يحتضن «ميجا مول الشارقة» معرضاً فوتوغرافياً متنوعاً لمجموعة من المصورين المبدعين، الذين التقطوا عبر عدساتهم ومهاراتهم التصويرية، صوراً تعبيرية تعكس واقع الحياة والمعمار في الإمارة الباسمة، مؤكدين عبر صورهم المعروضة مقولة إن المصور فنان ومؤرخ وموثق بل مُغير للتاريخ في بعض الأحيان، فالخيال المتاح في تلك الصور هو فضاء رحب يتيح فرصة التحليق بالأفكار الواسعة مع خيال المصور الذي يعكسه من خلال الكاميرا.
متعة حقيقية
يجد المتتبع للمعرض، الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان صيف الشارقة للفنون، الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام، ممثلة بإدارة الفنون بالتعاون مع اتحاد المصورين العرب، مجانا، متعة حقيقية لدى مشاهدة الروائع التصورية التي جسدت الفن التصويري عبر عدسة المصورين، الذين أظهروا براعة فائقة في تجسيد ملامح مدينة الشارقة التي تعيش حياة متطورة ومتسارعة كغيرها من مدن الإمارات المختلفة.
ويمكن للزائر أن يلحظ وبشكل كبير مدى تفاعل عدسة المصورين في نقل الحياة اليومية في الإمارة، وهذا ما تجسد في لقطات أكدت فعلاً أن الصورة تسهم بوصف الأشياء والكائنات، التي تقطن في عالمنا التقليدي على الهيئة التي يرتبط بها وجودها الآني، وتستمد الصورة مادتَها من المعالجة التي تمارسها على مفردات الكون، ولا تنشأ كنتيجة حتمية للمفردات الكونية ذاتها، وعلى هذا الأساس فإن الصورة بمعناها التِّقْنِيّ الخالص هي عبارة عن حالة صورية مؤرخة، تختزل الواقع المنظور في قارِّيته، أو في حركته، بتجرد يطبع مفرداتها المنظورة.
انطباعات الجمهور
في إطلالة سريعة لنقل انطباعات الجمهور الزائر للمعرض الفوتوغرافي المفتوح، يقول وجدي شريف «جئت كغيري من الناس للتسوق، ولكني شاهدت أن بهو المركز يحتضن معرضاً للصور وهو ما أثار اهتمامي كوني من محبي التصوير الفوتوغرافي، وقد وقفت طويلاً أمام إبداعات المصورين، فالصور المعروضة تعكس واقع الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية والتي تنمو بخطوات متسارعة محققة نسبة نجاح كبيرة في استقطاب السياح، وتقدم نموذجاً مثالياً عن التطور المطرد التي تشهده الدولة».
أما يوسف إسماعيل؛ فيرى أن المعرض يضيف متعة حقيقية لزوار المركز ويستقطبهم لمعرفة تفاصيل من الحياة الشارقة النابضة بالتفاعل والحيوية.
ويضيف «شخصياً استوقفتني صور المساجد لأنها التقطت بشكل مثالي وجميل، ومثل هذه الصور بقدر أهميتها لنا ولأجيالنا أجدها تعكس صورة حضارية للسياح الأجانب الذين يزورون الشارقة، ويمكنهم من خلال هذه الصور التعرف عن قرب على عاداتنا وتقاليدنا وحضارتنا الإسلامية الشامخة».
تأثير الصورة
تؤكد نور عبدالقادر «في هذا المعرض يلمس الزائر إيقاعات الحياة ونبضها من خلال صور بسيطة في طرحها عميقة في مضمونها، بلا شك المعرض يوصل رسائل لجميع من يعيش على هذه الأرض الطيبة».
وتتابع «رغم بساطة المعرض وإتاحته الفرصة للجميع للاطلاع على محتوياته المختلفة، إلا أن القائمين عليه قدموا رسالة غاية في الأهمية لنقل صورة الواقع المعاش بمختلف أشكاله لذهن المتلقي على مختلف جنسيته وديانته وعقيدته، وهو ما يؤكد أن الصورة الناطقة بإمكانها إحداث تأثير قوي في النفوس، وتقديم رسالة ذات أهداف سامية وهو ما تحقق من خلال هذا المعرض البسيط والأنيق».
ويوضح سامي فاخوري أن وجود مثل هذه المعارض المجانية في ساحات المراكز الكبرى، له فائدة كبيرة كونه يسهم وبشكل كبير في نشر الوعي والمعرفة، ويجلب المتعة والاستفادة للجميع، منوهاً إلى أن عامل الوقت أصبح عائقاً للكثيرين للتردد على الصالونات والمعارض والمراسم التي تبرز في معارضها بين الحين والآخر صوراً ولوحات لمبدعين من داخل وخارج الدولة.
(الشارقة - الاتحاد)
عدد اليوم
