الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماراثون رمضان لجني الحسنات والعتق من النار

ماراثون رمضان لجني الحسنات والعتق من النار
17 أكتوبر 2006 23:42
روحانيات رمضان زاد المسلم لعام كامل بالتقوى والإيمان دبي - سامي أبو العز تشتعل الروحانيات بقلوب المسلمين مع حلول شهر رمضان من كل عام، ويقترب الناس كثيرا من أصول وقواعد الدين الإسلامي الحنيف قولا وفعلا، وتعم الشهر الكريم أجواء إيمانية مفعمة بالصلاة والزكاة والصدق وصلة الأرحام والبعد عن كل ما يغضب الله، تصل إلى ذروتها مع بداية العشرة الأواخر، ويتوب الصائم عن ارتكاب المعاصي خلال أيام الصوم، آملا في كسب مرضاة الله قائلا ''اللهم إني صائم'' ويتحول الشهر المعظم إلى موسم لحصاد جوائز نعيم الله ومرضاته في الدنيا والآخرة، عبر ماراثون السباق في جني الحسنات والعتق من النار والفوز بمقعد صدق عند مليك مقتدر ''يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم''· وإذا كنا جميعا نبتهل إلى الله أن يجعلنا من عتقائه من النار وأن يتقبل صلاتنا وصيامنا فإننا نأمل أن تمتد روحانيات رمضان إلى ما بعد الشهر الفضيل ولا تختفي باقي العام· تجليات إيمانية قبل كل شيء يجب أن نعلم علم اليقين بأن رمضان يجب أن يبقى متميزا بتجلياته، ويختلف عن سائر الشهور، وإلا لم تتضاعف فيه الأعمال والأجور، كما أنه الشهر الذي قال عنه الله سبحانه وتعالى ''شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان'' وقال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم: ''رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما''· ويقول الخبير التربوي الدكتور عارف الشيخ: لأن شهر رمضان يتميز بين الأشهر فإن الناس كانوا يستقبلونه بالفرحة، ويودعونه بالدموع، ومازلنا نتذكر القصائد الوداعية التي كانت المجالس الرمضانية ترددها نهاية الشهر ومستهلها: الوداع الوداع الوداع يا رمضان الوداع الوداع شهر البر والإحسان أيا من يرتجى أجرا ويرجـــــوا ربــــــه غفــــــــرا ويأمل فضلـــه دهـــرا ويخشى سطوة النيران عليك بصــوم أيامـــه لكــــي تحظـــى بإنعامــــــه وكن من خير قوامه تحـــز حظــا مــن الغفران فذا شـهر التراويـــح وإيقـــــــــاد المصـــــــابيـــــح وأوقــ ات التســـابيح وشــــهر تـــلاوة القــــــرآن ويضيف: هكذا كانوا يذكرون الناس بتجليات الشهر الذي يزورهم كل عام مرة ليجدد فيهم الأمل والعمل وحب الخير فابن أدم خطّاء طوال العام ولا مفر لأن البشرية تنفي عنهم صفة الملائكية، فإذا كان الله تعالى وصف الملائكة بأنهم لا يعصون الله ما أمرهم، فإن الرسول ''ص'' قال عن البشر: لولا أنكم تخطئون وتذنبون، ثم تتوبون وتستغفرون، لأتى الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيتوب الله عليهم''· وأوضح الدكتور عارف الشيخ أن: سنة الله في كونه أن تكون الفصول الأربعة، ويكون الليل والنهار، والخير والشر، ويكون رمضان وغير رمضان·· إلا أن رمضان سيد الشهور، مشيرا إلى ان الناس في رمضان ينشطون في العبادة لعلمهم بأن أبواب السماء تتفتح بالرحمة وتغلق فيه أبواب النيران·· فمن الناس من يواظب على صلواته في رمضان، ومنهم من يخرج زكاة ماله، ومنهم من يقلع عن العادات السيئة في رمضان، ونلاحظ أن بعضهم يتبارك بهذا الشهر فيجعله متحولا في حياته ثم يستمر في الخير وينقطع عن الشر إلى الأبد· النية والإخلاص لكن من الناس من يتفرغ للخير ليعود إلى الشر بعد رمضان، فإذا كان قد انقطع عن الشر واهتدى إلى الخير فلماذا لاتبقي نفسه مشرقة بأنوار رمضان طوال العام؟ ويجيب الدكتور عارف الشيخ قائلا: أن الله خلق الشر منذ أن خلق الخير، ليبلوكم أيكم أحسن عملا، فلو كانت الحياة كلها خير فكيف نحكم على هذا بأنه صالح ونحكم على ذاك بأنه طالح؟ إذن وبضدها تتميز الأشياء والحُسن يظهر حُسنه الضدّ، فإن عصمة البشر غير مطلوبة لأنها للملائكة وللرسل، ورمضان لو دام طوال العام لما تميز على الأشهر الأخرى، وما اشتاق إليه الناس، بل اشتكى منه الناس· لذلك فإن الله لم يطالبنا بقيام الليل كله، ولا بصيام اليوم كله، بل قال الرسول ''ص'': أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، مؤكدا أن العبرة ليست بالكم والكثرة بل بالنية والإخلاص، وانعكاس أثر العبادة على الإنسان طول عمره· ويشير إلى أن الذي يصوم رمضان خالصا من قلبه يظل متذكرا حلاوة الصيام والقيام ولو لم يكن صائما، ويظل صادقا في قوله لأن الصوم علمه الإمساك عن قول الزور· إذا فالخير في القليل المحافظ على دينه، فدعك من الكثرة الذين هم الغثاء، والله تعالى ينصر دينه بالقلة القليلة· تحول فطري لاشك أن رمضان له خواصه الكثيرة، وإذا اختفت بعض أو كل هذه الخواص فهذا ليس بجديد، فشهر رمضان عرفه الناس بمعرفة دينهم وعقيدتهم، وهذا في الحقيقة كما يراه الدكتور سيف الجابري مدير إدارة الإفتاء والبحوث في دائرة الشئون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، ليس اختفاء ولكن هو تحول فطري متابعة للشهور لأن الصيام يتمتع بخاصية الصوم وينتج عن الصوم إمكانيات العمل الصالح الذي بدوره يبني علاقة خاصة بين المسلم وربه سبحانه وتعالى وبين المسلم وإخوانه من المسلمين، ما يؤثر على سلوكه مع بقية البشر، فالاختفاء لهذه الروحانيات شيء طبيعي، مؤكدا أن المسلم ينبغي عليه ان يحافظ على مكتسبات رمضان إلى ما بعد رمضان لأن الصائم يحافظ على هذه الطاعات ليتزود منها لعام كامل، وهذه نتائج الصوم المقبول، أما الذي يتخاذل عن كثير من مبادئ الصيام فيكون الناتج الإيماني ضعيفا، وبالتالي ترى أخلاقياته تندرج قليلاً قليلاً بعد الصيام، لذلك يجب على المسلم ان يكون حصيفاً في المحافظة على الصيام· ضعف الإيمان ويضيف الدكتور سيف الجابري أن النقطة المهمة لماذا تختفي ظواهر الروحانيات بعد رمضان؟ مجيبا أن هذا دليل ضعف إيمانيات الناس بأهمية الأعمال الصالحة في كل زمان ومكان· فرب رمضان هو نفسه رب الشهور سبحانه وتعالى، فينبغي ان نراقب الله سبحانه وتعالى في رمضان وفي غير رمضان بنفس مستوى الطاعة والفروضات ليصلح حالنا على طول العام، بذلك نقول للمسلمين عامة ينبغي ان يكرس المسلم أعماله في كل وقت وحين، حتى لا يفوت الفرصة على نفسه لأن أعمال المسلم الصالحة مطلوبة منه في كل وقت، لذلك لا يجوز للمسلم ان يترك الصلاة بعد الصيام ولا يترك الصدقات ولا يدخل في المحرمات، بل عليه ان يحافظ على كل قيم الدين كما أراد الله سبحانه وتعالى، ان هذا الدين هو دين القيم التي ينبغي المحافظة عليها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©