الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حنين للأهل والموائد الجماعية·· والحل في الوجبات الجاهزة

حنين للأهل والموائد الجماعية·· والحل في الوجبات الجاهزة
17 أكتوبر 2006 23:40
دبي· علي مرجان الاقتراب من عالمهم يعني العودة إلى ذكريات الماضي القريب، عندما كانوا يعيشون حياتهم بلا قيود·· كانت عائلاتهم تحتضنهم خلال أيام الشهر الكريم، ولكن مرت السنوات وصارت أحضان العائلة في شهر رمضان مجرد أحلام، ويومياتهم مزيجا من حنين جارف وحياة لا يمتلكون فيها إلا الحلم· إنها أحلام ''العزاب'' التي تزخر بحنين العودة لمائدة العائلة، وربما حلم الاستقرار في نهاية الطريق· ما هي طقوسهم خلال أيام وليالي رمضان؟·· كيف يعيشون؟·· نستخرج منهم يومياتهم خلال الشهر الكريم في هذا التحقيق· بعد البحث في دفتر أحوال العزّاب من أبناء الإمارات، وبعد تدوين ملاحظات الشباب العربي الذي يقيم في الدولة، أكدت جملة المشاعر التي بين أيدينا أن تلك الأرض ملتقى للجميع ·· وطن جديد يقترب من ملامح الوطن الأم للمغتربين، لكن مشاعر الفراق أكثر سخونة في 960 ساعة·· شهر واحد أكد الشباب مع انطلاقته أن الساعة فيه تعني دقائق وثواني تسير ببطء في البعد عن مائدة وحضن العائلة· اليوم الأول بدأت أول دقيقة في أول أيام الشهر الكريم، وبدأت ملامح حياتهم البسيطة تتضح شيئا فشيئا مع مائدة جماعية تمثل أهم طقوسهم للاحتفال بوصول الضيف الكريم·· من جيوبهم استخرجوا دراهم معدودة لإعداد مائدة العام مع انطلاق آذان مغرب اليوم الأول، صنعوها بأحاديث علنية أحيانا حول يوميات الماضي القريب، وبمشاعر أخرى خفية حول الواقع الجديد· أحمد سعدة، شاب مصري يعيش في دبي منذ ثلاث سنوات قال : مع صباح كل يوم جديد أذهب إلى عملي، وأعود منه قبل موعد الإفطار بدقائق معدودة، لأشترك مسرعا مع أصدقائي في إعداد مائدة الإفطار· ويضيف: يقوم أحد الأصدقاء ممن يجيدون فن الطهو بالحصول على إجازة من العمل خلال اليوم الأول من الشهر الكريم لإعداد المائدة، وخلال الساعة التي تسبق موعد الإفطار يبدأ زملائي في التوافد واحدا تلو الآخر ليشاركوا في وضع اللمسات النهائية على المائدة· الجاهز يكسب! الوجبات الجاهزة سمة مميزة لعالم العزّاب، لأنها تمثل بديلا جاهزا ينقذهم من عناء إعداد المائدة التي لا يقوى غالبيتهم على تحمل المفاجآت غير السارة التي يتعرضون لها لحظة التجهيز، وهذا ما يبرر اختلاف يوميات مصطفى أحمداني وهو مغربي حضر إلى دبي قبل عامين، فالوجبات الجاهزة تمثل بالنسبة إليه حلا عمليا ينقذه من زحام الوقت وقلة الحيلة· مصطفى أكد لنا أن مشاعر الحنين إلى الوطن سيطرت عليه كثيرا، لكن عروبة دبي جعلته يتغلب على ذلك الإحساس الذي يصل إلى أقصى ذروته مع اتضاح رؤية الشهر الكريم· ويؤكد محمد يحي ويعمل في مطعم بدبي أن الإقبال على الوجبات الجاهزة هو أحد سمات الساعات الأخيرة قبل الإفطار، مشيرا إلى أن المطاعم تشهد انتعاشة حقيقية خلال ذلك الوقت، تماما مثلما ذكر محمد عبده ويعمل في شركة خاصة : نادرا ما أقوم بإعداد مائدة الإفطار في البيت، وأرى أنني من رواد المطاعم خلال الشهر الكريم، وأحرص على أداء صلاة التراويح يوميا والتقرب إلى الله، كما أن الحنين إلى الأهل إحساس يلازمني خلال الشهر الكريم· مائدة جماعية ربما لا يمكنهم ترتيب أوراقهم في رمضان، ولكنهم يحاولون -على الأقل- ألا تبقى حياتهم مبعثرة، حيث يحرصون على إضفاء أجواء خاصة على مسكنهم البسيط، إنهم ثمانية شباب اختاروا أن يضعوا لأنفسهم برنامجا محددا يتلخص في العودة إلى المنزل قبل موعد الإفطار بوقت كاف، لتكون مائدتهم جاهزة· يقول محمود فزعي وهو تونسي مقيم في دبي: أحرص وزملائي على المشاركة في المائدة الجماعية، لأنها تمثل بالنسبة إلينا شيئا ضروريا خلال الشهر الكريم ، خصوصا وأن جميعنا يتملكه في ذلك الوقت حنينا جارفا إلى مائدة العائلة· ويضيف: منا من يذهب إلى الدوام بعد الإفطار، ومنا من يقرر الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة· وأشار إلى أن جلسات السمر التي تمتد إلى الساعات الأولى من الصباح تمثل ملمحا أساسيا للحياة في دبي وللعزّاب بصورة خاصة خلال الشهر الكريم· تلك هي حياتهم بعيدا عن المشاحنات والمواقف الغريبة والعجيبة التي يتعرضون لها خلال الشهر الكريم، وتلك هي التفاصيل التي اتفقت عليها نسبة كبيرة ممن يعيشون حياة العزوبية وهم مطاردون بحلم العودة ، وليت كل ما يتمناه المرء يدركه!· -------------- // كادر// المطاعم تنتعش و''العزاب'' يأكلون ذكر أصحاب مطاعم الوجبات الجاهزة في دبي أنهم يشهدون انتعاشة خلال الشهر الكريم ، وأن الزحام يبدأ في الثالثة والنصف عصرا ، مؤكدين أن العزاب يمثلون نسبة كبيرة من الزبائن على مدار الشهر الكريم، كما طالب الشباب بتنظيم الدوام خلال الشهر الكريم خصوصا وأن منهم من يبقى في عمله منذ الثامنة صباحا وحتى الثانية عشرة من صباح اليوم التالي· ················· * كلام صور: - مصطفى حمداني - - محمد يحيى - محمد عبده
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©