الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أرضي» ينقل خيرات مائدة القرية إلى المدينة

«أرضي» ينقل خيرات مائدة القرية إلى المدينة
11 نوفمبر 2010 20:42
معرض “أرضي” ينتظره اللبنانيون كل سنة، بشغف ولهفة، لأنهم يرون الطبيعة في المدينة، عكس الأصناف التي تعرضها “السوبر ماركت” والمغلفة بأوان وأطباق وأكياس، وتبدو لمحبي “المونة الطبيعية” بأنها “لذيذة” بكل ما تحمل الكلمة من معنى، غير أنها بعيدة عن النكهة الطيبة، والمذاق الشهي، واللقمة المغموسة برائحة الخضار الطازجة. الزوار من كل حدب وصوب من بيروت والجنوب والبقاع، وطرابلس والشمال وجبيل وكسروان، يأتون إلى معرض “أرضي 2010” للمنتوجات الزراعية والحرفية، الذي يقام في هذه الفترة للشراء والتزود بـ”المونة” الطبيعية، ولمشاهدة أصناف وأنواع من خيرات الأرض، من “المطبخ البيتي” الذي كانت تعد طعامه “ستي الختيارة”. وفي أقسام المعرض، تظهر أسماء لجمعيات وبلدات وقرى مشهورة، بمنتجاتها الزراعية وبخصوصية معينة، لأصناف يزداد الطلب عليها سنة بعد أخرى. في المعرض، يتسنى للزائر الاحتكاك بالمصنعين، بشكل مباشر ووجهاً لوجه، مع شروحات للتطوير الزراعي والتنموي والحرفي، ولكن المهم في معرض 2010، تطبيق معايير صارمة فرضت على أصحاب الحرف والمنتوجات بإبعاد أي شيء غير بلدي، من “المونة البيتية” مع ضرورة مطابقة المواصفات المطلوبة من التسويق والتقيد بأنظمة المعرض. في هذا السياق، يقول المسؤول عن المعرض غالب الحاج حسين “أقيم المعرض من أجل مساعدة الجمعيات والهيئات وذوي الدخل المحدود، على تحسين ظروف معيشتهم وتنمية قدراتهم، وتعزيز ثقافة الانتماء إلى الأرض، والغاية من “أرضي” هو إقامة علاقة سوية بين المنتج والمستهلك، عدا عن أن الزائر يحن دائماً إلى كل ما هو قديم وإلى الأدوات التي تعيده إلى أجواء القرية والطبيعة، لذلك عرضنا الجاروشة والطاحونة ومجسمات لرموز تاريخية وأثرية، وصولاً إلى عروض لكل قرية، تفرد فيه منتوجاتها في معالم تراثية مشهورة فيها”. ويضيف “ما نقدمه من “مونة” ينقل فوراً من الطبيعة إلى المستهلك، ولا يدخل فيها أي مواد مضرة أو مؤذية لصحة الإنسان، إذ أن لكل منتج تركيبته الخاصة التي تختلف عن المطبخ الآخر، إن كان ذلك في “الكشك” الجنوبي أو البعلبكي، والعسل الصيفي أو الجردي، والزعتر صنف أول وثان وغيرها من المنتجات”. جودة الصنعة طاولات كبيرة متراصة الصفوف، و”ستاندات” تستضيف “المونة” وكل أنواع أصناف الغذاء الصحي الذي تنتجه جمعية “زوادة الطبيعة”، كما تقول دعد إسماعيل، التي تعرض جميع أنواع المربات والبرغل البلدي والفريك المجروش، وقناني ماء الورد والزهر والشراب، وزيت الزيتون والخيار والمقتي والباذنجان (المخلل) والمكدوس، إلى جانب اللبنة المغومسة بزيت الزيتون الصافي. وتضيف إسماعيل أن المنتوجات التي تعرضها، جميعها طبيعية وصحية وخالية من المواد الحافظة، حيث إن هذه الأصناف تدوم لفترة طويلة في البراد وخارجه، وهي من نتاج أهالي دير قانون الذين لم يدخلوا على أي صنف من أصناف المواد التي تضر بالصحة، رغم أن المأكولات والأطعمة التي يحضرونها تدوم طويلاً، وتحافظ على نضارتها ونكهتها وجودة صنعها. عن الأسعار “وجدول” العرض والطلب، تقول إسماعيل إنها “معقولة جداً، وباستطاعة أي كان شراء ما يريده من “المونة”، وهذه السنة مثل سابقتها لم تطرأ أي زيادة على أسعار المنتوجات لدينا، بالرغم من ارتفاع تكلفة جميع المواد من المربيات “والمونة” وغير ذلك”. ورداً على سؤال حول نشاط جمعية “زوادة الطبيعة”، وهل تقتصر على الاشتراك في معرض “أرضي” فقط، فتجيب “نشارك بكل النشاطات التي تقام في مختلف المناطق اللبنانية والعاصمة، ونحن في “حراك” دائم لعرض منتوجاتنا الغذائية والزراعية، مثل معرض “النملية” في المتحف، والتسويق في قانا، وتلة الصحة في شارع الحمراء”. الزيت والعسل “ستاند” جميل يصادفه زوار المعرض، حمل يافطة زيت النعام للاستخدامات الطبية والتجميلية. وفي مكان آخر تعرض “التعاونية الزراعية العامة” في بلدة رب ثلاثين، أصنافا عديدة من زيت الزيتون، وقد زينت منتوجاتها بأبيات من الشعر تقول: “بحمد الله يا محبين بجنوبي موسم وافي بتعاونية رب ثلاثين زيت الزيتون الصافي قطفنا الموسم بتشرين وعسلنا خرج ضيافي لو ذاقوا xابن التسعين بيرجع شاب ومتعافي”. وزيت الزيتون بحسب الشروحات الموجودة على منتجاته، له فوائده الغذائية ومنافعه الصحية والشفائية، حيث استعملته كل الشعوب للوقاية والعلاج من عدد كبير من الأمراض ودلت دراسات على أن زيت الزيتون البكر الممتاز مفيد لأمراض القلب والشرايين، ولارتفاع الكوليسترول، وللجهاز الهضمي، والكبد والمرارة، والعظام والسكري، وللمناعة ويعتبر صيدلية طبيعية عندما تضاف إليه نباتات عطرية وطبية. “العسل” كان له الحصة الكبيرة في معرض “أرضي” إلى جانب أنواع المربيات وأصناف الزبيب والصنوبر والفستق الحلبي، واللوز والجوز، لكن فوائد العسل وغذاء الملكة يمنحان الجسم الطاقة اللازمة لناحية معالجة الجهاز التنفسي، وتهدئة الأعصاب وتخفيف السعال الحاد، إلى جانب مداواته لآلام المعدة وتطهير الجروح والتهاب الجفون والقرنية والأمراض الجلدية. أصناف وزجاجيات تقول منى صبرا، المشرفة على منتجات بلدة “خيرات عرمتى”، “نقدم في معرض “أرضي” كل أصناف المربيات والمقطرات والشراب، والجوز واللوز والصنوبر، والحمص والكشك (ماعز وبقر) ورب البندورة والرمان، شغل ربات البيوت، و”تحويشة” الكمون والسماق والزعتر”. وتضيف “الأسعار مناسبة جداً، وهي في متناول الجميع، ويهمنا في الدرجة الأولى إرضاء الزبون، وليس جني الأرباح، وقد شاركنا في السنوات الماضية وهذه السنة، لاقت منتجاتنا الصدى الطيب لدى الزوار والمشترين، الذين أصبحوا يعرفون جودة ونكهة ونظافة وطبيعة أصنافنا”. وتعرض ليلى الحسيني مجموعة أنيقة من الزجاجيات المزخرفة، والمزدانة بالنقوش والنحت، وهي تبدأ من القناديل وأباريق المياه والزينة، وصحون السجائر، وصولاً إلى معروضات وتحف يدوية استعملت فيها المهارة والإبداع، بحيث تحولت كل قطعة إلى لوحة فنية.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©