والبوسنة وإيران والدانمارك وأوكرانيا وهولندا وروسيا. وقد شهدت صالات العرض إقبالاً كثيفاً من الجمهور، ولاسيما على عروض أفلام المسابقة الرسمية، وهنا عرض لمجموعة من أهم الأفلام العربية والأجنبية التي تضمنتها المسابقة. تشارك الإمارات العربية المتحدة في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بفيلم (ثوب الشمس) سيناريو وإخراج سعيد سالمين المري، وتمثيل حبيب غلوم ومرعي الحليان وصوفيا جواد ونيفين ماضي وأحمد عبد الله وحمد الحمادي ونبيه عربي كتابة. ويرمز عنوان الفيلم إلى الحلم الذي يراود كل فتاة وصلت إلى سن الزواج، وهو ثوب العرس. ويتناول قصة فتاة بكماء وصماء اسمها حليمة، ومعاناتها بانتظار العريس الذي لا يأتي، ويتحدث عن هاجس الخوف من تحول فترة انتظار العريس إلى عنوسة، قد تصاحبها إلى مراحل متقدمة من العمر، ويطرح الفيلم مجموعة من الأسئلة، فهل كون الفتاة بكماء وصماء هو بمثابة حكم بالإعدام المعنوي يصدر في حقها من طرف المجتمع، ليبقيها عانساً طوال حياتها؟ وهل الفتاة المحرومة من النطق والسمع لا تستطيع القيام بدورها كزوجة، كما حصل لحليمة؟. وهل تصل درجة المعاناة وقسوتها إلى حد الهلوسة والحلم بثوب الشمس، ثوب العروس ليلة الزفاف؟. وهل يتحول هذا الحلم إلى كابوس يصل إلى درجة الجنون؟. يذكر أن المخرج سعيد سالمين المري تخرج من أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي في ألفين وثمانية، وحصلت أفلامه على جوائز عديدة، حتى لُقّب بصائد الجوائز وسفير السينما الإماراتية، كما حاز على لقب أفضل مخرج عربي شاب في مجلة (ديجيتال أستوديو العالمية) عام ألفين وسبعة، وعلى لقب أفضل مخرج إماراتي في مهرجان دبي السينمائي الدولي عام ألفين وثمانية، ومن أشهر أعماله الفيلم القصير (بنت مريم) الذي حصد عدداً من الجوائز العربية والدولية. أميرة مونتبنسييه ومن أبرز الأعمال المشاركة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، الفيلم الفرنسي التاريخي (أميرة مونتبنسييه) للمخرج برتراند تافرنييه والمأخوذ عن رواية كلاسيكية للكاتبة مدام دولافاييت، ويتناول قصة شابة تجد نفسها في صراع داخلي مع ثلاثة رجال يسيطرون على حياتها، بالإضافة إلى الرجل الذي فاز بقلبها، وتدور أحداث الفيلم عام 1567 خلال الحرب الأهلية بين الكاثوليك والبروتستانت الأوائل في فرنسا، حيث يتوق مركيز ميزيير (فيليب ماغنان) إلى تشكيل تحالف مع دوق مونتبنسييه (ميشيل فويليرمو)، فيحاول إيجاد روابط عائلية تجمعه به، من خلال تزويج ابنته الجميلة ماري (ميلاني تييري) من ابن الدوق فيليب (غريغوار ليبرينس). لكن ماري لا تحبذ هذه الفكرة، لأنها مغرمة بابن عمها الوسيم هنري دي غويز، غير أنها تخضع للأمر الواقع وتلتزم بنفيذ صفقة والدها. وسرعان ما يتم استدعاء فيليب للقتال في الحرب الأهلية، فيطلب من صديقه ومعلمه الكونت فرنسوا شابان الاهتمام بشؤون ماري خلال فترة غيابه، كما يطلب منه تثقيفها فكرياً واجتماعياً. وعندما تزداد معرفة فرنسوا شابان بماري، يصبح متيماً بحبها، لكن ماري تشعر بأنها باتت مجزأة بين وفائها لزوجها وحبها الحقيقي لشابين. ويذكر أن هذا الفيلم كان قد عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان (كان) السينمائي الأخير. فيلمان سوريان ويشارك في المسابقة أيضاً فيلمان سوريان، الأول للمخرج سمير ذكرى بعنوان (حراس الصمت) والثاني للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد بعنوان (مطر أيلول). والفيلم الأول مأخوذ عن رواية للكاتبة السورية غادة السمان بعنوان (الرواية المستحيلة)، ويتناول سيرة عائلة دمشقية في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، تبرز فيها فتاة متمردة ترغب بإثبات وجودها، وتحقيق طموحاتها، بعيداً عن القيود البالية. ومن خلال شخصية هذه الفتاة والتغيرات التي تحصل في المجتمع الدمشقي، يعرض الفيلم بذكاء وجمالية صورة شاملة للحياة الشامية عبر شخصيات مختلفة وتفكير متنوع، وتلعب دور البطولة في هذا الفيلم الفنانة الشابة نجلاء الخمري بدور (زين) التي تكتب قصتها الأولى عن فتاة قتلت في ظروف غامضة، لتكتشف فيما بعد أن أمها ماتت مقتولة أيضاً. وبالرغم من صمت الجميع ورفضهم الكشف عن ظروف وأسباب قتلها، تصر زين على معرفة كل ما له علاقة بذلك، لكن عبثاً. إذ كان الصمت يلف كل من له علاقة بأمها وبأسباب قتلها. وفي كل مرة كانت تقترب فيها من معرفة