أسماء الله الحسنى

الـعـــــدل القاهرة - أحمد مراد: سمى الله تعالى نفسه العدل لأنه العادل الذي لا يحكم إلا بالحق ولا يفعل إلا الحق، ويضع الأمور في مواضعها ويعطي كل ذي حق حقه فيعاقب المسيء ويكرم المحسن وتقول د الهام محمد شاهين -استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر بالقاهرة-: العدل صفة من صفات الله تعالى الحسنى، وهي من صفات الأفعال ولكن لما يترتب عليها من آثار اصبحت موضوعا مستقلا واصلا قائما برأسه من اصول الدين، كما ان بعض مسائل اصول الدين مترتبة على هذا الأصل خاصة مسألة المعاد وارسال الرسل وبعث الانبياء، ومعنى العدل في اللغة هو وضع الأمور في مواضعها واعطاء كل ذي حق حقه وبذلك يكون عقاب المسيء واكرام المحسن من مظاهر العدل وتعني انه لا يحكم إلا بالحق، ولا يفعل إلا الحق، اما العدل في حق الله سبحانه وتعالى فمعناه العادل وهو الذي يصدر منه فعل العدل المضاد للجور والظلم ولن يعرف العادل من لم يعرف عدله، ولا يعرف عدله من لم يعرف فعله، ومن اراد ان يفهم هذا الوصف ينبغي ان يحيط علما بافعال الله تعالى من اعلى ملكوت السموات الى منتهى الثرى ليدرك ان الله تعالى اعطى كل ذي حق حقه، من مخلوقاته مهما صغر الشأن أو عظم القدر فالله تعالى عدل لا يجوز عليه الجور والظلم وهو القائل سبحانه وتعالى ''وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته'' وتضيف د الهام: وقد قسم الله تعالى للعبد حظا من اسمه ''العدل'' اذ سواه فعدله في احسن تقويم، والله تعالى عدل محض بمعنى انه لا يمكن ان يصدر عنه الظلم فهو سبحانه ليس بظلام للعبيد وقال بعض العارفين: ''وقد علمت انه ليس في حكمك ظلم ولا في نقمتك عجلة، وإنما يعجل من يخاف الفوت، وانما يحتاج الى الظلم الضعيف وقد تعاليت عن ذلك يا الهي علوا كبيرا'' ولذا نجد كثيرا من الآيات تتحدث عن عدله عز وجل وتنفي الظلم عنه منها قوله تعالى: ''وما الله يريد ظلما للعباد'' وقوله عز وجل: ''إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون'' والعدل يأتي في القرآن الكريم بمعنيين: الاول بمعنى الاستقامة في الفعل بوضع الشيء موضعه بلا ظلم ولا جور، ومنه قوله تعالى: ''وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل'' والثاني بمعنى الانصاف ويكون في المعاملة فلا جور بانقاص الحق، ولا تفضل بالزيادة عليه ومنه قوله تعالى ''إن الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى''