يشهد خبراء الأجهزة الإلكترونية المحمولة أن 19 نوفمبر من عام 2007 يمثل أحد التواريخ المهمة لأنه صادف إطلاق “كيندل”، وهو أول جهاز لتصفح الإلكترونية من إنتاج شركة “أمازون دوت كوم”. وبالرغم من أن شركة سوني كانت سباقة لإطلاق جهاز أصغر حجماً لتصفح الكتب الإلكترونية تحت اسم “سوني ريدير”، إلا أن أمازون هي التي اكتشفت ما تنطوي عليه هذه الأجهزة من مستقبل واعد.
ومنذ بداية العام الجاري، بدأت تظهر متصفحات إلكترونية أكثر تطوراً بكثير. ويوم 19 نوفمبر الجاري، سوف يظهر في الأسواق متصفح جديد يحمل اسم “نوك كالر” NOOKcolor يحمل خاصية استظهار الكتب بالألوان بعد أن كانت تستظهر في بقية الأجهزة باللونين الأسود والأبيض فقط. ويضاف إلى ذلك أن الجهاز الجديد سيباع بسعر منخفض يبلغ 249 دولاراً وبما يجعله متاحاً لكل الفئات الاجتماعية تقريباً.
وظهر مؤخراً متصفح الكتب “إنتوراج إدج” En Tourage eDge الذي يجمع بين وظائف القارئ الإلكتروني للكتب والكمبيوتر الدفتري “النوتبوك” و”النيتبوك” ووظيفة تسجيل الصوت والصورة في جهاز واحد. وهذا يعني أن الجهاز يتيح لمستخدمه مطالعة آلاف الكتب الإلكترونية والإبحار في الإنترنت وإرسال واستقبال البريد الإلكتروني ومتابعة الأفلام السنيمائية والاستماع للموسيقى حيثما كان وفي أي وقت. ويوصف الجهاز بأنه فريد من نوعه. يبلغ اتساع شاشة الجهاز 9.7 بوصة (إنش)، ويستظهر الصور بوضوح يبلغ 1200 في 825 بيكسيل. وهذه الشاشة الواسعة تجعل من تصفّح الكتب أمراً ميسّراً عمّا هي الحال في المتصفحات الإلكترونية ذات الشاشة الصغيرة، كما يوفر عدد مرّات تقليب الصفحات أثناء المطالعة.
وبالرغم من هذه الوظائف المتنوّعة للجهاز “إنتوراج إدج”، إلا أنه يتضمن أيضاً كل وظائف القارئات الإلكترونية المتوفرة في الأسواق مثل “كيندل” و”نوك” و”سوني ريدير”. كما يتميز بالقدرة على تكبير أو تصغير الكلمات وتحقيق الرؤية الجيدة في ضوء الشمس الساطع.
وتتميز متصفحات الكتب الإلكترونية بخفة الوزن والاستهلاك القليل من الطاقة الكهربائية إلا أنها بقيت تحمل معها قصوراً وظيفياً مهماً يتمثل باستظهار الصور والنصوص باللونين الأبيض والأسود.
ويوم الثلاثاء الماضي كشفت شركة “هانفون تكنولوجي” الصينية عن متصفح جديد بشاشة ملونة تعمل بتقنية ابتدعتها شركة “إي إنك” E-Ink. ويرى خبراء أن إضافة خاصية الشاشة الملونة إلى متصفحات الكتب سوف تؤهلها لمنافسة أجهزة الكمبيوتر اللوحية.
وتنقل صحيفة “إنترناشونال هيرالد تريبيون” عن فينيتا جاخانوال المحللة في شركة “إي سابلي” قولها: “سوف تتحول كافة الشاشات بما فيها تلك التي نراها في أجهزة الهاتف المحمول أو اللاب توب أو الكمبيوتر اللوحي أو التلفزيون، إلى الاستظهار الملون”. وتقول جنيفر كوجروف مديرة الاستظهار المرئي في شركة “ديسبلاي سيرتش”: “يعد التحوّل إلى الاستظهار الملون في متصفحات الكتب أمراً بالغ الأهمية لأنه سيرتقي بها إلى مراتب أعلى في اهتمامات المستخدمين”.
وتتميز الشاشات التي ابتكرتها شركة “إي إينك” بميزتين عن شاشات الاستظهار بالبللورات السائلة “إل سي دي”؛ تتعلق الأولى في أنها أقل استهلاكاً للطاقة، وتكمن الثانية في أنها تسمح بقراءة النصوص في الظلام وتحت الضوء الساطع لأشعة الشمس. ولكن لهذه الشاشات عيوبها أيضاً، ومنها أن ألوانها تبدو باهتة وأقل سطوعاً من تلك التي يتم استظهارها بتقنية “إل سي دي”. وقد يكون هذا هو السبب الأساسي الذي جعل “سوني” و”أمازون” وبقية الشركات المرموقة المهتمة بإنتاج متصفحات الكتب، تتريّث في اتخاذ القرار باستخدامها.
ولا شك أن تقنية “إي إينك” ستتطور حتى تجعل من ألوان شاشات متصفحات الكتب مساوية في سطوعها ووضوحها لتلك التي نجدها على شاشة الكمبيوتر اللوحي “آي باد”؛ وعندئذ، سيكون لهذه الأجهزة شأن آخر في الأسواق والبيوت.