الحقيقة أو تخرج من أسر الصمت والتحريم في أسلوب حياتها، كان هناك من يهددها من (حراس الصمت) المحيطين بها. وعندما عرفت الحقيقة وأعلنتها في قصة كتبتها ونشرتها، تعرضت هي نفسها لمحاولة قتل. لكنها كانت قد نجحت في إعلان نفسها كاتبة تكشف عن ما هو مسكوت عنه. أما في فيلمه (مطر أيلول) فيقدم عبد اللطيف عبد الحميد حكاية أسرة شعبية مكونة من أب وستة أولاد شباب، يبدو جميع أفرادها وكأنهم مصابون بأعراض حب لا شفاء منه، أحدهم يقطع شوارع دمشق يومياً وهو يركض من أجل أن يلقي نظرة على الفتاة التي يحبها، وآخر يغرق سيارة حبيبته كل صباح بالصابون وهو يغسلها بانتظار أن تخرج الأميرة وتجلس وراء المقود. والأشقاء الأربعة الآخرون متيمون بأربع شقيقات، مما يخلق لدى الناظر إليهم انطباعاً بأنه يقف إزاء قصة حب واحدة ولكنها مكررة أربع مرات. الأب أيضا عاشق، وأجمل الأوقات هي التي يلتقي فيها من يحب في أحضان الطبيعة، ضمن سيارته القديمة وتحت انهمار المطر الذي سنكتشف لاحقاً أنه ليس مطراً طبيعياً. ولكن أحداث الفيلم تنعطف في اتجاه مفاجئ، ومعاكس للمقدمات البهيجة التي انطلق منها. وكل ذلك ضمن استعارات رمزية مجازية ومبالغات كوميدية، والعمل من بطولة أيمن زيدان وسمر سامي. مصففة الشعر ويمثل ألمانيا في المهرجان الفيلم الكوميدي (مصففة الشعر) سيناريو ليلى ستايلر وإخراج دوريس دوري، ويتحدث عن سيدة بلغت خريف العمر، لتبدأ من هناك حياة جديدة، تصر من خلالها على تحقيق كل أحلامها، فبعد أن يتخلى زوجها عنها ويطردها من المنزل، تحاول السيدة المسكينة أن تجمع شتات نفسها وتعود إلى مسقط رأسها في إحدى ضواحي برلين، وهناك تحاول البحث عن عمل لتعيل به نفسها وابنتها المراهقة جوليا، فتجد وظيفة شاغرة في أحد صالونات الحلاقة في المنطقة، وتكاد تطير من الفرح، ولاسيما أنها كانت تعمل في هذه المهنة قبل الزواج. لكن مدير الصالون لا يتردد في إخبارها صراحة بأن بدانتها لا تساعدها على استقطاب الزبائن بالرغم من خبرتها، فيجرح بذلك مشاعرها لأبعد الحدود. لذلك تقرر أن تفتتح صالوناً خاصاً بها وتصمم على النجاح بأية وسيلة ممكنة. وبما أن تنفيذ المشروع بحاجة إلى رأس مال جيد، تضطر إلى اتباع بعض الطرق الملتوية، بما فيها تهريب الوافدين الأجانب غير النظاميين إلى داخل البلاد!. يذكر أن فيلم (مصففة الشعر) عرض في المسابقة الرسمية بمهرجان برلين السينمائي 2010. الوتر وآخر ديسمبر ومن الأفلام العربية المشاركة في المهرجان فيلم (الوتر) للمخرج المصري مجدي الهواري، وهو فيلم بوليسي نفسي شائق، يتحدث عن عازفتي كمان شقيقتين يتم اتهامهما بجريمة قتل موزع موسيقي شاب، وهو من بطولة غادة عادل وأروى جودة وأحمد السعدني وسوسن بدر وسعيد صالح وعلي حسنين. أما الفيلم التونسي (آخر ديسمبر) للمخرج معز كمون، فيتناول قصة فتاة اسمها عائشة، تعيش في قرية جبلية نائية في تونس وتحلم بحياة أفضل، ولاسيما أن صديقها مراد يعدها باصطحابها لمشاهدة العالم الفسيح خارج حدود القرية، لكن مراد يختفي فجأة ويترك عائشة في حالة من الارتباك واليأس، إلى أن تلتقي بشاب فرنسي مهاجر فيغير مسار حياتها. ويناقش هذا الفيلم قضية هوية جيل في حالة صراع مع المثل العليا، ويصور قصة مؤثرة ومضحكة وصعبة في آن معاً، تهدف إلى كسر حواجز المفاهيم الخاطئة عن الثقافتين الغربية والعربية. الغواصة أما الدانمارك فتشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم (الغواصة) للمخرج توماس فنتربيرغ، والمأخوذ عن رواية ليوناس تي، ويقدم قصة شابين نشآ في أسرة مفككة ومضطربة، مما يقودهما إلى الانحراف، فأحدهما تحول إلى مجرم ومدمن على الكحول، يتنقل بين السجون والفنادق الرخيصة، وثانيهما مدمن على الهيروين، وقد عرض هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي 2010. أفلام أخرى إلى جانب أفلام المسابقة الرسمية، يعرض مهرجان دمشق السينمائي مئة وثمانية وتسعين فيلماً روائياً طويلاً، أبرزها فيلم التركي (عسل) الحائز على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي 2010، ويرسم الفيلم صورة الطفل يوسف الذي يكشف له والده المزارع مربي النحل أسرار الطبيعة. كما يعرض المهرجان ثلاثة وتسعين فيلماً قصيراً ويتضمن فعاليات ثقافية مختلفة أهمها مائدة مستديرة لمناقشة دور المهرجانات السينمائية العربية في تطوير الإنتاج السينمائي وتسويقه.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©