عادت ، مؤخرا، صافية القبيسي، مديرة مركز الحرف اليدوية في “هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” من الصين، بعد أن شارك المركز في معرض “المهن والمنتجات التقليدية” الذي يقام سنوياً في هانج تشو، وامتد من 25 أكتوبر وحتى مطلع نوفمبر الجاري. وعكست المشاركة حرص الهيئة على الحفاظ على تراث الدولة ونشره عالمياً. وذلك من خلال مجموعة من المعروضات التي اختصرت بعض المهن مثل السدو، والتلي، والسعفيات، إذ نالت إعجاب زوار المعرض من الصينيين ومختلف أنحاء العالم. ويشار إلى أن المركز سينظم معرضا بعد عطلة عيد الأضحى إلى في مقر الهيئة بأبوظبي.
تحرص صافية القبيسي، مديرة مركز الحرف اليدوية في “هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” والعاملات في مركز الحرف اليدوية في الهيئة على إيصال تراث الدولة إلى كل بقاع العالم. وها هي اليوم تحقق معهن جانباً من تلك المهمة بعد أن عدن مؤخراً من الصين إثر مشاركتهن في “معرض الحرف اليدوية” الذي أقيم في مدينة “هانج تشو”. وشاركن فيه بهدف تعريف العالم بأهم الحرف المحلية القديمة في الدولة. وتأكيداً على ضرورة تلاقي ثقافات وحضارات العالم فيما بينها بما يعزز التواصل الإنساني الحضاري.
مشغولات متنوعة
عبرت القبيسي عن سعادتها الغامرة بالمشاركة، مؤكدة أن معروضات الحرف الشعبية الإماراتية حظيت باهتمام وإعجاب المسؤولين وزوار المعرض من كل قارات العالم الذين غص بهم جناح الحرف اليدوية الإماراتي. حيث تلتقي في “هانج تشو” جميع ثقافات العالم بتناغم حضاري وثقافي يميزه الإبداع اليدوي لما فيه مصلحة الثقافة والحضارة الإنسانية.
وتضيف أن زوار الجناح الحرفي من الأسيويين والأوروبيين ومن دول عربية مشاركة كدول الخليج وسوريا ومصر والأردن والمغرب؛ أبدوا إعجابهم بما شاهدوه من تفاصيل التراث المفعمة بعبق التاريخ والممزوجة بالتجربة الإنسانية الثرية. الأمر الذي انعكس على النسوة العاملات اللاتي تميزن بلباسهن التقليدي الذي جذب الأنظار لنقوشه وزخرفاته وحشمته ووقاره، مشيرة إلى أنه كان هناك توافد من قبل الزوار لمعرفة حيثيات الحرف اليدوية المشاركة وسبب استخدام كل حرفة.
وشارك المركز بمجموعة مشغولات أخرى غير الحرف الثلاث الرئيسية (السدو، والتلي، والسعفيات)، تُعنى بالتفاصيل التراثية مثل النحاسيات والفخاريات كالمرشات والمباخر ودلال القهوة والأزياء الشعبية والعطور والبخور والدخون. إلى ذلك، تقول القبيسي إن الزوار لفتتهم روائح البخور وسألوا عن موادها الخام وكيفية صناعتها، وكذلك نقوش الحناء التي زينت أكف بعض العاملات، مبينة أن عرض الجانب الجمالي والوظيفي للمنتج يشمل تنفيذا حياً للصناعات الحرفية لتعريف الزوار في آلية وتقنيات كل حرفة (كاجوجة والدحروي والمغزل والنول ...) ومراحل تطور الحرف في الدولة، إذ تمثل الحرف اليدوية النسائية والرجالية جزءاً مهماً من الثقافة التراثية والاجتماعية في الإمارات.
وتوضح أنه تم تقسيم مشاركة الحرفيات إلى عدة مجموعات تشمل الحرف التي ينجزها القسم، حيث تسعى الهيئة من خلال هذه المشاركة إلى إبراز الجــانب الثقافي والتراثي لهـذه الحـرف التي مارســها الأجداد قديماً قبـل ظهور النفط.
هدف المشاركة
تشير القبيسي إلى أن سيدات التراث سواء الاستشاريات أو العاملات في الحرف اليدوية اعتبرن “مجرد مشاركتهن في معرض الصين شرف لهن كما أنه تشجيع من “هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” حيث تتيح لهن ممارسة الحرف اليدوية بشكل حي أمام الزوار وعرض منتجات القسم فورياً في المعرض للاطلاع على تجربة الدولة في مجال إحياء التراث والمهن التقليدية القديمة”. وتبين أن الهدف من المشاركة في هذا المعرض الدولي هو التعريف بسوق المنتجات الحرفية المحلية وليس الربح المادي. وعزز هذا الهدف الإصرار الكبير من الجانب الصيني على زيارة المعرض.
وبابتسامة عريضة وملامح يكسوها الرضا، تقول القبيسي إن آلاف الزوار ترددوا على جناح الإمارات للتعبير عن إعجابهم واقتناء بعض التفاصيل التراثية كهدايا تذكارية أو الحصول من جناح الدولة على هدية تذكارية.
وقريباً تعود العاملات إلى آلاتهن اليدوية الصنع لتنجزن شرائط “التلي”، وأثواب وبراقع وشيلات الأزياء المحلية، ومنتجات صوفية وخوصيات من سعف النخل، ومزيج المواد العطرية والحناء.
إلى جانب عدة حرف بسيطة من بينها إنجاز مجسمات تحاكي تلك الحرف الأساسية ليتم تبادلها على سبيل الهدايا. إلى ذلك، تقول القبيسي “توفير قطع من المنتجات صغيرة الحجم يدفع السياح من كل جنسيات العالم إلى اقتناء بعضها إن كانت ترمز إلى تاريخ وتراث البلد، لذلك نفضل أن تكون القطع صغيرة ومتاحة للبيع كهدايا تذكارية يصحبها معه للأهل والأصدقاء، ويتعرف بالتالي إلى تراثنا”. وبعد يومي استراحة في فترة عيد الأضحى المبارك ستعود العاملات في مركز الحرف اليدوية إلى عرض نتاجهن في المسرح الوطني، مقر الهيئة بأبوظبي. وبعد ذلك بأيام قليلة سيشرعن في التحضير لمفاجأة جديدة تتصل بذكرى العيد الوطني الـ39.
بطاقة مدينة
? هانج تشو من المدن السياحية الصينية، تشتهر بجمالها الطبيعي وتراثها الثقافي، يقطنها ما يقارب الستة ملايين نسمة، يزور نصفهم معرضها الدولي.
? تعتبر المدينة أحد مهود الحضارة الصينية حيث سكنها الإنسان منذ 5000 سنة، وكان أول من سكنها قبيلة تدعى ينجتشو.
? يوجد في المدينة مسجد قديم يعود لأكثر من ألف سنة تقام به الصلوات وصلاة العيد والجمعة. ويوجد بها عدد من المسلمين.