إبراهيم سليم (أبوظبي) - طالب اختصاصيون في الطب النفسي بعدم ترك الأطفال أمام أجهزة التليفزيون و»الآي باد» وغيرها من الأجهزة الحديثة لفترات طويلة، في إطار وقايتهم من الاضطرابات النفسية، وأبرزها «التوحد».
جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي الثاني للطب النفسي لدى الأطفال والمراهقين، والذي اختتمت أعماله أمس في أبوظبي، وكان قد افتتحه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ونظمه جناح العلوم السلوكية بمستشفى خليفة الطبية، التابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» بالتعاون مع شركة البحر المتوسط للمعارض والمؤتمرات، وحضره نحو 400 من المتخصصين في المجال من داخل وخارج الدولة، وناقش عدداً من المواضيع تناولت جميع المشكلات، التي يعاني منها الأطفال والمراهقين، من خلال 30 ورقة علمية.
وأشارت الدكتورة زينب بشري عبدالحميد رائدة الطب النفسي لدى الأطفال بالعالم العربي والاستاذ بكلية طب عين شمس في ورقة عمل خلال المؤتمر، وتناولت فيها مرض التوحد أو «الذاتوية» عند الأطفال، إلى أن المرض يظهر عند عمر الـ 3 سنوات، وحينما يكون الطفل في سن السنتين تبدأ ملاحظة أعراضه، حيث يفقد الطفل تدريجياً اللغة التي اكتسبها، وتصاحبها أعراض تكرارية نمطية.
وأكدت أنه يمكن علاج مرض التوحد وتحسين حالة الطفل المصاب، حيث يتطلب ذلك تشكيل «فريق معالج مكون من طبيب أطفال وطبيب نفسي واختصاصي نفسي واختصاصي سلوك، لافتة إلى أن هناك علاجاً محتملاً يتمثل في استخدام الخلايا الجذعية.
ودعت الدكتورة عبدالحميد الأسر إلى تحاشي ترك الأطفال أمام أجهزة التليفزيون والآي باد وغيرها من الأجهزة الحديثة لفترات طويلة، والانتباه لنموهم الذهني والجسدي، خاصة أن الإحصائيات أكدت ارتفاع نسبة الإصابة إلى 1% من جملة المولودين حديثاً، بعد أن كانت 5 حالات بين كل 100 ألف طفل.
وكشف الدكتور محمد عبدالمقصود استشاري الطب النفسي بمستشفى العين أن 25% من سكان الدولة يعانون أمراضاً نفسية مختلفة، لافتاً الى أن النسبة متقاربة بين المواطنين والمقيمين.
وأشار الى أن الأمراض أو المشكلات النفسية، آخذة في الازدياد ولا تقتصر على الأطفال دون الكبار، موضحاً أن الأرقام الحقيقية قد تفوق ذلك، وأنه على الأقل يوجد شخص من كل 4 أشخاص على الأقل يعاني مشكلة نفسية.
وتناولت الدكتورة نورة الفرج من المملكة العربية السعودية في ورقة عمل خلال المؤتمر مرض الاكتئاب المصحوب بالذهان، وهو من الأمراض العقلية أو مسمى عام للأمراض العقلية، ومن أشهرها الفصام الذهاني، والذي يتسم بخلل في استقبال وفهم المريض للواقع المحيط به نتيجة لوجود خيالات وأوهام مرضية تؤثر على استقباله وفهمه لما يدور حوله، وكذلك تعرضه لهلاوس وغيرها يختلط فيها الواقع مع الخيال واهتمامه بأمور غير حقيقية وتتسم تصرفاته بالغرابة، وأحياناً بالميل إلى العنف. قال الدكتور محمد عبدالمقصود استشاري الطب النفسي في مستشفى العين إن الأمراض النفسية ليست مقصورة على الأطفال والمراهقين، جاء ذلك خلال تناوله اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه لدى الأطفال، لافتاً إلى أن الأبحاث الجديدة أظهرت تغييرات في أجزاء داخل المخ، حيث يختلف حجمها، وكذلك مواد كميائية في المخ وعوامل وراثية، حيث توجد جينات مسؤولة بنسبة 9% من مرضى فرط الحركة وضعف التركيز.
وأشار إلى التأثير الإيجابي لاستخدام زيت السمك على ضعف التركيز والرياضة البدنية المستمرة والتنظيمية، بالإضافة الى استخدام العلاجات الدوائية، والتي تصل فيها نسبة الشفاء إلى 90%.
وتناول الدكتور محمد الحوسني من الشرطة المجتمعية بأبوظبي، خلال المؤتمر وسائل الدعم، التي توفرها الشرطة المجتمعية للأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة، فيما تناول الدكتور محمد الظنحاني سوء معاملة الأطفال كتجربة قانونية.
عدد اليوم
