الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زلفى رشيد: قلة المختصين بالرسم تعوق تنمية المواهب الفنية

زلفى رشيد: قلة المختصين بالرسم تعوق تنمية المواهب الفنية
11 نوفمبر 2010 20:28
تؤمن زلفى رشيد، الطالبة في كلية الهندسة بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في الفجيرة، بأن الفن للجميع لأنه يعكس الجانب الجميل من الحياة بالإضافة إلى كونه انعكاساً للمشاعر والأفكار الإيجابية. وبين الرسم والخط العربي والتصميم الإلكتروني والنحت والشعر تجد زلفى نفسها غارقةً في بحر الفنون، التي تسعى من خلال ممارستها لها إلى تقديم الفائدة للناس بالبحث عن التطبيق العملي لهذه المواهب، والمشاركة في تشكيل الهوية الحضارية للأمة الإسلامية، وهناك أهداف فرعية أخرى كإبراز الشباب العربي كقوة فكرية إبداعية وتحقيق تعدد المواهب. الفنون مجتمعة حول ممارستها لهذه الفنون مجتمعة، تقول رشيد “الرسم هو أول الفنون التي مارستها منذ صغري، ولم تدخر أسرتي ومدرستي أي جهد لإشراكي في المسابقات وتشجيعي على ممارسة هوايتي، لأنها تضمن لي حرية التعبير عن الخيال”. وتضيف “أميل إلى الفنون البصرية سواءً الرسم أو النحت أو الخط العربي، ويجذبني فيها اعتمادها على مقاييس الجمال التي يمكننا الإبداع فيها، ففي هذه الفنون تعبير جميل عن الإحساس الذي يمكن أن يصل إلى المتلقي بسهولة”. وتأثرت رشيد بوالدها الذي كانت تراقبه وهو يرسم بريشته أمامها لوحات الطبيعة، وكان لمدرستها دور كبير في صقل هوايتها من خلال المسابقات التي كانت تقيمها، تقول “أستوحي أفكار لوحاتي من بيئة الدولة الصحراوية، وأميل كذلك إلى رسم البحر الذي يعكس بيئة المنطقة الشرقية التي أعيش فيها حيث أقوم بدمجها وربطها بالهوية الإسلامية والعربية، وبعض الأفكار التي أرسمها تأتيني من خلال اطلاعي في مختلف المجالات، وهذا ما وفرته المسابقات التي لها تأثير عظيم في تطوير الشخصية والموهبة والاتجاهات الفنية”. وتشير رشيد إلى أن هناك بعض العقبات التي تمنعهم من تنمية إبداعاتهم منها عدم وجود عدد كاف من المختصين في الرسم، وعدم وجود هوية فنية خاصة بالرسم، حيث يعتبر البعض بعض المدارس الفنية الحديثة مجرد خطوط ولهم الحق في ذلك، لأن تعلم الرسم الواقعي كتعلم الحروف قبل الكتابة، ثم إن المدارس الفنية الحديثة ليست وليدة البيئة الإسلامية ولا حتى العربية. وتضيف “يعتبر التعريف بالمبدعين عقبةً كبيرةً، لذا نحتاج إلى دمج الفنون مع الحياة اليومية للعامة، وهنا نحتاج إلى التوعية المجتمعية التي تأتي عن طريق الدمج بين الفن والحياة”. وتود رشيد من خلال هواياتها أن توصل رسالة توضح فيها أن ممارسة الفنون تعد أمراً وطبيعياً، فغالباً ما يستطيع الموهوب بصرياً الانخراط في كل أنواع الفنون لكنه يتميز في واحدة منها. مواهب مدفونة كان لمراكز الفنون دوراً في صقل مواهب رشيد التي أسعدها كثيراً وجود مركز كلباء للفنون مع التسهيلات التي يوفرها للمنتسبين، تقول “التحقت بالمركز منذ فترة لم تتعد الخمسة أشهر تعلمت فيها فني النحت والخط العربي الذي أمارس فيه خطي الرقعة و النسخ، ولعلني مارست النسخ أكثر لأنه يحتاج لدقة يصعب