الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمليات التجميل لدى الرجال.. تزايد سريع وتكتم شديد

عمليات التجميل لدى الرجال.. تزايد سريع وتكتم شديد
11 نوفمبر 2010 20:25
ارتبطت عمليات التجميل ومفاهيم الجمال في أذهان الناس ومخيلاتهم بالمرأة، فقد كانت المرأة على مر الدهور والعصور، وفي غالبية الثقافات والحضارات، رمزاً للجمال ورديفاً للفتنة والإغراء. ولا تُعد عمليات التجميل وليدة التقنيات الحديثة والتطور التكنولوجي، بل وُجدت منذ القدم. ولعل أشهر روادها تاريخياً هو الجراح الهندي سوسروتا الذي كان أول من استخدم ترقيع الجلد في القرن الثامن قبل الميلاد حسب أشهر الروايات الموثقة عن التاريخ القديم. وفي العقود السابقة من التاريخ المُعاصر، وجدت مباضع ومشارط جراحي التجميل طريقها إلى قلوب النساء من دون الرجال، لكن هذا الوضع سُرعان ما تغير مع تغيُر مفاهيم الجمال وازدهار صناعته، فأصبحت عيادات التجميل في فترة وجيزة محجاً للرجال أيضاً، وأصبح عدد من الرجال الغربيين ثم الشرقيين يتوجهون إلى عيادة جراح التجميل رغبةً منهم في الظهور بمظهر أجمل، وجسم أكثر جاذبيةً وتناسقاً. أكثر من 90% من أطباء جراحة التجميل في أميركا من الرجال. ولا نتحدث هنا عن عمليات الترميم التي تُجرى لضرورات طبية عقب الولادات المشوهة أو حوادث الطرق أو الحروق، بل عن عمليات التجميل التي يكون هدفها تجميل جسم في كامل صحته ولياقته. وإذا كان سبب اكتساح الرجال لمهنة الجراحة التجميلية غير معروف، فإن هناك العديد من الأسباب التي تدفع الرجال من جهة أخرى إلى اتخاذ قرار إجراء عملية تجميلية. ولم تعُد صفتا الشباب والجمال محط إعجاب وتقدير المجتمعات فقط، بل صارت محط مكافأة وتفضيل. ويقول أطباء النفس بعد رصدهم لعدد من الظواهر الاجتماعية إنه عندما تتساوى مؤهلات الأشخاص في سوق العمل، فإن المرأة الأجمل والرجل الأوسم هو من يحظى بفرصة العمل. فجمال المظهر أصبح من المعايير شبه الثابتة في إدارات الموارد البشرية لدى معظم المؤسسات والشركات، والتي قد لا تقل في سلم الترتيب والأولوية عن قوة الشخصية وإتقان المهارات التواصلية، ليس من النساء فقط، بل من الرجال أيضاً- كما يقول أطباء النفس. استياء ذاتي وفق نتائج أحد استطلاعات الرأي الأميركية حول دوافع اتخاذ الرجال لقرار إجراء عمليات التجميل، وبغض النظر عن مدى صراحة المستجوبين من عدمه، فإن أكثر الأجوبة التي ترددت على ألسنة الخاضعين لهذه العمليات هي: ?”اقتنعت أنه يمكنني تغيير شكلي للأحسن ومن أجل نفسي”. ?”أشعر بالاستياء كلما نظرت إلى المرآة”. ? “ما زلت شاباً، وأقوم بتمارين رياضية منتظمة، لكنني غير راضٍ عن مظهري ولم أحقق أي تحسن”. ? “مللت ملاحظات الناس كلما التقيت بهم يبادرونني بعبارة “تبدو متعباً وقلقاً”! ? “لقد توفيت زوجتي. وأريد أن أُجدد مظهري وأستعيد وسامتي حتى أرتبط مجدداً”. سري للغاية لا شك في أن عمليات التجميل من أكثر العمليات تكلفةً. كما أنها تكلف صاحبها غالياً على مستوى العواطف والجهد المبذول. ويقول جراحو التجميل إن من أكثر الأسئلة التي يطرحها الرجال قبل اتخاذهم قرار العملية هو: هل سأبدو مختلفاً كثيراً إلى درجة أن يكتشف الناس أنني خضعت لعملية تجميل”. ويضيف مستطرداً: “معظم الرجال يفضلون الاحتفاظ بأمر عملياتهم سراً”. وإذا نجح الجراح في جعل الخاضع للعملية يشعر حقيقةً بأنه أحسن حالاً وأكثر سعادةً ووسامةً، وأنه لا يزال نفسه بمشاعرها ذاتها وأحاسيسه وانفعالاته، فإن ذلك دليل على نجاح العملية. أما إذا حصل خلاف ذلك، فهو دليل على فشل الجراح، أو فشل الخاضع للعملية في التكيف مع وضع جسمه الجديد وشكله. ومن أكثر عمليات التجميل التي يُجريها الرجال من حيث سرعة الانتشار شفط الدهون، وتجميل الأنوف والجفون، وشد الصدر المترهل، وشد الوجه، بالإضافة إلى عمليات زرع الشعر. موعد مع الجراح عندما يذهب الشخص إلى عيادة جراح التجميل بغرض الاستشارة المبدئية، يقوم الجراح