نحن أمام ظلامية، نمت في ظل الأنظمة التوتاليتارية بسبب القمع، وهي في الوقت نفسه مناوئة لفكر النهضة. كان المتوقع أن تنضم- لمرحلة - إلى فكر النهضة حقاً، بيد أنها ركبته واستغلته. رفضت فكر النهضة، وراحت تقاوم التوتاليتارية بفرض عقيدتها، أي الانتقال من توتاليتارية دنيوية إلى توتاليتارية إيمانية، وهما من أصل واحد، في نهاية أي تحليل ثقافي. وهناك ظلامية مقابلة تكاتفت مع الأنظمة التوتاليتارية وبذلت الدم دفاعاً عنها. وهذا ما جعلنا نلمح حرباً ضروساً بين الظلاميين أنفسهم، بعد هذا الانقسام الكبير.