الوصول إليها بسهولة، وأتمنى أن أكتب القرآن الكريم بخط النسخ”. وتضيف “الشيء الذي لا يمكن أن يصبح المرء خطاطاً من دونه هو الصبر، فحينما نطبع الحرف في الحاسوب نأخذ أجزاءً من الثانية بينما يكتبه الخطاط بيده في نصف دقيقة أحياناً، فبالصبر والاجتهاد من أجل الوصول للمطلوب هما عاملا النجاح في هذا المجال، يلي ذلك الأدوات المناسبة من أقلام وأحبار وأوراق وعلى رأسها خطاط مبدع يعلمك الخط وأساسياته وفنونه”. وتوضح رشيد “المنطقة الشرقية بهدوئها وزرقة بحرها تخبئ الكثير من المواهب، فهناك من يقدر الجمال ولكنه تقدير غير مصقول بالمعرفة وغير مدرب على مشاهدة الفنون، فنادراً ما نجد معرضاً فنياً هنا مقارنةً بالمناطق الأخرى، وعموما هناك توجه واهتمام بالفنون يزداد مع مرور الأيام وأتوقع أن القادم أفضل”. وتبين أن الفنانين والمفكرين في الإمارات تنبهوا إلى هذا الأمر فأخذوا يدعمون الفنون ولابد أن يسفر ذلك عن ولادة الشخصية الفنية الإماراتية، وكانت المسابقات والمنافسات والمعارض ومراكز الفنون هي السبيل إلى تطوير الفنون، فمستقبل الفن في الإمارات سيكون في أيد أمينة إن فهم الفنانون أن الفن للناس وأنه لا يجب تجريده من الجمالية حتى لو اعتمد على العلم، لأن له جانبين عاطفي وعقلي، أما عند الغرب فالمدارس الحديثة تجرده من الجمالية وترفع شعار الفن للفن، وهذا في رأيي خطأ فادح”. التصميم الإلكتروني إلى جانب، ممارستها للفنون تمارس زلفى رشيد هواية التصميم الإلكتروني الذي بدأته بتعلم برنامج الفوتوشوب في المرحلة الإعدادية، حيث قامت معلمة تقنية المعلومات بتعليمها البرنامج خارج المنهج الدراسي لما وجدته فيها من حب الرسم، وبعد فترة قصيرة من إتقانها قامت بتقديم دورات في نفس السنة للطالبات، وكان تصميم ديوان “عندما تعشق حواء” أكبر استفادة لها من هذه الموهبة. وعن عدم تخصصها في دراسة الفنون الجميلة تشير زلفى إلى أن عدم وجود كلية للفنون قريبة منها منعها من ذلك، كما أنها تريد التخصص في علم الهندسة لأنه تطبيق عملي للمواهب الفنية، حيث تجد في الهندسة جزءاً من تركيبتها الشخصية، مؤكدةً أنه من الضروري أن تصقل الهواية بالدراسة، فالموهبة غير المصقولة تمثل عبئاً على الفن والفنانين، والصقل يمنح العمل المنتج قيمةً أكبر، كما تكسب الدراسة الفنان شخصية فنية، وأقصد بذلك الأسلوب الفني الذي يتفرد به الفنان، وتساعده في تجنب بعض الأخطاء الشائعة، وهذا ما أريد أن أتجه إليه عندما تتهيأ الظروف المناسبة لدراسة الفن”. مشاركات ومعارض شاركت زلفى رشيد في معرض “HUNGER DRAWING COMPETITION” عام 2006 وهو من تنظيم برنامج الغذاء العالمي WFP، وفي كليات التقنية العليا في “PAINTING COMPETITION” عام 2009، كما شاركت في مهرجان الإبداع الأول الخاص بمجال الخط من تنظيم منطقة الفجيرة التعليمية في مجال الخط العربي، ومعرض “أنامل إماراتية” الذي أقيم مؤخرا في المنطقة الشرقية، وقامت كذلك بعمل معرض شخصي باسم “مهاجر” في الفجيرة عرضت فيه لوحاتها الفنية المختلفة، بالإضافة إلى ذلك صممت غلاف ديوان “عندما تعشق حواء” للشاعرة ناهد رشيد.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©