التجميلي عادةً باستفساره عن تاريخه في العمليات الجراحية بشكل عام، ومدى تعاطيه أي نوع من أنواع علاجات التجميل، بالإضافة إلى سجله المرضي على المستويين البدني والنفسي، ثم يُجري له فحصاً بدنياً، قبل أن يُقدم له تحليلاً وتشخيصاً مفصلاً عن حالته، ثم يُرشده مهنياً وأخلاقياً حول مدى حاجته إلى عملية التجميل التي يطلبها من عدمه، ونوع التجميل الذي يوصي به. ويستعين الطبيب بالحواسيب وآلات التصوير التي تبين صورة الجزء المرغوب في تجميله بدقة، وتعرض كل تفاصيل أبعاده، قبل استخدامها لإنجاز تقرير شخصي خاص بطالب العملية وإطلاع العميل بنتائجه والتغييرات التجميلية التي يخطط إخضاعها له في حال أوصى الجراح إجراء العملية واقتنع بذلك العميل. فوق التوقعات تُجرى عمليات شفط الدهون وشد الوجه والصدر وتجميل الأنوف والجفون بعد التخدير الموضعي أو العام، وذلك حسب رغبة الخاضع للعملية، وبما يتناسب مع حالته الصحية ولياقته البدنية. ويحتاج الخاضع إلى عملية تجميل الجفون إلى فترة تتراوح بين أسبوع واحد وأسبوعين بعد العملية ليتعافى ويعود إلى ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي. أما عملية شد الوجه، فتستغرق وقتاً أطول وتتم على مستوى الجزء المُقابل للأذن، وقد تشمل منطقة ما تحت الذقن. ويشعر الخاضع لعملية شد الوجه بعد انتهاء العملية وتلاشي مفعول التخدير بآلام أشد من تلك التي يشعر بها الخاضع لعملية تجميل الجفون أو شفط الدهون، كما أنها تتطلب فترة راحة لا تقل عن أسبوعين. وتُجرى عملية شد الصدر للرجال الذين يعانون ترهل صدورهم الذي ينتج عادةً لليافعين قبل مرحلة المراهقة، أو الكهول والمسنين بسبب فرط إفرازات الإستروجين بالمقارنة مع إفرازات التستوسترون الذي ينجم بدوره عن تقدم السن أو الأعراض الجانبية لتعاطي أدوية ما، أو العلاج الكيميائي بالنسبة للمصابين بالسرطان. وقد انتشرت عمليات شد الصدر في صفوف الرجال بشكل يفوق التوقعات في الآونة الأخيرة- حسب أطباء جراحة التجميل في أميركا- وتجري بوتيرة سريعة جداً وأكثر مما يتصور الكثير من الناس. شفط وشد يلجأ بعض الرجال إلى عملية شد الصدر للتخلص من مشاعر الإحراج التي تعتريهم بسبب ترهل صدورهم والتي تقيد خياراتهم في اللباس وبعض الأنشطة والهوايات مثل السباحة. ويقول أطباء الجراحة إنهم يرفضون إخضاع المراهق لعملية شد صدره لأن حالة صدره تكون نتيجة انعدام توازن هورموني طبيعي جداً يتلاشى بعد تجاوزه لمرحلة المراهقة وبلوغ جسده النضج التام في سن الـ18 سنةً. وحسب الجمعية الأميركية للجراحات التجميلية، يبلغ معدل عدد الرجال الذين يخضعون لعمليات شد الصدر سنوياً إلى 17,000 رجل، 58% منهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و 34 سنةً. وفي ما يخص عملية شفط الدهون، فهي تقوم بالأساس على إزالة الدهون الزائدة في مناطق تركُزها بالجسم. ولا تُجرى هذه العملية إلا بعد أن يكون جلد صاحبها مرناً ورخواً بما يكفي، وذلك حتى يتسنى للجلد التقلص بشكل طبيعي على مساحة أصغر بعد الشفط. وتتم هذه العملية بالاستعانة بتقنيات شفط الشحوم المتراكمة تحت سطح البشرة أو داخل الجسد وتسييلها وبتقنيات الموجات فوق الصوتية. ولا يعني إجراء العملية التخلي عن الرياضة أو الحمية الغذائية، بل إن نتيجة العملية لن تكون فعاليتها طويلة الأمد إلا إذا ترافقت مع رعاية خاصة لصحة الجسم ونمط الغذاء والعيش. عن موقع “revolutionhealth.com” ترجمة هشام أحناش فوق أي اعتبار ينص ميثاق أخلاقيات الجراحة بشكل عام على أن يُخبر الطبيب الجراح المريض أو كل من يتخذ قرار إخضاع جسمه لمشرط الجراح بكل الأعراض الجانبية الملازمة للجراحة أو التالية لها، وعلى نسب نجاح العملية بدقة من دون تهويل ولا تهوين، وأن يُمارس على المريض العمليات المجربة والمثبتة علمياً والمعتمدة من وزارة الصحة فقط، وأن يضع سلامة المريض وصحته فوق أي اعتبار آخر مهما كان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©